سيدي احمد... لؤلؤة نواكشوط الخالدة (رأي حر)

أربعاء, 2017-02-22 07:03

في ساعة بيضا كيومها الأبيض المشئوم ليس كسائر الأيام في كل النحسة زفت لنا رياح سامة قادمة من المنطقة الجنوبية المعروفة بمقاطعة الرياض حاملتا معها أخبار حدقت العيون بعد سماعها الأخبار التي فادت بأن عقارب ساعة الفن والأدب
 الأخبار الغير السارة التي فادتنا برحيل أحد أياقنة العصر الذهبي لموسيقى بنجة احد أقدم الفنون الشعبية بغرب إفريقيا  
قد توقفت مسيرته ولم يعد موجود منها إلا ما قد تم الاحتفاظ  به من مسيرة الرجل التي جال وصال خلالها ربوع الوطن المجروح وحارب منهج التعجرف والانغلاق

انه حقا فنان شعبي فنان (بنجة ) 
المتتبع لسيرة الذاتية المطرب سيدي احمد أو ديمي كما يحلوا لزملائه أن يسموه 
سيقطع الشك باليقين انه ليس مجرد رقم من أرقام المطربين الذين لا هم لهم سوى 
التمايل داخل الملأ ليحصلوا على ما تجيد به جيوب بعض الحضور
 
نعم قد رحل عن عالمنا تاركا خلفه الكثير من الروايات والقصص حول أسباب 
رحيله بعد رحلته الطويلة مع المرض الذي لم يجد له حلا ولا تشخصا أحرى بمعالجة فقد جاب أكثر من بلدة وزار أكثر من عيادة ومستشفى باحثا عن معجزة 
عساها أن توقف معاناته لكن يبدو أن مرضه الذي لم يشخص أحرى أن يتم توقفه ليعود لمحبه وليعود لليالي نواكشوط ...
 لكن المرض القاتل  لم يكن يبالي بفتيات عرفات ودار النعيم والرياض ولا أطفال الكبات من مندز ونتك والترحيل 
ولا حتى عجائز السبخة والميناء القديمة أحرى أن يبالي بمحبي اللؤلؤة 
في كل من نواذيبو والنعمة وروصو ولم يبالي بدموع التي سالت بعد رحيله 
في كل من لعيون والزويرات والكجوجت وتجكجة وكيهيدي وسيلبابي وألاك

إنه حقا قد أعطاه الله مزمار من مزامير أبي موسى الأشعري
كما قال الرسول صل الله عليه وسلم لأبي موسى الأشعري لما سمعه يتلى القرآن 
قال له لقد "أتيت مزمار من مزامير آل داود" وهذا يعني أن المزمار لم يكون يوما حراما حسب ما يدع البعض بدليل أنه لو كان كذلك ما استحسن  عليه الصلاة والسلام حتى يشبه تلاوة أبي موسى بالمزمار
وفي الأخير لله ما أعطا وله ما أخذ وإنا لله وإنا إليه راجعون 
رحم الله لؤلؤة نواكشوط الخالدة سيدي احمد فنان بنجة 
بقلم ابوبكر ولد سيدي ولد امبيريك