تشكل التجربة و تراكماتها منعطفا مهما في الحياة لدي العديدين منا و كم من مرة تقع في أمر ما أو قضية ما فتستدعي التجربة لتكون سندا لك في محنتك و معاناتك حتي أنها في كثير الأحيان تكون سندا لك في أفراحك و أتراحك و تخاطبك دون أن تحس بها و توجه قراراتك المصيرية لما يخدم أجندتها الخاصة وعندما تكون هذه التجربة ضمن عمل جماعي مشترك تكون أكثر جدوائية و عطاء و مردودية لا علي المستوي الشخصي فقط بقدرما علي مجتمعه و محيطه و بيئته، لكن مع التزايد المذهل لكلمة صنع في الصين Fabriqués en Chine أصبحنا في ورطة من أمرنا و أصبح الباحث عن المجرب يجد صعوبات في حسن الاختيار فتعددت الإشكالات و تفاقم الوضع صعوبة وسط غياب ملحوظ لمؤسسات قادرة علي تقييم التجربة لدي العديد من الفاعلين الشباب، من هنا بدأت إشكاليات الاختيار ووضع الشخص المناسب في المكان المناسب ، بهذه الدردشة أعود ثانية للواقع و الظروف التي أحاطت بتشكيل المجلس الأعلى للشباب، فقد دعي رئيس الجمهورية السيد محمد ولد عبد العزيز الشباب الموريتاني للمساهمة في العملية التنموية من خلال الانصهار في كل الأنشطة ذات الطابع التنموي و أكد نيته المطلقة في اللقاء مع الشباب وهو ما رحب به عدد كبير من الشباب و اعتبروه خطوة جبارة من أجل لقاء القمة و النقاش معها وعهدت لمجموعة من الشباب الموريتانيين مهمة التحضير لهذا اللقاء و تسويقه إعلاميا و محاولة جلب أكبر عدد ممكن من الطاقات الشابة للمشاركة فيه و قد شكلت وسائط الاتصال حينها مساحة أستطاع من خلالها هؤلاء الشباب ترويج الفكرة و الدفاع عنها رغم أن العديد من الشباب في " أحياء الصفيح، أدوابة، الكزرات و المناطق النائية" لا يمكنهم الولوج لوسائط الاتصال وهذا ما أعتبره طيفا معتبرا منهم جريمة في حقهم و عدم عدالة اتجاه إسماع صوتهم وهكذا أنعقد اللقاء رغم ما شابه من تجاوزات و انتهاكات و سمسرة و تلاعب بعده "مباشرة أستقبل الرئيس محمد ولد عبد العزيز مجموعة من الشباب المشرفين علي اللقاء الذي جمعه مع بأربعمائة من الشباب تحت عنوان "أنتم الأمل".ويأتي هذا اللقاء بعد الأوامر التي أصدرها الرئيس إلى وزرائه بضرورة دمج توصيات اللقاء الشبابي في البرامج الحكومية وفي انتظار الإعلان عن تشكيلة المجلس الأعلى للشباب المرتقب،وقد استطاعت أوساط شبابية واسعة ممن لهم نفوذ وقوة تسويق أنفسها لرئيس علي أنهم حملت مشروع تنموي و أنهم قادة جمعويين و أنهم قادرين علي الإسهام الفعلي في عملية التنمية المحلية و بناء قدرات الشباب و قد تطلب ذلك من الرئيس التريث و إخضاع الملف لدراسة من طرف العديد من المستشارين و الخبراء في الميدان وتقديم اقتراحاتهم في الوقت الذي بدأ كل مسؤول يحدد المقاس الخاص بعضوية المجلس الأعلى للشباب علي شابه و ابن قبيلته و الموالي له سياسيا لقذفه في مؤسسة ناشئة تحظي برعاية خاصة من الرئيس وتشكل إرادة سياسية صادقة وهو ما أجج للحرب الباردة التي وقعت بين الدكتور كمبا با وزيرة الشباب و الرياضة سابقا و التي رأت و للوهلة الأولي أن خلق إطار لهذا المجلس و تبعيته للوزارة الأولي و عدم اللجوء إلي معايير الاختيار المحددة في القانون المنظم للعمل الجمعوي الشبابي كلها أمور من بين أخري تضع العديد من نقاط الاستفهام التي تحتاج للفك مما تطلب إصدار تعليماتها لكافة الإدارات و المندوبيات العاملة تحت وصايتها إلي التريث في التعامل مع المجلس و إحاطته بنوع من الحذر في انتظار اتضاح الصورة، خصوصا أن أربعمائة شاب التي حضرت اللقاء من مختلف الأعراق و الثقافات و الانتماءات الفكرية و الحزبية كان بمقدورها أن تكون هي الجمعية العامة التأسيسية للمجلس الأعلى للشباب التي يبدوا أن المجلس في ورطة من أمرها وقد صرف العديد من الأموال وجاب أنحاء مختلفة من الوطن من أجل تمريرها لكنها لازالت حتي اللحظة مرفوضة شكلا ومضمونا من طرف جميع التشكيلات الشبابية في الداخل ويشهد المجلس و أعضائه رفضا معلن من طرف كل المنابر الشبابية الحية لا رفضا لرؤية رئيس الجمهورية بقدرما هو صراع بدأ أعضاء هذا المجلس يغذونه منذ الوهلة الأولي بعد تعيينهم مباشرة بأنهم شباب عزيز و أنهم برتبة مكلفين بمهمة في رئاسة الجمهورية و أنهم هم من يحددون السياسة العامة للدولة في ميدان الشباب و أن دكتورة و الوزيرة كمب با وزيرة الشباب و الرياضة سابقا عنصرية وضد شباب البيظان و إشويبات البيظان الموجدين في هذا المجلس و أن الرئيس محمد ولد عبد العزيز و الوزير الأول المهندس يحي ولد حدمين سوف يتخلصون منها ويأتون بوزير جديد قادر علي التعاطي مع نزواتهم و شطحاتهم حيث يري العديد منهم أن إقالة الوزيرة و تعيين محمود جبريل مكانها هو انتصار لهم وهذا ما روجوا له من خلال حجم التبريكات و التهاني الذي ظهر علي صفحاتهم مباشرة بعد مغادرة وزيرة مقتدرة استطاعت في وقت وجيز جلب العديد من المشاريع للوزارة و استحداث علاقات جديدة مع هيئات الأمم المتحدة بموجبها تم دعم الإستراتيجية الوطنية للشباب و الترفيه و إعادة هيكلة الوزارة و إصلاح البيت من الداخل، وستكون الأيام القادمة كفيلة بتحديد موقف رئيس الجمهورية من المجلس الأعلى للشباب و إعادة الاعتبار للعديد من التجارب، و قد يأتي الوقت لإدراك أن جل المتجمهرين في أروقة هذا المجلس و مكاتبه الضخمة لا يعرفون الأحياء النائية للعاصمة التي تشكل بؤرة من بؤر الجريمة و تعاطي المخدرات و يعاني فيها الشباب و المراهقين من سند هو ما دفهم لاحتراف الجريمة بكل أنواعها و أشكالها و قد دعي رئيس الجمهورية في لقائه الأخير مع المجلس الأعلى للشباب إلي ضرورة الاستثمار في الأنشطة ذات البعد التربوي من أجل انتشال الشباب من غياهب الجهل و الأمية و التخلف و المرض و الوقوع في شرك عصابات التهريب و التطرف، هذا ما أفسد علي منظري المجلس مخططهم وبدؤوا في إعادة صياغة برنامجهم و محاولة مداعبة منظمات أممية من أجل دعم أنشطة لهم لم تجد تجاوبا كبيرا من طرف الرأي العام لسببين أولهما الارتجالية و ثانيهما أن المجلس لا يعتمد علي طاقات شابة ذات تجربة و ينحصر تعامله مع دكاترة متعاونين في الجامعة يقدمون أنفسهم علي أنهم خبراء في العمل الجمعوي، اليوم إخوتي في المجلس العمل لم يعد ورشات وندوات ومحاضرات و لقاءات رسمية اليوم أصبح العمل منصبا علي عمل ميداني يحتاج لحرارة الشمس و معانقة شباب خذلهم المجتمع فارتموا في أحضان الجريمة و البطالة فهل نحن قادرون علي إعادتهم لسكة الحقيقية ؟