عشر ملاحظات حول الإيمان المفتوح والعقيدة المغلقة.. محمد بن المختار الشنقيطي

أربعاء, 2017-02-01 20:37

1. الإيمان المفتوح اختيارٌ شخصي دون اختبار من الآخرين، واتفاقٌ على معنى عام (الشهادتان مثلا) دون خوض في دقائق مدلوله..
2. عرف الصحابة والتابعون الإيمان المفتوح ولم يعرفوا العقيدة المغلقة، 
وانشغلوا بتحقيق مقتضيات الإيمان في عالم الشهادة عن الجدل في دقائقه المنتمية إلى عالم الغيب..
3. ظهرت العقيدة المسيحية بعد أكثر من ثلاثة قرون من الإيمان المفتوح في (مجْمع نيقية) عام 3255 م، وظهرت العقيدة الإسلامية بعد أكثر من أربعة قرون من الإيمان المفتوح في (الاعتقاد القادري) عام 433 هـ.
44. العقيدة تفسيرٌ ضيق للإيمان تحميه سلطة سياسية واجتماعية، وتسويرٌ لذلك التفسير -دون غيره من التفسيرات والفهوم التي تظهر في مجتمع المؤمنين- بسور من القمع والزجر..
55. الإيمان إجمال والعقيدة تفصيل، الإيمان بساطة والعقيدة تعقيدٌ، الإيمان فطرة والعقيدة تكلُّف، الإيمان باب مفتوح والعقيدة سور منيع، الإيمان يخدم الإنسان، والعقيدة تخدم الدولة..
66. الإيمان (لا إله إلا الله محمد رسول الله) دون جدل مفرِّق، أو مراء مولِّد للعداوة.. والعقيدة تفويضٌ، وتأويلٌ، وتعطيلٌ، وتجسيمٌ، وتنزيهٌ.. وفرقةٌ ناجية وفرقٌ هالكة!!!
77. الإيمان يجمع المؤمنين في جسد واحد، ويقرِّب غيرهم إليهم بأخوة الأرحام الإنسانية والقومية والوطنية. والعقيدة تفرِّق المؤمنين شيعاً، وتُبعد عنهم غيرهم من البشر..
88. لم يعرف التاريخ الإسلامي الاضطهاد الديني لغير المسلمين، لكنه عرف الاضطهاد الطائفي للمسلمين، وتلك ثمرة من ثمرات طغيان العقيدة على الإيمان..
99. أهل الإيمان منشغلون بزيادة عدد المسلمين بالقدوة والحكمة والموعظة الحسنة، وأهل العقيدة منشغلون بنقص أعداد المسلمين بالتكفير والتشهير والتنفير..
100. إذا رأيت علماء المسلمين منشغلين بـ(الفرْق بين الفرق) و(الفصْل بين الملل والأهواء والنحل) فاعلم أنهم قد (فرَّقوا دينهم وكانوا شِيعا).. وأنهم شغلتْهم العقيدة عن الإيمان..