"برام لن يبصر نور الشمس ما دمت فى السلطة" يبدو أن هذا ما يفتخر به و يردده ولد عبد العزيز للمقربين منه هذه الأيام.
و هذا ما أراد أن يوجهه لقادة "إيرا" المكدسين فى غياهب سجن روصو الكريه ضمن خطابه الموجه للشعب بمناسبة عيد الإستقلال.
ان تلك التصريحات تعتبر أوامر ضمنية موجهة إلى القضاة و المحاكم و السجانين بأن لا تأخذهم رأفة بزعيم إيرا و رفاقه و لا يكن لهم حرج من عدالة او إنصاف حين تقديم ملفاتهم الفارغة و المفبركة. فالكل فى بلدنا يعرف أن كلمة الرئيس تسمو على كل القوانين .
كجواب على اللغة الخشبية الشعبوية و سيل العبارات الفارغة التى تضمنها خطاب الجنرال الإنقلابى ولد عبد العزيز عشية الثامن و العشرين من نوفمبر ، فإن حركة إيرا تعلن ما يلى :
1/ إن الرغبة الواضحة للدولة بتشجيع و تحريض من الطبقات الأكثر رجعية بإبقاء المجتمع مقسما إلى سادة لهم كل الغنم و عبيد و مهمشين عليهم كل الغرم يرزحون تحت نير العبودية المشينة و الحيف و الظلم و التمييز العنصرى ،هذه الرغبة إذن هي التى تهدد الوحدة الوطنية و تنذر بتفكيك أوصال الدولة.
2/ إن الزيادة فى الأجور التى يتباهى بها ولد عبد العزيز و يصدح بها على كل سقف هذه الأيام تأتى فقط لتعوض جزئيا الزيادة الصاروخية فى أسعار المواد الضرورية التى شاهدناها هذه الأيام الأخيرة و ستمتصها نهائيا الزيادات فى الأسعار التى تمت برمجتها و ستظهر قريبا. ضف إلى ذالك أن ثلثي السكان و الذىن يشكل لحراطين منهم السواد الأعظم محرومون تماماً من منافع الدولة و الولوج إلى الوظيفة العمومية ، فالزيادة الوحيدة التى سيعرفونها هي فى غلاء الحياة و التهميش الذى وصل إلى درجة لم تعد تطاق.
3/ إن كل قادة إيرا موجودون الآن وراء القضبان يسامون الخسف و الجور و العذاب ألوانا من طرف مجموعة من السجانين يمارسون عليهم نزواتهم السادية الحاقدة لكن ذالك لن يجعل إيرا تنسى أنه فى ذات يوم 28 نوفمبر 1990 قام ضباط و جنود بشنق 28 من زملائهم حتى الموت من الأفارقة السود الموريتانيين فى إطار حملة واسعة لتصفية الجيش من أفراده الأفارقة السود و بأوامر من حكم تقلد فيه ولد عبد العزيز مناصب عليا و كانت إيرا قد إستحدثت عادة لزيارة سنوية تذكارية لإينال، المكان الذى أرتكبت فيه هذه المأساة ، لكننا نعتذر اليوم عن عجزنا عن القيام بواجب الذاكرة الذى دأبنا عليه فى السنوات الماضية . إن إيرا تقدم بهذه المناسبة أحر التعازى لذوى الضحايا و تطالب بالإنصاف و إحقاق العدالة
4/ إن إيرا تندد بالظروف المأساوية المشينة من ممارسات غير إنسانية و مذلة و تعذيب نفسى و معنوى و جسدى مسلط على قادتها و مناضليها. إنهم 16 من سجناء الرأي و من ضمنهم الرئيس برام الداه عبيد الحائز على جائزة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان 2013 و نائبه براهيم ولد بلال يتعرضون لمزاجية و بلطجة سجانين تعسفيين ينفذون أوامر صارمة بغلق أبواب زنزانات مكتظة و ضيقة من السادسة مساءا حتى الثامنة صباحا.
5/ اننا ماضون فى نضالنا السلمى من أجل إنتزاع العدالة و المساواة ، فلا التهديد و سوء المعاملة و الإختناق من شدة الحرارة و الرطوبة و لسع الباعوض المحمل بالأمراض و الأبواب الحديدية الموصدة و لا الحملات مدفوعة الثمن التى جند لها جيش من حراطين الدولة و لا الإمتيازات الشكلية تجعلنا نتنازل عن كرامتنا فالكرامة هي مفتاح الحرية.
لجنة الإعلام
نواكشوط 28 نوفمبر 2014