
صحيح أن الغربان تبحث دائماً عن أطلال تثير شهيتها للنعيق؛ وإلا فما الداعي لهذه السجالات والتوصيفات حول الوساطة الموريتانية التي أثبتت منذ اللحظة الأولي نجاعتها لما وفره رئيس الجمهورية محمد ولد عبد العزيز من الوقت والجهد من أجل إقناع يحي جامي بالتنازل عن كرسي الحكم دون إراقة الدماء لأن الحرب في النهاية قد تلد حروبا من رحمها وتداعياتها .
كل المقاربات المناوئة للوساطة الموريتانية غلب عليها الكسل الذهني والعزوف عن التحليل العميق وارتهنت لمصالح سياسية ضيقة.
ألم تكن موريتانيا معنية أكثر من غيرها بهذه الوساطة للمحافظة علي أمنها القومي ومصالحها جيو سياسية ؟
لقد كان رئيس الجمهورية يسابق الوقت لأن ثمة مصالح اقليمية لإدامة هذه الأزمة، بل لإرضاعها ومدها بالجلوكوز في غرف العناية الفائقة.
الإنكار المتعمد لنجاح الدبلوماسية الموريتانية في الملف الغامبي كشف مما لا يدع مجالا للشك أن الذباب حقا لا يراعي حرمة الموتى لأنه يتناسل على الجيف.
هذا موقف نسجله من أجل الوطن.
نقلا من صفحة الكاتب و الاعلامي اعل ولد البكاي