قضية لحراطين تسير نحو المجهول/بقلم: الحسن مسعود

ثلاثاء, 2017-01-03 14:48

إن قضية لحراطين لاقت في اﻷونة اﻷخيرة دمارا على يد دعاتها وخاصة المتمصلحين وعملائها بالذات ،تماما كما يحدث في اﻷحزاب القومية.... فقضية لحراطين تحولت على يد المنظمات والحركات القومية إلى معسكرات إيديولوجية وإلى مصانع ﻹنتاج النزعات التفرقة..... وتأسيسا على ما سبق فإن قضية لحراطين أصبحت بحاجة إلى إعادة النظر بمفاهمها وسيادتها وهويتها بعقلانية مبتكرة وتغير الموازين ،وذلك يتطلب إعادة ترتيب اﻷفكار واﻷوليات والمهام بين زعماء القضية ،كما يتطلب إعادة النظر في علاقة لحراطين في ما بينهم ،بحيث يجري التمرس بقواعد الحوار والتداول والتعاون ،للتقلب على جرثومة التضاد، واﻹحتكار ،وﻹنفراد واﻹستقواء ،أي مايرفضه لحراطين إتجاه اﻷخر.... ولكي تكون القضية ذات مصداقية ولتكون شاملة في مجتمع يتميز بالتعدد الشرائحي ،فلا بد من النظر في علاقة لحراطين بﻷقليات العرقية وشركاء الوطن ،بحيث يكون العمل على إدماجهم عبر اﻹقرار بحقوقهم السياسية والثقافية واﻹجتماعية..كما يجب أن تكون هذه العلاقة بعيدة عن عقدة الضحية وعقيدة اﻹصطفاء ،كما يجب اﻹبتعاد عن خرافة الممهات مع الذات لكي نحصل على مساحة سقفها السماء... هكذا فإن إرادة التغير ،أياكان الشعار ،فشرطها القدرة على الفهم والتشخيص بالمراجعة والنقدية والمحاسبة العقلانية درسا وتحليلا.. وإنطلاقا من ذلك نأتي إلى الحقل السياسي وإلى الفضاء العمومي ،بحيث نعمل بخصوصيتنا التي هي خلق الواقائع الفكرية والتراكيب المفهومية التي تسهم في تغير الرابط اﻹجتماعية والبنى السياسية المبنية على السكون الفئوي.... وفي اﻷخير فإن أي تغير يراد له النجاح فلا بد له أن يمر عبر هذا المسلك ،وإلا فإننا سنظل نمارس العمل السياسي والحقوقي بصورة عقيمة وغير فعالة ،وستظل معطياتها محدود ،بحدود اﻷشخاص... بقلم الحسن مسعود