هذه كلمة مقتضبة عن بعض التفاعلات الاجتماعية بين الوادانيين، وخاصة فيما يتعلق بإظهار دور قبيلة "لـبرابيش" كأحد المكونات الاجتماعية العريقة في المدينة.
إن مدينة وادان التاريخية المعروفة بأنها أخذت هذا الاسم من واديها(وادي العلم و وادي النخيل)، ويعود تاريخها إلى مطلع القرن السادس الهجري، قد عرفت عبر تاريخها المديد الكثير من الصمود والنماء، قبل أن تلعب بها عوادي الزمن المتلاحقة، والتي كادت تقضي عليها لولا مجهودات أبنائها البررة، وبعض التدخلات الحكومية القليلة، طبعا قبل أن تجد وادان قيمة في مثل هذا المهرجان التراثي الذي مكنها كغيرها من المدن التاريخية الموريتانية من كشف بعض أسرارها العجيبة، وإيقاظ أبناء الوطن وباحثي العالم على ضرورة العناية بها كتراث وطني غنيِّ وكتراث عالمي مُشع ونابض بالحيوية.
ففيها شارع الأربعين عالماً (الحجة الصغرى)، وكانت على فتوتها مدينة تحمل جينات الدولة من حيث التنظيم والعمران والأمان والاقتصاد والمعرفة والتطور المستمر، ما جعلها مدينة تأبى النسيان.
ولعلي أقتصر هنا على ذكر بعض مجهودات مجموعة (لبرابيش) التي لخصت ذاتَ يوم تاريخ العروبة والأصالة، منذ مقدمها إلى هذه المدينة، وهي لا تدعي في هذا الانفراد لكنها تبقى مكونا مهما وفاعلاً في تراث هذه المدينة، يعرفه المنصفون من أهل وادان والصادقون مع ذواتهم.
فهم من شيدوا سور هذه المدينة الضخم وفتحوا مع إخوتهم من سكان المدينة فيه مناطق لمراقبة العدو (أشبارْ)، ودحره قبل أن يصل إليها، وآثارهم في ذلك شاهدة وسألوا ((فم المبروكة))..!!، بل اسألوا المثل الحساني السائر (شِعْلِيك يا وادان من عيطتْ أعكابْ الليلْ).
وقد كان عليهم المعول أساساً في الجانب الأمني وكفى ببذل النفس كرماً وشجاعة، ولاغرو فكل أهل هذه المدينة معطاء، شكلوا صورة رائعة من التلاحم على مرِّ التاريخ ينهض كل منهم بما عليه من واجبات تُجاه أخيه وتجاهَ ضيوفهم، فأشبعوا الأرض أمناً وعلماً وزهدا وصلاحاً، وكانوا مصدرا حقيقيا للعطاء في هذا البلد تماما مثل "وادان" مدينتهم فكل المجموعات المحلية في هذه المدينة بقيت وفية لثقافتها وحضارتها الضاربة في عمق التاريخ، يحمل ذلك منهم صاغرا عن كابرٍ يتلون جميعاً كلمة واحدة...
مرحبا بكل ضيف ... .. نحنُ رمز العزة ... والثباتْ ... ومصدر الثقافة على مر العصور...
وفي الأخير .... أقول باسم هذه المدينة مرحبااا بكم مجددا ضيوف مدينة وادان...
محمد عالي ولد محمد السالك البربوشي