أراد القدر أن يخرج بيرام الداه اعبيد من السجن أياما معدودات قبل سجن رفقائه الذين من بينهم كاتب الضبط صاحب الأخلاق العالية محمد داتي، وكأن القدر أراد عن سبق إصرار وترصد أن يظهر معدن الرجل الحقيقي ومعدن السجين محمد وزملائه في الزنزانة. محمد داتي والنضال من أجل إطلاق سراح بيرام : لم يكن يفوت ذلك الشاب القصير النحبل القريب من القلب فرصة مظاهرة مطالبة بإطلاق سراح بيرام إلا وكان في مقدمتها، كان يرقص أمام السجن المدني في الأسبوع مرتين، يرقص ويرقص ويكرر ..جمبرنا. ..جمبرنا ...جمبرنا ...كان يشعر بألم زوجة رفيقه المسجون كان يشعر بألم فراق أبنائه له، كان الرفيق الحقيقي وقت الضيق، حسب اتصالاتي به قال لي مرات أنا لدي جميع أسرار بيرام أنا أعلم جميع الخروقات أنا أفهم ما يجري، لكنني مؤتمن على تلك الأسرار والرجل مسجون لذلك من الأخلاق ومكارم الأخلاق وواجب الرفيق على رفيقه أن أتجاهل كل ذلك وأقف في جانبه ...لكنني أؤمن أن الحركة ليست على ما يرام وحادت عن الطريق وأصبحت بحاجة إلى مراجعة فكرية تؤسس لنضال جاد ومحترم وخطاب يواكب المرحلة . حدث ما حدث وتم الزج بمحمد الداني الرجل الطيب في السجن .. غدر الرفيق تناسى بيرام كل صولات وجولات محمد داتي وتناسى كل جهود رفاقه السجناء، لم يكلف نفسه حضور محاكمتهم لم يكلف نفسه المرور بأسرهم استغل اول فرصة وغادر أرض الوطن للمتاجرة بهم في المزاد الأمريكي والاوروبي. هو هذه اللحظات ربما ينام في أرقى الفنادق بينما أهل السجناء من النساء والشيوخ ينقلبون يمنة ويسرة يفكرون في حال أبناء الله وحده يعرف كيف هو. يتجول بين الدول يبيعهم الوهم بينما رفاقه يعيشون في واقع هو في الواقع مر، متمثل في وحشة سجن والشوق إلى الاهل والتفكير في المستقبل. فكروا قبل أن يأتيكم الدور يا شباب شريحة لحراطين المندفعين خلف خطاب ظاهره مقارعة للظلم وباطنه استراتجية بيع لتجارة رابحة فكروا قبل أن يأتيكم الدور . فكروا قبل أن يرمى بكم خلف الشمس ثم يتولى عنكم يوم الكر من كان يقول لكم كروا فأنا معكم من الكارين لا والله يا شباب بل إنه من الفارين ولكم ولقضيتكم من البائعين ولثمنكم جميعا من العائشين. لا تكون أذيالا ولا تكونوا اتباعا بلا عقل يفكر ويتدبر فالعبر كثيرة والأمثلة عديدة فقط افتحوا عيونكم وستدركون المأزق الذي انتم فيه تخوضون بعيون مغمضة. إني لكم من الناصحين ناضلوا لكن بدون أن يستغلكم أحد فكروا ولا تدعوا أحدا يفكر عنكم ضعوا كل الأوامر والخطط محل شك وتفكير وتمحيص. لا يغدرن بكم الرفيق فقد فعلها من قبل