ويتسابق الزمن وتتسارع عقارب الساعة مبشرة بأن كلما هو آت في الزمان قريب، و انطوت الأيام والليالي ودنى موعد القمة.وكلي أمل بعد توكلي على العلي القدير رب العرش العظيم أن تمر بسلام وأمن وطمأنينة وأن يكون أثرها على البلاد والعباد كأثر الغيث ونسيمه العليل،وأن يوفق الله القادة العرب في اتخاذ قرارات صارمة وحازمة وبالإجماع لوضع حد نهائي لحمامات الدم بوأد الحروب والتغلب على اسبابها الخفية والعلنية في كل قطر عربي إسلامي وتجاوز الخلافات والصراعات الأهلية الداخلية تكون نتائجها في أحسن الأحوال اقتتال الأخوة وتشريد الأمهات والبنات والبنين وهدم زينة الحياة بمناظرها الجذابة وتراثها البشري القديم وآثار الرسل وألانبياء والحضارات الراسخة في القدم وحرق وإتلاف ملايين المكتبات الإسلامية والفكرية .
إن نجاح قادة العرب في تجاوز هذه النقطة بسلام و الاتفاق على الآليات بتنفيذ وتطبيق بنود القرار المتعلق بها،أما ما بعدها من أخريات النقاط المدرجة في جدول أعمال قمة سيكون محل اتفاق لامحالة في كل جلساتها الميمونة المباركة رجائي لها من الله وهو على ذلك قادر وقدير.
إن هذه المعضلة هي جوهرة النقاط وهي أشملها وأعمها وهي أم مشاكله لأنها محصلة مشاكل الوطن العربي بما تحوي من متفرقات ودون حصر على سبيل المثال: التدخل العربي في الشأن العربي العربي هو السبب الحقيقي وراء ما يحدث داخل الوطن العربي ،فاليد العربية هي التي تطلق الرصاص العربي على نساء وأطفال وشيوخ وعجزة العرب ،اليد العربية التي تدمر حضارة العرب وتخرب تراثه وتعبث بحدائقه نخيله وأعنابه، أنهاره وبحاره، هي إذن نقطة مرتبطة عضويا بالأولى(إنهاء الصراع الدموي).أما اخريات النقاط الباقيات التي سبق وأن تناولت في تغردة سابقة فلاختلاف عليها ولا حولها وإن وجد فطفيف.
1 . الصراع العربي الإيراني واستيراتيجية التصدي للمد الشيعي في الوطن العربي
2 . القضية الفلسطينية وهي لا تغيب عن القمم والمؤتمرات ويجب أن تنتهي معاناة الأخوة في فلسطين.
3 .المد التركي لمحاولة استعادة أمجاد الإمبراطورية العثمانية؛
4 .الامبريالية الأمريكية والغطرسة الغربية؛
5 .الحرب على الإرهاب ؛
6 . التعاون في مجال محاربة الجريمة العابرة للقارات ،والفكر التكفيري والمتاجرة بالمخدرات والأسلحة .
7 .ضرورة الاستجابة لتطلعات الشارع العربي في الرغبة إلى حكم نفسه بنفسه ،يعني اعتماد الديمقراطية كأسلوب للحكم يتناسب ومستوى النضج الذي وصل له المواطن العربي.
وفي الجانب الاقتصادي يمكن الحديث عن
1 .إنشاء سوق عربية مشتركة؛
2 . عملة نقدية موحدة
3 . التعاون في مجال تبادل الخبرات الفنية في نختلف الميادين
4 . الصحة والتعليم
والإسكان والعمران والطرق والمواصلات وانسيابية الدخول والخروج
وعلى أية حال فان نجاح القمة لا يعكسه إلا أهمية القرارات التي تتمخض عنها وتقرأ في بيانها الختامي ،أتمنى أن تكون قمة بلا توصيات ولا ترحيل، لان التوصية تعبر عدم الاتفاق،أما القرار فيعبر عن الاتفاق و الترحيل يعني يأس الاطراف من التوصل لأدنى دراجات التفاهم فيؤجل البند لقمة قادمة أو أخرى استثنائية .غير أن الذي يهمني أكثر بدرجة أولى هو جانب امن وسلامة وإكرام الضيوف منذ الوصول وحتى الوداع . لنشحنهم بانطباع جيد عن حسن المعاملة والإكرام وتنوع العرق الموريتاني وتلك مسألة مفيدة لجاليتنا المقيمة في بلدانهم.
حبذا لو احتضنت انواكشوط القمة الإسلامية والقمة الإفريقية المقبلتين لتستفيد باقي مقاطعات عرفات ،دار النعيم ،الميناء الرياض كما استفادت تفرغ زينة في وجه القمة العربية .
لن أغوص في سلبيات ألأحكام والحكام العرب وما أكثرها؛
ولن أتعرض للخلافات العربية العربية،تشعبها وتجذرها،؛
ولن أولي اهتماما للبحث في الأساليب التي أوصلت القادة العرب لتولي تسيير أمور بلدانهم (توريث، انقلاب)
ولن أتكلم عن سياسات المصالح الخاصة الضيقة ولا سياسات التطبيع ولا انحياز البعض للبعض على حساب البعض ،لن أتكلم عن هذا ولا عن غيره من الأمور التي تشكل الأولوية عندي لأنها ربما تكون مزعجة لضيوفي الكرام، الذين توافدوا على ارضي مهد أجدادي ومقابر أسلافي وعز ثقافتي وتراثي المنسي والمحذوف والمقصي لن أتعرض لمعاناتي لكنني لن ولن أنس تلك اللوحة السوداء التي رسمت التلفزة الموريتانية وقد تحدثت عنها بالأمس القريب في تغردة، إنها لوحة برنامج "البيت العربي" كلما تذكرت تلك اللوحة الاقصائية، أشعر بالدونية والمذلة والخجل واهانة الكرامة، حينها تجف ذاكرتي ويمتص حماسي وتتشتت أفكاري وينقلب اليأس على الأمل ،صدمتني تلك اللوحة اللونية التي لا تمثلني ، سحبت مني ابتسامة الزمن وسرقت مني حنيني لوطني وحنينه إلي في عنفوان ربيع أعياده،حينها أحسست بكل تأكيد أني أعيش على هامش مجتمعي الذي أنا صمام ضمان وحدته ،محرك عجلة اقتصاده وعضلة بنائه وتشييده ،شرطي تنظيم مروره ،الجندي الساهر على أمنه والسياسي المحافظ على تماسكه وهدوء سير ممارسة تجربته الديمقراطية الناشئة ...
لن أزيد في هذا المقام لكي لا أزعج ضيوفي الكرام إخوتي في الدين والروابط الحضارية والثقافية والبعد التاريخي..وذلك امتثالا لقول المصطفى عليه الصلاة والسلام "... من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه" وبالتالي فأنا مؤمن بالله واليوم الآخر ومصدق للرسالة المحمدية الشريفة ،وما علي إلا أن ادخل السعادة والفرح على ضيوفي الذين يحملون إضافة إلى مشقة وأتعاب السفر، هموم بلدانهم و أسرهم.
،مرحبا بهم في بلدهم الثاني فهم ضيوفنا جميعا مولاة ومعارضة لأننا في النهاية شعب واحد نتقاسم ملذة وألم الانعكاسات السلبية للأحداث .
اسغير ولد العتيق