
قائل بأن الحراطين و الزنوج "إعظم بلا مفصل" و كأنه يحاول أن يصور أنهما أبناء رجل واحد و أمرأة واحدة ــ بعد آدم و حواء ــ صحيح أن بينهما الكثير مما يتقاسمانه خَلْقاٌ و ربما خُلُقاٌ، و لكن أعتقد أن مستوى المشترك لا يجعل إحدى الشريحتين تحوي الأخرى داخلها، و العلاقة بينهما لا تصل حد الذوبان...
ــ و قائل بالفرق بينهما لدرجة زرع العداوة و الفتنة بين المكونتين وشيطنة العلاقة بينهما. و هو أمر بعيد المنال بحكم تعايشهما قديما على أديم هذه الأرض، و لأن ما يجمعهما هو مصلحة وطنية عليا ينبغي سعيهما لها معا إضافة لبقية مكونات المجتمع الموريتاني...
فالحراطين و الزنوج و غيرهم من مكونات المجتمع الموريتاني هم ضمان وحدة المجتمع، و صمام أمانه و وئامه... و المشيطن للعلاقة بين هذه المكونات كمن يلعب بالنار قريبا من "أدموغ" أو "أسفساف" أو "أدكداك"... تماما كمن يسعى للوحدة بين المكونات الأخرى خارج إطاراتها الوطنية...
على الذين يسعون في زنجنة الحراطين أو حرطنة الزنوج.. أن يتأكدوا أنهم تماما كالذين يسعون لحرطنة البيظان أو بيظنة الحراطين.. "كوم عن العربية" "كوم عن الفرنسية"...