ماهو دور المسجد في موريتانيا بإستثناء إقامة الصلاة؟

اثنين, 2014-11-03 23:05

للمسجد منزلة عظيمة في الإسلام، فهو محراب للعبادة، ومدرسة للعلم، وندوة للأدب، وهو مصحة للأرواح، كما هو مشفى للأبدان، وقد جعل اللـه للمساجد قدرا ومكانة، وكفاها فخرا أن الله أضافها إليه إضافة تشريفية خاصة حيث يقول - جل وعلا - مبينا منزلتها عنده: {وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا} صدق الله العظيم
فجعلها محلاً لعبادته وحده، والإعتراف بألوهيته وربوبيته، فلا يجوز الإلتجاء والتوجه والدعاء إلا له - سبحانه وتعالى.
ومعلوم أن دور المسجد منذ أول وهلة عرف فيها النور لم يكن دوره محصوراً على أداء العبادات فحسب، بل كان له - كما هو معروف تاريخياً - دورا سياسيا، وثقافيا، وإجتماعيا، وتنظيميا، وقضائيا،... إلخ.
وكان للمسجد عبر التاريخ الإسلامي أدوار عظيمة الشأن، بالغة التأثير في المجتمع الإسلامي، فكان البيتَ الجامعَ الذي يجتمع المسلمون فيه للعبادة، ولتسيير شؤونهم العامة، ولتدبير أمور دنياهم، وهو في الوقت نفسه مؤسسةٌ تعليميةٌ وتثقيفيةٌ يفد إليها المسلمون لتعلّم القراءة والكتابة، والنهل من ميادين العلم والمعرفة، وإلى جانب الرسالة الروحية والتربوية والتعليمية للمسجد فقد قام بأدوار اجتماعية مهمة، وثقة الصلة بين المسجد وبين محيطه، يوم أن أحيى دوره في حلّ مشكلات المجتمع، وأعاد الاهتمام بالأدوار المختلفة التي كان يقوم بها مثل: إقامة المشاريع التي تسهم في تنمية المجتمع من تعليم الكبار، ومحو الأمية، وتبنّي مصحة للمتضررين، ومحل لعقد الزواج، وبناء دور للمشردين، وإنشاء صناديق للزكاة وتخطيط و تدبير شؤون الحرب والسلم من هنا نتسائل عن 
ما هو الدور المنوط الذي قام به المسجد في موريتانيا سوى إقامة الصلاة؟
وما هو الدور الذي لعبه في حل مشكلة العبودية المطروحة والعنصرية والهيمنة والإطهاد والتهميش والحرمان والإقصاء وإنتشار الظلم الذي تمارسه شريحة معينة (البيظان) ضد الشرائح الأخرى (لحراطين ولمعلمين والزنوج)؟
وإذا جاء أحد منهم يوضح أن الدين بريء من كل هذه المشاكل والأمراض الإجتماعية الفتاكة والمطروحة براءة الذئب من دم إبن يعقوب، وأن المشكلة أساسا ليست في الدين بل المشكلة هنا في علماء السلاطين وأصحاب النفوذ وأصحاب المصالح العامة والخاصة، علما بأن المساجد منابر للحق والحرية والمساواة والعدل، وأنها تشجع كل من يقول لا إله إلا الله على التمسك بهذه المبادئ السالفة الذكر التي لا يمكن للبشر جميعا أن يجتمعوا إلا على كينونتها.

مولاي ولد مسعود