من كان يتوقع أن حركة بدأت برجال يعدون علي أصابع اليد، آمنوا بفكر و طريقة جديدة للنضال، أن تحقق في ظرف خمس سنوات ما عجزت عنه الحركات التي سبقتها للميدان سنين عددا، و ما زالت موجودة علي أرض الواقع ... إيرا: تلك الحركة الحقوقية و السياسية التي انتهجت السلم في نضالها و آثرت وضع النقاط علي الحروف في مجتمع يحب بل يبدع في المراوغات، محاربة العبودية كانت هدفها الأبرز، لتنجح في تحرير العديد من ضحايا الاسترقاق في بلد جرم استعباد الإنسان لأخيه الإنسان، فيما وضع المستعبدون أصابعهم في آذانهم خوف سماع الخبر، عزز ذالك محاولة الدولة إقناع الشعب بأن العبودية قد آذنت شمسها بالغروب منذ عقود، إلا أن حركة إيرا و نظيرات لها لم يعتبروا ذالك إلا ذرا للرماد في العيون، و تمادي في اللعب بالعقول، فكلما ظن المجتمع بأن العبودية تم استئصالاها من جذورها حقا، أخرجت لهم حركة إيرا حالة جديدة، و في كل مرة يفلت الجاني من العقاب، بحكم قوة القبيلة و المحسوبية و" أبناء الخيام الكبار" الوقوف مع المظلوم من أي شريحة كان، من سيمات الحركة
نزع القطع الأرضية من المستضعفين يحتل رأس القضايا حيث أن الضعيف ليس سوي لقمة سائغة للمتنذفذين، يأخذون منهم مانالا إعجابهم، بأساليبهم المتعددة، فدفعت الحركة ثمن ذالك باهظا، فهي الحركة الوحيدة التي دخل جل أفرادها السجون و الآن يقبع بعضهم خلف الغضبان..كان بين رجال الدين و النقد حول لكثير منهم التلاعب بالدين حسب أهوائهم و هوي الحكام فدفعت العامة ثمن ذالك، فالعلماء أولياء الله، و لحومهم مسمومة و لذالك نزهوا عن الخطإ في مجتمع ضعيف العقيدة يؤمن في "التفتيف" إستطاعت الحركة أن تهدمه بمعاولها، لتقوم بعد ذالك بحرق كتب كرست العبودية و الطبقية رمزيا قابلته دعوات بالإعدام، بدل المطالبة بالجلوس علي طاولة الحوار و مناقشة تلك الكتب و أخذ الصالح منها و ترك الطالح، رفض صارخ للمجتمع لإعادة النظر فيها و كأنها كتب منزلة! نضال مستميت ضد العبودية و مخلفاتها و العادات السيئة، الراسخة التي أكل الدهر عليها و شرب أمور جعلت المجتمع يتفك في صياغة التهم للحركة الإنعتاقية، و قائدها بيرام ولد الداه عبيد
مريم سالم/النعمة