نتحسر علي ماتعيشه الساحة الثقافية والأدبية على وجه الخصوص،من إنحطاط ثقافي كرسته مسابقات هي مهزلة في حد ذاتها،وهذه هي الحقيقة المرة ، وإن جاملنا أنفسنا وغلفنا هذه الحقيقة وزخرفناها وأخفيناها .
لكن إن أردنا علاج هذه المشكلة فعلينا أولا أن نصدق مع أنفسنا ونواجهها .
هل نحن نعاني من قلة الأدباء ؟ أم الإنتاج؟ أم هما معا؟ أم غير ذلك بل نعاني "أو نفتقد" مسابقات أدبية شفافة لا يريد منظمها التمويل والإعلانات،بل يريد إكتشاف المبدعين وأصحاب المواهب الشابة؟
نعم هذا سبب له اعتباره ،لأننا نملك القدرات الأدبية من شعراء وأدباء ومثقفين ، كما نملك الإمكانيات والطموح .
المتابع لساحتنا الأدبية والثقافية يلاحظ ركودا واضحا للعيان،فلماذا هذا الركود ونحن لدينا العديد من الصالونات الأدبية ، والمجالس الثقافية والجمعيات المنخرطة في الحقل الثقافي.
لكن طغى علينا ــ للأسف ــ حب السيادة والقيادة وهذا هو السبب الحقيقي لهذا التشرذم .
وكأن القائد فينا يريد أن يكون سيدا مطاعا،وهل يعرف هؤلاء أن هذا التخبط والأنانية تقتل العمل الإبداعي وتصل به إلى ما لا تحمد عقباه؟
في الوقت الذي يعمل البعض لكسب المال من المسابقات الأدبية في بلد يلقب بمليون شاعر،وهو يريد خروج الشاعر بأي لقب كان سواء "شاعر المليون" أو "التوحيد" أم غير ذلك....
والأدهى والأمر من ذلك كله أن يجلس أحد أدباء الشباب ويكذب أمام الجميع أحد الأدباء الراسخين فيه،و ذلك ما حصل ليلة البارحة،وآنا اتابع كغيري "مهزلة الأدب" أو "شاعر التوحيد" وأكده أحد الأدباء لأحد الشباب المبتدئين ،وقال له بالحرف الواحد "عليك ببت لبتيت أولا كبداية لكل مبتدأ" في الوقت الذي يؤكد أحد عمالقة الأدب في آخر مقابلة له عبر إذاعة موريتانيا،ويستضيفه أحد الأدباء وذلك قبل رمضان "أن بت لبتيت بت من العيار الثقيل،وليس سهلا للمبتدئين" أجل وهو كذلك؟
فمن أردت أن تهديه إلى سواء السبيل في الأدب الحساني"لغن" عليك أن تأخذ له أحد لبتوت المناسبين له مثل "إسغير" و "تكادرين"وغيرهما....إلخ، فهذا مثال على مهزلة مسابقة "شاعر التوحيد" بدأت به أولى حلقاتها،ومنها على سبيل المثال لا الحصر،عزل الأديب احمدو ولد يوسف في هذه النسخة.
نقطتين فقط أردت أن أعلق عليهما من خلال ما ورد في مهزلة "شاعر التوحيد" عبر شاشة قناة شنقيط الفضائية التي ارجو منها أن تبتعد عن هذا النوع من الإنحطاط وتكريسه بالبلطجة الفكرية.
علينا يامعشر الشباب أولا أن نستقطب الأدباء الحقيقيين ، وأصحاب الهمم الأدبية، وهؤلاء يجب أن يكونوا أكفاء مؤهلين في للشأن الأدبي والثقافي عموما.
وعندما يجتمع هؤلاء بإمكان اصحاب المواهب الشابة والمبدعين الإقبال بكثرة على ذلك ويتركوا لأصحاب التمويل مسابقاتهم التي لايكرم فيها إلا من تنازل عن نصف الجائزة، وليس مسابقة "شاعر المليون" عنا ببعيد.
فنحن يحاجة ماسة إلى من يرسم خطة شاملة وواقعية تشيع الأدب النافع، وتخدم الأدباء الأكفاء ، وتوجه النشء وترتب الذائقة.
علمني وإياكم علم التقى والأدب
الهادي ولد بابو ولد عموه
hady.babou@yahoo.fr