يعتبر الاقتصاد الموريتاني من أكثر الاقتصاديات العالمية تنوعا في موارده الطبيعية وامتيازه بخصوصية كل جهة بموارد مختلفة فغرب موريتانيا ينعم بثروة سمكية وشاطئية وشمالها يحوي موارد منجميه هائلة وجنوبها يختص بمناطق زراعية خصبة أما شرقها فيمتاز بثروة حيوانية وزراعة موسمية ورغم تعدد هذه الموارد وهبات وقروض أشقاء وأصدقاء موريتانيا وتمويل المؤسسات المالية العربية والدولية فا ن الدولة لا تزال منذ الاستقلال إلى اليوم عاجزة عن تحيق اقتصاد قوي ترعا إرادة سياسية وينفذه فريق اقتصادي قادر على جلب الاستثمارات وامتصاص البطالة و تحقيق نمو متصاعد و اكتفاء ذاتيا في عدة منتجات وسلع لشعب لم يصل حسب تعدداد2013الى 4مليون نسمة فعلى مدى سنوات 2010-2014 بلغت إيرادات موريتانيا 1500مليار أوقية بإرادات جبائية (جمارك,قيمة مضافة, ضرائب على الأجور والدخل..) تجاوزت60%من الإيرادات لم تنعكس على المواطن الموريتاني إلا ب -زيادة الضرائب -تفشي البطالة -غلاء الأسعار -انتشار الفقر حتى أصبحت منظمات تدق ناقوس المجاعة رغم تخفيف برنامج أمل على اختلالا ته لحدتها -ارتجالية المشاريع دراسة وتنفيذا -اعتماد بعض صفقات التراضي-تدني الخدمات العمومية التعليم, محاربة الأمية, الصحة, المياه والطاقة,النظافة وتزداد حدة هذه المظاهر كل ما اتجهت شرقا حتى تصل ذروتها الحوض الشرقي الذي سمع كلما لذ في السمع وقعه الأيام الأول من هذه الفترة إلا انه لم يحظ بتمويل أي مخطط تنموي في مجالاته الحيوية المصادر البشرية الثروة الحيوانية و الزراعة الريفية السياحة والثقافة
فقد غابت رؤية تنموية للثروة الحيوانية والزراعة الموسمية اللتان تعتبران أهم أنشطة السكان عمالة وتجارة وأملاك واهم مصادر الدخل والإنتاج فقد امتازت هذه الفترة بنقص الأطر البيطريين والمرشدين الزراعيين وحملات التلقيح وتوفير الأعلاف بأسعار مناسب
ولا يزال غموض كبير وشكوك تحوم حول أهم مشاريع تطوير الثروة الحيوانية في الحوض الشرقي ألا وهو مصنع الألبان والجلود في النعمة بدأب: -دراسة الجدوى -الميزانية التقديرية( تجهيزا واستغلال) -المواصفات الفنية للمعدات والكفاءات والإنتاج المتوقع -آلية التجميع للمواد الأولية (الألبان, زيوت, جلود) -تمويل المشروع (الميزانية, هبة, قرض) -التنفيذ عبري أي مقاولة هذه النقاط هي محل تساؤل ساكنة الحوض الشرقي وعلى أحد منتخبيه في البرلمان توجيهها لوزير التنمية الريفية أو الاقتصاد والتنمية إلا أن هذا المشروع ربما اخذ مسار مشاريع تعثرت بسبب تجربة خاضتها الدولة على مدى سنوات 2010-2012 حيث حاولت تكيف استثمارات تعهدت اقتصادات نامية الصين إيران تركيا الهند ومقايضة أراضي مع دراسة جدوى لمشاريع راضية بتنفيذها من قبل مقاولات المستثمر رغم ذالك تم التخلي عن بعضها وحصول بعضها على تمويل من ممول آخر مثل -الصرف الصحي لأربعة مقاطعات في نواكشوط بمبلغ قرابة 104 مليون دولار من طرف الصين إلا انه تم التخلي عنه -طريق النعمة باسكن بتمويل إيراني مولت لاحقا بهبة من البنك الدولي
-أما المستثمر الهندي الذي كان يعول عليه كثيرا في ضخ استثمارات في مشاريع بيطرية وفلاحيه فان شحا في المعلومات سائد حول استثماره وقد تحدث تقارير صحفية عن تحويله لاستثماراته إلى دول في شبه المنطقة و لا تزال ترشح معلومات عامة عن معانات شركة النجاح بتكبدها خسائر باهظة بسب تنفيذها لمطار أنوا كشوط الدولي مقابل قطع أرضية في أنوا كشوط و قد قدرت مصادر مستقلة كلفته ب35 مليار
وتتقاسم القيادة السياسية والفنين مسؤولية تعثر هذه المشاريع حيث كان هم الأولى الحصول على تلك الاستثمارات أما الأخير فقد خفضت التكاليف على حساب الجودة وقد تكون مقاولات المستثمر تراجعت عندما أتمت دراستها الميدانية وقارنت الكلفة المتوقعة مع الغلاف المالي المرصود
أما الزراعة بشقيها المطرية والمروية فرغم عطاء الأرض وممارسة الساكنة لهذه الحرفة بغية اكتساب متطلباتهم السنوية من الحبوب والخضروات وكسب ريع ما زاد من هذا المحصول فان عوامل قاهرة لا تزال حاجزة بينهم وبين تحقيق أمانيهم رغم أن غالبية محترفيها من فئات ضعيفة وهشة ويعاني بعضها أثار مخلفات الرق ولم تبذل أي جهود تذكر لإزالة تلك العوائق وأولها وعمودها الفقري هو تسيج آلاف الهكتارات من المزارع الأسرية والجماعية واستصلاح الأراضي والسدود واستخدام تقنيات الري والبذور فمنذ 1996-1998 اختفت من المندوبية الجهوية للتنمية الريفية في النعمة عشرات الرافعات والشاحنات الموجهة لاستصلاح السدود وتطوير الزراعة الريفة التي اقتني بعضها في إطار تعاون ايطالي وأصبح الاستصلاح يعتمد على تأجير معدات خصوصية تتجاوز 30000اوقية الساعة
إن الحوض الشرقي اليوم يحتاج إلى مخطط ثلاثي وضخ استثمارات لتطوير ثروته الحيوانية والزراعية بدأ ب:
1.تنفيذ مصنع الألبان والجلود في النعمة في ظرف 30شهرامزودا بصهاريج نقل المواد الأولية وإخراجه من دائرة الأماني والوعود إلى ورشة عمل لتحقيق هذا لمشروع وتقدر كلفته6 مليار أوقية
2.إنشاء شركة نقل متخصصة في نقل المواشي بأسعار غير ربحية برأس مال قدره1 مليار
3. إنشاء كلية بيطرية لتكوين الأطر والفنين البيطريين تضم مختبرا لتطوير الأدوية الحيوانية ومستودع للأدوية بغلاف مالي قدره 800مليون أوقية
4.صندوق يوفر الأعلاف في فترات الصيف برأس مال قرده500 مليون أوقية
5.حفر آبار ارتوازية عند أو قرب المراعي بغلاف مالي قدره 250مليون أوقية ورعاية سباق الإبل والخيل موسميا أو سنويا
6.إنشاء شركة محلية متخصصة في إنتاج وتجهيز المزارع بالسياج المدعم بأعمدة إسمنتية والحدائق الحيوانية مسيجة أكثر من 3000هكتار يقدر تسيج 1هكتار باستثمار قدره 600000 أوقية بغلاف مالي قدره300مليون أوقية
7.تزويد المصالح الزراعية بمعدات تتجاوز 20رافعةوشاحنة مستصلحة 10سدود كبير و100سد اسري وخفض ساعة الرافعة إلى 10000اوقية بغلاف مالي قدره200مليون أوقية
8.إعدادا قاعدة بيانات تبين عدد المزارع ونوعيتها وحجم الاستصلاح المطلوب و الأولوية
9.مركز للتكوين المستمر على الزراعة وتسويق حفظ للمنتجات الزائدة بدعم التعاونيات المحلية بمشاريع مدرة للدخل بغلاف مالي قدره 300مليون أوقية
ويتوقع من هذا المخطط ة - سد اكتفاء ذاتي من الألبان ومشتقاتها والمواد الزراعية محليا ووطنيا -خلق آلاف فرص العمل –خلق ثروة -الحد من آثار الجفاف والتصحر -خلق وتطوير مصادر الدخل -تثبيت المواطنين في مواطنهم الأصلية –الرفع من أداء الاقتصاد الوطني و يبلغ حجم استثماره هذا المخطط الثلاثي 60مليار أوقية توجه منها 15مليار أوقية لتمويل المشاريع أعلاه في ما توجه البقية لمشاريع العارض بمكوناته الخمس و500كلم من الطرق المعبد لفك العزلة ومشاريع المياه والطاقة المتجدد والتكوين المهني وتشجيع التعليم والإنتاج يمول هذا المخطط على الميزانية وشركاء موريتانيا العرب والهيئات النقدية العربية والدولية
إلا أن على أهل الحوض الشرقي إدراك انه مهما كانت صداقة الصديق واستعداد المستعد لن تنفذه الأولويات إلا إذا تخندق الجميع خلفها ورفعها مطالب ملحة وموحدة للجميع
إن أمام موريتانيا اليوم فرصة نادرة في ظل رخاء ونمو الاقتصاد العالمي لتطوير اقتصادها الجهوي وعليها إلا تضيع منها كما ضاعت فرص التسعينات وإذا لم ينفذ هذا المخطط فان قطار الاقتصاد الوطني سيجر إحدى عرباته بلا عجلات وتولد نوع من الشعور بالإهمال والغبن والتهميش منذرا بعواقب غير مضبوطة النتائج
كابر ولد النينين
باحث في الاقتصاد الرقمي
kneinine@gmail.com هاتف 22269628 /26653851 أيميل