بعد فشل مفاوضاته المبتورة عبر اسياده ، من اجل تحرير رقبته بدل تحرير ابناء العبيد ، الذين جعل من قضيتم ارصدة يتلاعب بها الهالبولار و المرتزقة الاجانب و النفعيين من لحراطين ، في المزادات و البرص السياسية الدولية و منظماتها الابتزازية التآمرية عبر العالم ، لا زال برام الداه اعبيد يمارس و من داخل سجنه الاختياري سياسة الاستجداء و الاستعطاف و المراوغة التي يجيدها ، كما يجيد قبلها سياسة ركوب الموج و حرق المراكب و هدم العلاقات و الالتزامات و العهود و الوعود ، فجاءت رسالته الثانية اليوم من داخل ماخورته على النحو و المقاصد التالية ،
اولا : استباقا للنتيجة السلبية المعلومة سلفا و منذ مدة لمداولات المحكمة العليا لملفه ... و نظرها في صحة احكامه من عدمها ، و هي الحقيقة و النتيجة التي ظل كاتب الضبط السابق و الخبير في اروقة التقاضي عملا ، يتغافلها و يضلل شباب و شابات الحركة الانعتاقية ، و يوهمهم عبر ابواقه و المتآمرين معه من إعلام الظلام و الجهة ، ان هناك محاكمات و مرافعات و حضور من اجل الحشد و التمويه ، مستهترا كعادته بطاقات شبابنا و مستخفا بنباهة للراي العام الحرطاني و مخادعا للراي العام الوطني ومغالطا للدولي ، و هو العارف قبل غيره ان المحاكم العليا لا ترافع و لا حضور لمحكوم عليه امامها ، بل تقتصر مهمتها على نقض الاحكام او تاكيدها او الامر بالتشكيلة اامغايرة ، هنا يتضح كذب الرجل و زيف دعاية مريديه من البيرامية ، فمن لم يصدق مريديه القول لن يصدقهم الفعل وذلك هو ديدن الرجل للاسف الشديد ،
ثانيا ؛ جاءت هذه الرسالة تمويها على رسالته الأولى او على الاصح توبته مما اقترفت يداه و لم يبرره عقله و لا علمه رغم وجاهة القصد و مبررات الفعل عندنا ، تلك ( الرسالة التوبة ) التي كانت ثمرة لنطويعه المادي و الذهني و النفسي و الجسدي ، من قبل اسباده و مشايخه و اطباءه و سجانيه ، من خلال زياراتهم المتكررة له و تردده اامتتالي على المصحة النفسية ، لتخرج علينا هذه الرسايل و لغتها المهادنة و الوديعة و الماكرة المتصافقة تحت الطاولة و عبر الوسطاء ، التي هي الى احضان الاقطاع و المشايخ و النظام اقرب منه الى عذابات و هموم و احلام المعذبين في الارض من ابناء العبيد و لحراطين .
قصد ثالث و اخير يفهمه العارفون بنوازع الرجل الكيدية ، وهو صدور الرسالة قبل يوم واحد من تاريخ تخليد المحرقة و يومان من مسيرة حقوق لحراطين ، التي لطالما تلكأ الرجل و اتباعه من الرعاع في جديتها و اتهموا القائمون عليها بالجوسسة و التخابر ، و لعل رسالة اليوم اريد بها مكرا شغل المراقبين للشان البرامي عن اننكاسته و تراجعه و رهطه التي باتت معلومة و مكشوفة للجميع ، عن تخليد المحرقة بسبب التزامه للمشايخ و سعيه الانقاذ رقبته التي يلتف عليها حبل النظام ، الذي كان يسوس معه الدسائس على رفاقه و بني جلدته في الميثاق و الحر و داخل الحركة ، و تأبى حكمة الله و عدله الا ان يتجرع الرجل من الكأس التي اعد لرفاقه فا حاق به مكره ، ولا يحيق المكر السيء الا باهله ( صدق الله العظيم ) .