نهار الاربعاء الماضـي، وقعت في حي بغداد بالعاصمة الاقتصادية أنواذيب، جريمة عاطفية غدت بعد ذلك من الشائع نسبيا ضمن أحداث الأسبوع، وإن كان الكل تحدث عن أنه من النادر حدوث مثل هذه الجريمة في موريتانيا.. قضت على الفور شابـة نحبها دون أن تفصـح عن مكنونات نفسها، وتعرض حبيبها للضرب المبـرح ثُم بتر قضيبه وهو لا يزال في غيبوبة في المستشفى..، و بفهم خاصٍّ تشير كافة الدلائـل إلى أن الفقيدة كادت تجلب لعائلئتها بأسرها العار والشنار حين أحبت حرطانيا بائسا!.
يتغاضـي الكثير من الأسـر، النظر أحيانا عن هكـذا علاقات لأنه لن يكتب لها النجاح أو التطور، وحيث لا يزال الناس مجبرون على تدبير الزيجات ضمن طبقتهم الإجتماعية.. ومـن المحزن للغاية، أن يقابل الزواج الذي يتم عن حبٍ بالرفضْ أو البًتْر وأحيانا يصبـح سبيلا لإرغام المُحبين على الانتحار أو القتل.
عندما تتجرأ بنت أي بنت!؟ على كسر جمود النظام الطبقي في مسألة الزواج، وتقرر الإرتباط برجل على هواها ، من قبيلة أخرى، أو من خارج طبقتها، فهي باعتقاد مبرري المكانة الإجتماعية أو الراغبين في تحقيق قفزة إجتماعية ما، على حد سواء، تكون قد مرغت أنوف والديها في التراب وإقترفت وسط عشيرتها خطيئة نكراء، وبناء على ذلك تصدر عليها العائلة حكمها النهائي، وعادة ما يتبرأ هؤلاء من فلذة كبدهم أو يهجرونها وأحيانا تقطع الصلات بها ظاهريا بينما تبقـى الأم والأخوات على أواصر الصلة بعيدا عن الأعيـن!؟
تظلل هـذه الممارسات الخرقاء غمامات داكنة من الفهـم الخاص للأديان وحتى التفوق الطبقي أو الإثني، ومن الفهم السقيم لهذه المنابع يستغي هؤلاء أفعالا وحشية تدخل ضمن عادات غريبة ، فكيف يتـم وأد البنات بإسم الهيبة والإعتبار؟.
بالمحصلـة فجريمة أنواذيب، تخفي طرفا ذكوريا ثالثا وهـذا الطرف الذكوري يجري الآن التستر عليه عمدا..! وتلك هي الجريمة الحقيقية التي أعقبت ردْم الضحية بإستعجال مساء الأربعاء في مقبرة المدينة، أما اكبر الجرائـم فترعاها المنابر الاعلامية والصالونات الاجتماعية التي سمحت بأن يطغى على محتوياتها مضامين سيكلوجية قوامها التعصب والكراهية بينما المعنى الحقيقي الذي يجب أن يبرز من وراء الجريمة هـو الحبّ كلغة إنسانية راقية، .. هذا الجزء من الحياة ما زال متواريا بعيـدا....لأن مجتمعا تنتعش فيه لغة العار لا سبيل له إليه..وهنا ترقد الجرائم العاطفية