الرشيد ولد صالح سليل المجد والعز التليد؛ أخ كريم وصاحب رأي وقول سديد.
حافظ للعهد والوفاء وبالثقافة عليم؛ يذكرني صرير قلمه ببلاغة وسلاسة
ومعاني وفصاحة قبيلة تميم؛ طموح للمجد بكبريائه ورأيه القويم؛ قلعة شموخ وأنفة هو بها زعيم؛ لا تغريه الموائد العامرة وتلك صفة تحلى بها منذ قديم؛ متزن في رأيه؛ حازم في أمره، واثق في نفسه؛ وهي مزايا لا تتوفر إلافي الزعيم... شخصيته مزجت من الأصالة والمعاصرة لوحة مزركشة بألوان النبل العظيم؛ يتقن القيادة ويحسن التصرف حتى لقبه القوميون المتصوفون بالحكيم؛ يأبي الظلم والحقد والتفاخر لأنه حضن للفقير والبائس واليتيم.
زرع الخير في نفوس كثيرة أحسن إليها لكنها خذلته في الحين؛ وفي الحديث عن هؤلاء يضع من الديباجة والاسترسال ما ينسيك مواقف كل لئيم؛ يمتلك من بليغ القول ما يتجاوز حد السيف الذي إذا هززته هتك وإذا ضربت به بتك.
لا تفجعه الحياة بتقلباتها؛ ولا توجعه حظوظ الآخر والطريق التي إليها سلك؛ لا يضنيه الغم عند المصائب؛ بل يواجهها بالرفق والصبر والتسليم بما صنعته الأقدار؛ بكل خضوع وإيمان لمشيئة الواحد القهار.
مجلسه وارف الظلال يعانقك فيه التاريخ والأدب والأخلاق؛ فلمثله يحن
الجار ويستجار؛ يلاقي الزائرين ببشر وجه تجلل بالمروءة والحياء؛ ونواصيه تنطق بحسن السياسة والدهاء.
إنه جوهرة من "الماس" في صدقه وعفته ونضجه؛ هكذا ظل منذ عرفته عند أول لقاء.
متواضع لا يعرف الاستعلاء؛ الذي يصيب من هم في مستواه من الفرقاء.
كريم منفق بلا من أو أذى لأن سخاءه فطنة غلب عليها الطبع؛ أبحرت مراكبه في كل المناصب؛ فأبى أن يجعلها سببا لتحصيل الكنوز وبناء القصور؛ إذ لا يكدر صفوه ضيق اليد ولا تقلب العصور.
ألم به المرض أخيرا وأقعده عن تصريف المشاغل والأمور؛ ليتعالج متنقلا بين المشافي بلا منصب رسمي ولا زاد من الأجور.
تعيين " نجله" "معمر" مساء اليوم التفاتة موفقة تثلج الصدور وتبعث السرور؛ وتعطي رسالة قوية لمن في قلبه أدني ذرة من الغرور
أن " الرئيس" لم ولن ينسي مسيرة وتاريخ هذا الطود الشامخ الوقور
اللهمّ اشفه شفاءً ليس بعده سقمٌ أبداً، واحفظه بعزّك الّذي لا يُضام
وأحرسه بعنايتك في الّليل وفي النّهار، أنت ثقته ورجاؤه، يا كاشف الهمّ،
يا مُفرّج الغم، يا مُجيب دعوة المُضطرّين، اللهمّ ألبسه ثوب الصّحة
والعافية عاجلاً غير آجلٍ، يا أرحم الرّاحمين
اللهم آمين .
نقلا من صفحة الاعلامي اعل ولد البكاي على الفيسبوك