إن الوضع السياسي والاقتصادي المزري في البلد يدفع ببنائه البررة الأوفياء إلي المساهمة ولو بشرط كلمة في تجنيبه السقوط والارتماء في أحضان المجهول إذ باب من الواضح تخبط الساسة والأحزاب وهيئات المجتمع المدني من حقوقيين وصحافة في حيرة لفك شفرة العزلة الدولية والإقليمية والتي قد تهوي بالبلد في مهب رياح هوجاء لن تقيم له قائمة ، بل سيصبح قلعة عتيدة الأدغال يتحصن فيها الأوغاد من الإرهابيين ليجعلوا منها دولتهم الافتراضية ويؤمنون الإمداد للإرهابيين والتنظيمات الإرهابية في القارة السمراء ، فعلي علي أبناء الوطن الانتباه إلي الخطر الذي أصبح محدق بالوطن والشعب، هيهات فقد مال الغبيط الإقليمي والدولي وبلغت الأمور الثمالة والانفلات من أيادي الساسة إلي غير رجعة أو تدارك ، فلم يعد الشعب يولي أي اهتمام لتهافت المعارضة وسفسطة النظام وجهابذة الدين وكأنهم ينادونا شعبا ميتا أنكهه الفقر واندمل في روحه بُصيْصُ الأمل وعميت قلوبهم قبل أبصارهم واجتثت منهم الغيرة علي الوطن وقاد الأعمى البصير وسير العقلاء من طرف المجانين واخلص الحمقاء والمجانين للوطن وتحملوا علي عواتقهم تنظيم المرور للسفير والوزير والمدير والمسؤول في تعاقد سري مع الوطن دون راتب بل عرفنا له بالجميل ، في حين أصبح الوزير منافقا شحاذَا نماما يريد قطع أو خصم راتب كل موظف بسيط وعلاوة كل مدرس فقير يتلقي راتبه طيلة السنة مقابل ويلات التدريس في الأدغال وعض الباعوض وسافرة اللهيب في الجبال والأودية ليوفر راتب الوزير دون خصم أو تبعيض وراتب الرئيس المجهول ، إنه بحق انقلاب علي الحقوق بعد الانقلاب علي الحكم.
في خضم هذا التباين المحموم والتنابز بالألقاب ينزلق الوطن المسكن إلي "جمهورية شهرزاد" ويحمي الوطيس ويفـر كل وزير و سفير ومدير و موظف ومسؤول إلي دوال الجوار أو طلب حق اللجوء وتبقي السياسة والاقتصاد سراب بقيعة محاباة لسيناريو العراق وليبيا وسوريا وما موريتانيا منهم ببعيد ؟، أما فحوي الرسالة الغربية المتمثل في التحايل والفساد في الانتخابات واتفاقية الصلح مع القاعدة مقابل دفع الجزية حتى وان سلمنا جدليا بكذب مضمون الرسالتين ، غير أن المنطق يجعل مهما قضية صادقة كاذبة وصادقة في نفس الوقت ، فالأولي حاملة وهي صادقة والثانية محمولة وهي كاذبة ، لكن فلسفة الغرب في القضايا الدولية محمولة علي الصدق والكذب معا ، فان كذبت الحاملة صدقتها المحمولة وان كذبت المحمولة جلبت علي الحاملة مثل قضية " السلاح النووي العراقي - وإيواء فلول القاعدة " وقضية " ثوار ليبيا ودعم الغذافي للحملة الرئاسية في فرنسا" أمور سياسية متشابهة في موريتانيا دفعت المعارضة إلي السبق في إعطاء ضمانات هسترية لقيادة الحزب المتحكم محاباة أو محاكاة للضمانات المخلة بشرف الوطن التي أعطيت للنظام العراقي والليبي في حين انتهج النظام الانقلابي سياسة النعامة ذات الألغاز السينفونية وإطلاق تصريحات مضادة من قواعده الشعبية الفقيرة في أحياء الترحيل وهي شعار انقلابه علي الرئيس الشرعي محاباة أو محاكاة لرفقاء الدربه صدام والغذافي عسي أو لعل يغير الغرب شفرة الأغازه أو يقبل المساومة والمبايعة بأقل الأثمان والتي لا تكون مشحفة بالاقتصاد المتهالك والسياسة المزجاة.
إذا معادلة صعبة فالمعارضة ذات السياسة الهسترية والمواقف الدولية المخجلة تسعي إلي شد الوفاق فإما فرار أو حوار وتجويع الشعب وتركعه من اجل دفعه إلي الثورة علي الحكم فرضيات أحلاهما أمر في حين أن قيادة المعارضة غير مجمعة مبدئيا علي من يكون خليفة للنظام في حالة نجاح خطتهم بدعم من الغرب ولو كان غير مباشر أو بواسطة احدي دول الجوار مما يدفع الغرب إلي التفرد بالقرار ودفع الوطن والشعب في انزلا قات وفتن لفترة معينة حتى يأتي الغرب برئيس (مختمر) علي دبابة من المنفي كما فعل في دول افريقية عديدة لان الانفصام السياسي في مواقف القادة المعارضين تطبعه الذاتية أكثر من الموضوعية ومضيعة لوقت وإهدارا للفرص فرئيس كل حزب يريد أن يكون بديل النظام من قبيلته أو جهويته أو جهته وهنا يكمن ضعف المعارضة والثغرة التي يلعب عليها النظام المتحكم حتى لا تقيم للمعارضة أي قائمة ويكون اجتماعاتهم اتفاق علي عدم الوفاق وقوة ( الأنا ) في حسم الشخصية التي ستسير البلد ولو مرحليا ، وهذا جوهر الخلاف الذي يجعل الغرب لم يعد يثق في الاتفاق والتعاون مع المعارضة في حين يسعي الحزب اليمني الفرنسي إلي تلميع صورة المعارض المفترض في المنفي X أو Y عند الغرب ، غير أن المعارضة لها بعض التحفظات لان تلميع صورة شخصية بديلة للنظام من خارج الوطن قد تدفع بالجيش إلي التولي علي السلطة في تجربة مماثلة لما حدث مع الرئيس الشرعي المخلوع سيدي الشيخ عبد الله.
إن الحزب المتحكم ذو السياسة السينفونية والنرفسة الشفونية كان أكثر ضراوة من المعارضة فقد سبق أن لدغها في الجحر الدولي مرتين وفي الغور الإقليمي ثلاث مرات بفضل الإثارة النفسية التي اشد وقعا عليهم من الأرهبة السياسية فيصفهم النظام بالمفسدين زاعما انه له ملفات فساد تتعلق بكل واحد منهم فترة توليه منصب في الدولة والسلطة مستعدة أن تقدم كل واحد منهم إلي العدالة ومحاكمته علي الأموال التي اختلسها وهذه دمية النظام المتحكم في جلب الناس إليه من تحالفاتها السياسية واللعب بها مثل لعب "القط الأنشط بفريسته" وهي وسيلة نفسانية استمال بها الكثير من معارضيه إرغاما لا رغبة وقليل من يسلم منها إن حصحص القول ، أما الأرهبة السياسية في وصف القادة بالشيخوخة والهرمية وهي زرع للخلاف أكثر من توطيد التوافق إذ علي الجيل الشاب من المعارضة تفكير في أحقيته في رئاسة البلد ولو في دخول انتخابات سابقة لأوانيها مع النظام المتحكم مثل ما حدث مع Z وأمثاله كثر أو ما كان يحلم به قيادة الأحزاب المعارضة الشابة ولد M وزملائه فهنا ثغرة النظام في إحداث شرخ عميق يزداد عمقا يوما بعد يوم وتتباعد هوة التقارب بالإضافة إلي الإغراءات المادية والمعنوية والوظيفية وشراء الذمم وخاصة رؤساء القبائل الوهميين ورجال التدين من فقهاء وأيمة وزنيـن الشريحة والطائفة من الوزراء والمدراء والموظفون بالإضافة إلي وزراء الإفك والأخدان من المستشارين في مشورة الرأي بقطع علاوات المدرس المسكين وبيع المدارس متناسين أن راتب الوزير وعلاوته تعادل راتب المدرس 20 مرة ، فقد صدق المنظرين الاجتماعيين أن القانون فرض ليطبق علي الحلقة الأضعف في كيان الهرم الجمعوي.
أما فكرة زوال النظام في الظرف الحالي قد لا تكون مواتية ولا تخدم مصلحة الوطن والشعب عند الذين آلو علي أنفسهم الوفاء للوطن ولهم غيرة عليه ورفقة بالشعب فهي كارثة قد لا تحمد عقباها ولا يمكننا التكهن بملحقاتها لأسباب عديدة منها:
غياب توافق عند المعارضة علي آلية تأسيس حكم رشيد يشكل حاضنة اجتماعية يمكن أن تضبط زمان الأمور شعبويا وعسكريا كصمام آمان لأي محاولة لإفلات الأمن ، إذ من غير المستبعد أن فلول النظام المتحكم الذي جاء عن طريق انقلاب قد يحاول عودة إليه في حالة عدم أيقونة الرئيس عزيز بضمانات الغرب علي لسان احمد وحتى اللحظة لا توجد شخصية مرجعية توافقية لدي زعامات المعارضة لتسيير الحكم لفترة انتقالية.
الانفصام السياسي في كتل المعارضة وتمرير الخطابات النازية لان كل واحد من رؤساء الأحزاب يري بأحقيته دون غيره في تولي سدة الحكم بفضل التوازن جهوي أو قبلي او ديموغرافي وقربه من المؤسسة العسكرية الحاكمة كما صرح بعض به في الفترة الأخيرة عبر وسائل الإعلام ، في ما يري آخرون أن الأحقية يجب آن تكون من خلال التمثيل الحزبي أو الجهوي داخل غرفتي البرلمان أو السلك الدبلوماسي وهذه فكرة غربية ناجعة في حالة عدم التوافق علي الشخصية المرجعية التي ستخلف الرئيس في حالة قبوله لضمانات الغرب علي لسان ولد داداه وبالتالي يضع الغرب فكرة التقسيم الفيدرالي ليجد كل نصيبه كما جاء علي لسان زيد وعمورية.
مرنة مواقف النظام مع الغرب وقوة دهاء الرئيس وذكاء المراوغة مع مواقف المعارضة ومساومة الغرب ولو علي حساب الشعب والوطن وسرعة الحدس لمضامين رسائل الغرب في قراءة متأنية من خلال تصريحات المعارضة في مهرجانات الداخل ، إذ توعد بمقارعتهم بنفسه بعد ما لاحظ عجز وزراء (حكومة الكرتون ) وبيانات وزراء النفاق السياسي والسحاق الاقتصادي في البلد وترهات وزير " جيب المال " بخصم رواتب وعلاوات الموظفين فعلم الرئيس انه سكب زيت علي النار وفتح جبهة جديدة تقودها كوكبة من النخبويين والمثقفين لقبل له بها وقد تكون فكرة وزير مندس أو عميل ؟؟؟ فطلب من الوزير الفضولي التعجيل بصرف علاوات التقدمات لأسلاك الوظيفية.
نرفسة الرئيس وسرعة الإلهام في فك شفرة الرسائل الغربية قبل المعارضة من خلال حصوله علي تسجيلات مهرجاناتها في الداخل فهو يمتاز بالقوة الحدس والعناد حتى وان كان جريج من مرتين جريح بدن لا يسبح له بالتنقل في السيارات وجريح نفس في وفاة خيرة أبنائه" ثمرة فؤاده" نسال الله أن يكون بني له بصبره بيت الحمد في الجنة - فالرسالة البريطانية مفادها أن يباع لهم الحديد بالثمن الرخيص الذي وصل إليه في بداية الشهر الفارض حتى يأخذون نسبة الرشوة من العلمية التي دبرها الأمين العام ماسينا في الانتخابات الماضية والوسيط في المفاوضات رجال أعمال من لحراطين مستعارين ورجال أعمال بريطانيين ليطوي الملف وبالفعل وصل إلي بريطانيا ثلاث رجال من شريحة لحراطين احدهم يتكلم اللغة الانجليزية بطلاقة لسان ، آما الرسالة الأمريكية مفادها أن الأموال التي تدفعها موريتانيا للقاعدة هي إرباح أموال أسامة بلادن عند تجار ورجال أعمال وهي وقفا للمجهدين لا يمكن دفعها عبر حسابات شخصية بل تهرب عبر سيارات رباعية الدفع من الصحاري الموريتانية فان وفر لها الجيش الحماية حتى تصل إلي فرع القاعدة في المغرب الإسلامي نجت موريتانيا ونجي جيشها وان اعترضت لها هلكت وهلك جيشها وهذا هو فحوي الاتفاق بين موريتانيا والقاعدة بما فيه المخدرات والاتفاقية تشمل بعض دول الجوار ، إذا فك الشفرة هو حل قضية الشركات الأمريكية العاملة في موريتانيا وخاصة " تازيازت" وبالفعل هناك وفد يتألف من 32 شخص سيتوجه إلي احدي دول أمريكا الجنوبية بوصفهم ممثلون عن الدولة من اجل مقابلة ممثلون الشركات الأمريكية العاملة في موريتانيا وعندئذ يطوي ملف الرسالتين الغربيتين فتعود المعارضة إلي غمدها القديم الجديد بخفي حنين.
خطة فصل الوحدات العسكرية عن القيادة وعدم تلقي الأوامر أو طاعة من غير قائد الفيلق الميداني والذي لا يتلقي الأوامر إلا من قائد وحدته القاعدية حتى وان كانت صادرة من القيادة العامة أو قائد وحدة غير تابع لها استقلالية مطلقة من اجل خلق تشرذم في صفوف الجيش جهويا وقبليا حتى لا يتسنى لأحد الجنرالات التفكير في المبايعة مع الغرب حول تغيير الحكم وحينئذ أصبحت كل قبيلة أو شريحة تدعي أن الأغلبية الساحقة في الجيش من جهتها أو قبليتها مما أقصي جنرال الظل من الطفو علي الساحة السياسية قبليا وجهويا وبنفس المعادلة الجو سياسية أقصي الجنرال البيظاني بالعصبة والحرطاني بالنسبية من اجل عدم اتفاق علي شخصية عسكرية في حالة انزلاق إرادي أو عفوي وهو أمر ممكن قد لا يكون محل إجماع.
فما علي المعارضة الموالية والناطحة إلا تحكيم لغة العقل والصراحة والموضوعية حبا للوطن والشعب لا السلطة والابتعاد عن الترجيديا " الأنا " فالوطن فوق الجميع موالاة ومعارضة ولا نستبعد الحزب المتحكم شفوني من التأهب المغيب فالشعب في حاجة ماسة إلي من يقود بصدق وأمانة إلي بر الآمان والأمن والتآخي والسلم في جو تطبعه العادلة والمساواة يبرهن علي هيبة الدولة واستقلالية القضاء
محمد ورزك محمود الرازكـه
رئيس منظمة مرصد الحوار الشبابي لتذويب الفوارق الاجتماعية