ما ضر شمس الضحى في الأفق ساطعة ... ألا يرى نورها من ليس ذا بصر
وما يضــــر البحـــــر أمســــــى زاخرا ... أن رمـــــى فيــــــــه غلام بحجر..
لقد مثل تلامذة الشيخ من كل فئات وطبقات المجتمع الموريتاني مثالا على اللحمة يحتذي به من كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد، فالتيسير تلك القرية الصغيرة بحجمها ودورها، الكبيرة بمعناها وقيمتها، تحمل في ثناياها كل معاني التلاحم والتكافل الاجتماعي بكل مقوماته الدينية والدنيوية، فلا تفاضل فيها إلا بما يتفاضل به عباد الرحمن " إن أكرمكم عند الله أتقاكم"، وذكر الله والصلاة على نبيه عطر يملأ دروب القرية، والتواد والتراحم سياسة تنتهجها ساكنتها.
أخي في الله والوطن " ولد الحيمر":
ما الذي يضرك أو يضيرك إن دعا الشيخ حفظه الله إلى لم الشمل ونبذ الفرقة والعودة إلى شرع الله فيما أي أمر أختلف فيه عباد الله... ألم يقل ربنا جل في علاه (فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر)، أليست تلك أنجع وسيلة وأقرب طريق إلى حل أي مشكلة استعصى على الناس علاجها !!؟...
أخي في الله والوطن " ولد الحيمر"
ما ظنك بقول الله عز وجل في محكم كتابه العزيز لنبيه الكريم (ياأيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته) وهو رسول الله وخاتم النبيئين وما أدراك ما رسول الله وخاتم النبيئين، أليس من المعلوم ضرورة أن رسول الله سيلغ رسالة الله، فإن دعا الشيخ لحراطين إلى تحكيم كتاب الله في قضيتهم فهو لأنه يحبهم في الله ولا يعني الأمر اتهاما لهم بالخروج عن طاعة الله وإنما جاءت الدعوة من قبيل قول الله عز وجل " وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين"..
أخي في الله والوطن " ولد الحيمر"
إنني أنأى بمثلك أن يقدح في مثل الشيخ الرضى، وأنت المتتبع لنصرة الشيخ حفظه الله لنبينا وحبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم، وما ملأ أحد قلبه بحب رسول الله إلا اقتدى به وتمثل بأخلاقه وخصوصا إن كان المحب حفيد رسول الله عليه أفضل الصلاة والتسليم، وعالم شهد له خيرة علماء هذه الأرض بالزهد والتقى والعفاف والورع، وقامة سامقة نأت بنفسها عن صراعات الساسة وسكنت قلوب الناس حبا في حبها لخير الأنام.
أخي في الله... لقد تمنيت أن تزور قرية التيسير، تحضر لتلامذة الشيخ مجلسا، وتسمع لقولهم، وتعيش معهم ولو ساعة عن قرب، وحينها أحكم على الشيخ حتى قبل أن تراه وتسمع منه، وسأكون أول المصدقين لك قولا...
بادو ولد محمد فال امصبوع
