قلة ألئك الذين انسلخوا من رواسب الزمن القديم وتغلبوا على رداءته واستبدلوا أساليب المحاباة والتزلف والفساد بالقيم النبيلة وإشاعة أخلاقيات الخدمة العمومية في واقع لا تزال نسائم الماضي القريب تفرض عليه التأثر بحرها اللافح بالعقليات والأنماط السياسية التي تقرأ في بذاءة تعابير البعض وأساليبهم.
من بين هذه القلة القليلة محمد ولد محمد الأمين ولد بلعمش والي الحوض الشرقي حاليا والذي أعطى ويعطي صورة نموذجية للرجل المناسب في عصر الإصلاح في زمن لا يزال كثيرون يقضمون كالفئران مواعظ سادتهم في نظام محاربة الفساد.
أشرق نوره على هذه الولاية البعيدة عن القرار والمؤونة بعدها في تاريخ البلد فلمسنا في تصرفاته أول وهلة بعده عن المسلكيات البائدة حين قرب الإدارة المحلية من المواطنين وشعروا بأنها لهم ومن أجلهم. وكانوا قد فقدوا راحة حل مشاكلهم لغلق أبواب المكاتب وكثرة المواعيد وخلفها في كثير من الأحيان واكتسب المواطن النعموي لأول مرة الجرأة ليطلب التسريع بحل مشكلته المتعلقة بالماء أو الكهرباء أو الحالة المدنية أو الأمنية.وبدأ فعلا يرقب أفول عصر الفساد ويتنسم عبير الإصلاح والتنمية.
سوف يتساءل القارئ لأول وهلت حين يقرأ هذه السطور عن قرابتي بالسيد الوالي أو عن ما يربطنا والذين يعرفونني يعرفون أن لا رابطة من أي نوع تجمعنا حتي أنني لست ممن كانت لديهم مهام إدارية في الآونة الأخيرة . إلا أننا إن لم نشجع مثل هذه الشخصيات ونميزها عن الآخرين لن تكثر أمثالها في عصر نحن بحاجة إليهم
ففي عهد الوالي الحالي دخلت المدينة مشاريع عملاقة ليس أقلها شأنا مصنع الألبان أو مشروع بحيرة اظهر أو الطرق المتفرعة منها إلي مقاطعات تابعة لها وكلها مشاريع لولا صدق نية هذا الرجل وحرصه على تنفيذ برنامج الحكومة لما وصلتنا في الوقت المناسب ولكانت الاستفادة منها خاضعة للمحسوبية والزبونية وهو ماسلمت منه هذه المرة فلم يشكو أحدا من حرمانه ولا تمييزه وقد لاحظ الجميع الحالة الأمنية المستقرة بفضل الله منذ فترة.
لم أجد لرد الجميل سوى نشر هذه الحقائق للإشادة بمن عمل من أجلها لتتعدد التجربة وتعم الفائدة.
بقلم : محمد ولد بياي