ساءني بشدة وغاظنى ما تعرض له الدكتور السعد ولد لوليد من اضطهاد ليس لأني أشاطره الرأي فقط فيما قاله عن "الزنــوج" وزيادة, بل لأنه لــم يقدم رأيا نقديا بقدرما سرد بعض الأحداث المتفرقة و قد أرجعت ذلك لحجم جبن قادة "لحــــــراطين" من نقد الزنوج الموريتانيين بقدر شيطنتهم "للبيظان" والصرامة في نقد سياساتهم اتجاه لحراطين ولأول مرة يمتلك قائد حرطاني الجرأة ويقولها للزنوج "عين الدك فعين" وربما تكون الجرأة آتته لأنه مارد البعثية إستيقظ فيه , وقد كان من المقرف بمكان "والترشة" أن يمبري للتصدى لرأي الدكتور السعد ولد وليد "المتزنجون الجدد من لحراطين" و المتبجحين بحماة الرأي الذين لاكت ألسنتهم بما لا يعون و حشروا أنوفهم فيما يجهلون ونقعوا فيما لا يتصوروه خطيرا يصل حد الردة النضالية ألا وهو تزنيج لحراطين , و بما أن كل ماتقدم به المتزنجون ضد الدكتور السعد لم يكن سوى تقيئ قيح لا يستحق التصنيف ضمن الرأي فقد جنوا على أنفسهم وأستحقوا بذلك حصة درس من صفحة تاريخ تزنيج لحراطين المؤلمة و السوداء والتي لا تشرف إلا مجند تافه وبريئ قذف به في ساحة معركة كيمياعنصرية بلا أبسط أجهزة الوقاية والسلامة . إن زواج الحرطنة والتزنيج لا يمكن أن يكون إلا سفاحا والناتج عنه لا يمكن أن يكون إلا مجرد إبن غير شرعي لعلاقة غير شرعية سياسية وفكرية بين الزنوج ولحراطين والمصطلح العام لهذا الناتج هو "إبن زنا"
وكما يبدو فقد بدأ الضغط على مؤخرة المتزنجون الجدد ولم يجدو بدا من التغوط خارج المراحيض فكان لزاما علينا أن نمنحهم ماء في أوج فورانه ممزوجا بحمض الخل والملح ليغسلوا بقاياهم التي لوثت الجو بما خلفته من أثر عفن, وليواروا سوءاتهم الفكرية وإلى الأبد غير مأسوف عليها .
فلم يكن لحراطين في يوم من الأيام زنوجا إلا بالقدر الذي يوفر لهم التزنيج نوع من الاضطهاد النفسي والثقافي و لم يقتصر على جيل الأجداد بل ليتوارثوه جيل عن جيل وهذ الاضطهاد لم يكلف الزنوج الموريتانيون أنفسهم في إخفاءه في كل مناسبة أجتمكاعية أو سياسية أو حتى علمية " هرداني ديدادو" وتعني بالهجة الفلانية (حرطاني إبن زنا) و رغم أنه يمكن الجزم بل الحسم تاريخيا أن ظاهرة التزنج ظهرت بالتزامن مع ظاهرة "الدوبي" نسبة إلى آدوابا وكان هذا في بدايات تمرد الحراطين على مجتمعاتهم القبلية و بالتالي يدخل التزنيج ضمن تصنيف تمظهرات العنف و الاضطهاد الثقافين "كالسل والمص" و قد يأخذك الفضول أخي العزيز في معرفة الخيط الذي يربط كل هذه الأشياء ولك الحق في ذلك ولكن لي الحق أن أطلب منك الصبر والجلد حتى أفرغ من فكرة التزنيج البولارية و الوولفية والسونينكية و حراطين البيظان و حراطين لحراطين, وبيظان لحراطين , أو هكذا يحاول المتزنجين الجدد تقسيم لحراطين فباتالي أرد عليهم بنفس المنطق و من نفس القاموس
وعندما أتكلم عن الحركة الزنجية العالمية الافريقية فمن المنطق جدا والمنهج العلمي أن أعطي لمحة تاريخية خاطفة سأردها في إيجاز:
بدأت الحركة الزنجية في نيويورك عام 1919م وأطلق عليها (حركة الزنوج النهضوية) وامتد نشاطها إلى باريس بهدف ابراز النتاج الفكري ، فنشرت روايات وقصائد
"التي أسسها رنيه ماران سنة عام 1929 م La Revue du Monde noir في مجلة
يتواصل............