"الحاجة " أم الجرائم في البلاد السائبة ؟؟!! بقلم الدكتور:دداه بن الدي

أربعاء, 2016-01-06 13:30

ما أعجب التاريخ حين يتبدل فيه الخوف أمنا ، لاسيما في بلاد السلم والمسالمة والمهادنة ، بل في أرض العلم والعلماء في بلاد شنقيط التي فاح أريج تاريخها عبر قرون من الزمن حاملا معه عبق العلم والزهد والطهارة والنقاء .
ماأغرب التاريخ إذ تتبدل فيه المفاهيم الشرعية ، وتتقلب الموازين ، و تتغير الأسماء ، فأصبح السفاح بدلا عن النكاح  ، وأصبحت أم الخبائث " الخمر" مشروبات روحية ، وصارت المطالبة بالحقوق الشرعية عقوقا ، فلا جديد على أرضنا إلا شيوع الفاحشة : من قتل وتشريد بدون ذنب ، كقتل الأبرياء بدم بارد كما يقولون ، هذا ظلم بكل المقاييس .
فاصبحت أرض الرباط والمقاومة والجهاد والعلم " أرض موريتانيا حاليا " و"شنقيط سابقا " مسرحا للجرائم ومختبرا لها حتى تحقق فيها اسم " البلاد السائبة " كأن لها حظا من اسمها ، فالضعيف - هنا -  مُغتصَب حقُه ، محروم من ثمرة ، عمله ظلما وعدوانا بدون ذنب ا ق اجعالم أجمع على  ؟؟؟تلف لن الانفلات الأمني والفوضى العااكن الازدحامات ، ضيقلا، فإلى متى هذه النكسة ، أما آن للقيد أن ينكسر، مبغيا عليه ، مخفوض الرأس ، مكسور الجناح ، فالضعيف لاحق له ، ولو في أبسط مقومات الحياة كالماء والدواء ....، فإلى متى هذا الحرمان " النكسة " ، أما آن للقيد أن ينكسر ؟؟؟ أما آن لفجر الإسلام والسلام أن يشرق بنور ربه ؟؟
فموريتانيا الآن أغرب من "نيويورك" وأغرب من "هوليوود " فكل ما تنقله وسائل الإعلام الأجنبية العالمية - ووسائل تبادل المعلومات- من إجرام : يطبق على أرض "الواقع" على مسرح بلادنا ، فلا يغيب عنك - أيها المواطن الحبيب - أي يوم من الأيام مشهدا من مشاهد افظع جرائم العالم ، من  كفر وإلحاد وعناد ، أوتشريد وتهديد أوتهويد ، وتنصير أوتكفير ، أونفاق ، وشقاق ، أوفسوق ، وعقوق ...... إلى غير ذلك من انواع الشرور والآثام والفتن ما ظهر منها وما بطن ، كالعمليات المسلحة نهارا جهارا، في الشوارع المظلمة والزقازق الضيقة وأماكن الازدحامات داخل الأسواق، أي دولة هذه بل أي "وطن" هذا ؟؟
وقديما قالوا : " الحاجة أمُّ الاختراع ، أما اليوم فالحاجة  "الخصاصة " هي أم الصراع ، ولعل السبب وراء هذا وذاك كله هو الفقرالمدقع ، وتدني الخدمات الصحية والأمنية والتعليمية ، فلا أمن بدون ثقافة ، ولا ثقافة دون تعلم ولا تعلّم دون أمن ، فالعلاقة بين الثلاثة علاقة جدلية ، علاقة تأثير وتأثر.
وإن كل هواجسي - كمواطن غيورعلى مصلحة وطني الكبير -  تكمن في جزعي من الانفلات الأمني ، والفوضى العارمة في كل القطاعات ، والخروج عن السيطرة على مختلف الأصعدة " الإجتماعية والإقتصادية والسياسية " فهل من معتبِر ؟ أم هل : " من مدكر" ؟؟؟ .            د/ دداه بن الدِّ .