انطلقت اليوم بمركز التكوين والترقية النسوية بنواكشوط أعمال ورشة تكوينية حول التربية التي تدمج بعد النوع الاجتماعي من طرف ائتلاف المنظمات الموريتانية من أجل التعليم بالتعاون مع منتدى المربيات الإفريقيات وسفارة مملكة هولندا بموريتانيا. وقد افتتحت الورشة من طرف رئيس الائتلاف السيد سيد ولد ادومو ولد بديدة والسيدة زينب بنت موسى ممثلة وزارة الشؤون الاجتماعية والطفولة والأسرة وممثلة لمنتدى المربيات الإفريقيات إضافة لممثل عن وزارة التهذيب ولفيف من نشطاء المنظمات غير الحكومية المنضوية داخل الائتلاف. وقال ولد بديدة في كلمة الافتتاح أن العناية بدمج بعد النوع الاجتماعي في النظم التربوية ينطلق من الاحتياجات المختلفة للنساء عن الرجال لاختلاف الأدوار حيث ينطبع المشهد العام بسيطرة الرجال. وأوضح ولد بديدة أن الحرمان الذي تعاني منه المرأة مقارنة بالرجل على مستوى الصحة والدخل كلها عوامل كرست دونيتها داخل المجتمع وتجسدت في الحد من دورها في التنمية، و تظهر هذه الدونية بشكل جلي منذ الطفولة حيث يكون الاهتمام داخل الأسرة منصبا على تعليم الذكر الذي تخصص له معظم مداخيل الأسرة ثم ينتقل هذا الاهتمام إلى داخل الفصول الدراسية حيث يكون اهتمام المعلم منصبا على الأولاد دون البنات. هذه العوامل مجتمعة توضح مدى أهمية دمج بعد النوع في المناهج التربوية للعمل على تقليص هذه الفوارق والقضاء عليها . رئيسة مصلحة ترقية النشاطات الإقتصادية النسوية بوزارة الشؤون الاجتماعية والطفولة والأسرة السيدة زينب بنت موسي ثمنت تنظيم هذه الورشة الهادفة إلى الرفع من مستوى الأطفال والشباب . كما عبرت السيدة آدما أمباي ممثلة منتدى المربيات الافريقيات عن أهمية هذه الورشة التي تركز على وسائل وادوات يجب وضعها من اجل الحد من الانتهاكات ضد الفتيات والنساء وتشجيعهن على التمدرس. وقد شهد اليوم الأول للورشة تقديم نتائج دراسات حول الدعم "السوسيونفسي" للأطفال الذين يعانون الصعوبات في إفريقيا الغربية من طرف البروفسير والخبير الاستشاري الدولي سيرجيو مور أمباي. وقد شملت الدراسة وضعية 1000 طفل من السيراليون وبوركينافاسو وكودفوار والتوغو والكاميرون حيث تناولت الحالة النفسية والاجتماعية لأطفال المناطق التي عانت الحرب ومرض نقص المناعة المكتسبة وتشغيل القصر والإهمال. وقد خلصت الدراسة إلى أن هؤلاء الأطفال تنتشر فيما بينهم ظاهرة الميل للانتحار ومن شبه المؤكد أنهم سيعاملون أطفالهم في الغالب بنفس العنف الذي عانوا منه سابقا وفي حالات نادرة سيدللون أطفالهم بشكل مبالغ فيهوهذا ما يتنافى مع أسس التربية السليمة.