ثمن التحالف الإسلامي الذي أعلن عنه في الرياض أبوظبي: دولة الإمارات العربية المتحدة وجه معالي الشيخ عبد الله بن بيه، رئيس منتدى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة، نداء إلى المرجعيات الدينية الكبرى لعقد تحالف فكري على غرار التحالف الإسلامي العسكري لمواجهة التطرف والذي أعلن عنه في الرياض الأسبوع الفائت في بيان مشترك للدول المشاركة في التحالف الذي يضم 34 دولة.
وطالب بن بيه بتأسيس مظلة لتنسيق كافة الجهود تنضوي تحتها مختلف المؤسسات والمرجعيات الدينية في العالم الإسلامي وتتحد فيها جهودها لفضح ادعاءات الجماعات الإرهابية الإجرامية، ورد الناس إلى سبيل الهداية، في ظل ما نراه اليوم من أزمات أرهقت الأمة ووضعتها في أزمة عالمية، لا تسر صديقاً ولا عدواً.وقال معالي الشيخ عبد الله بن بيّه إنه لم يعد من المقبول في ظل الأوضاع التي يعرفها العالم أجمع من تسارع خطوات الإرهاب وخطاب العنف والكراهية أن يبقى علماء المسلمين بمنأى عن الأحداث، أو أن تبقى خطواتهم أكثر بطئاً وتأثيراً قياساً بأصحاب الفكر المأزوم الذين يسارعون الخطوات لدعاوى العنف والقتل وزرع الكراهية في العالم ويشوهون ديننا الذي يدعو إلى السلم والتسامح والمحبة.وأضاف معاليه قائلاً: إننا اليوم أمام منعرج خطير في تاريخ الأمة، وواجب الوقت أن تتضافر جهودهم العلماء وتتوحد مواقفهم الفكرية، وتتعبأ طاقاتهم في صعيد واحد لصناعة تحالف يتصدى للفكر المأزوم الذي يسعى إلى سرقة وانتحال صفة الأمة، ويعالج أخلاله ويواجه ثقافته المرفوضة، ويفكك بنيته وينتج خطاب العقل مقابل خطاب الجنون، وخطاب الشرع والحكمة ضد خطاب التحريف والعبثية، ويعيد للخطاب الإسلامي قيمه التي ضمرت في هذا العصر، ويقارع منهج التكفير الذي هو مفتاحُ الشرور ومدخلُ استباحة الدماء والأموال والأعراض، على أساس مقومات العيش الإنساني المشترك في العالم والإسهام في التنمية وتقوية تيار السلم في العالم.وجاءت دعوة بن بيه بعد إعلانه أن 2016م عام مكافحة الإرهاب وتعزيز ونشر ثقافة السلم، لافتا الانتباه إلى ضرورة أن تتحد بالتحالف كل مؤسسات المرجعيات الدينية في العالم الإسلامي وتتوحد فيه جهودها لفضح زيف الجماعات الإرهابية الإجرامية، ورد الناس إلى سبيل الهداية، في ظل الأحداث التي تعصف بالأمة، وأوصلتها إلى مأزق عالمي الامتداد باتساع دائرة القتل باسم الإسلام البريء من المتطرفين والإرهابيين.وأكد معاليه أنه لابد من التنسيق بين كافة مؤسسات المرجعيات الدينية الإسلامية كهيئة كبار العلماء بالمملكة العربية السعودية، والأزهر الشريف بمصر، والمجلس العلمي الأعلى بالمملكة المغربية، وجامع الزيتونة، وغيرها من المؤسسات لعقد تحالف وصناعة جبهة عالمية إسلامية لنشر ثقافة السلم والتصدي لثقافة العنف والتدمير، وجدير بالذكر ان الدعوة إلى التحالف العالمي تأتي انسجاما مع رؤية منتدى تعزيز السلم ومبادئه المتمثلة في أن التعاون على البقاء يؤدي إلى البقاء، وأن التنازع عليه يؤدي إلى الفناء، وانطلاقا من اقتناعه بضرورة أن يتحرك العلماء والعقلاء لمواجهة خطاب العبث والدمار الذي يرفضه كل دين وتنفر منه كل نفس سوية.وثمن معاليه التحالف الإسلامي العسكري الذي أعلن عنه في الرياض بالمملكة العربية السعودية، استجابة لإلحاح الوقت، داعيا إلى دعمه بتحالف قوي بين علماء المسلمين، والمرجعيات الدينية، تكون مهمته عولمة خطاب السلم الذي جاء به ديننا لمواجهة عولمة الإرهاب الذي صار عابرا للقارات.كما دعا معاليه إلى إرساء تحالف القيم، والبحث عن إطار تتحقق فيه هذه الغاية النبيلة التي تخدم الإنسان، أيا كان دينه وجنسه وعرقه ووطنه، وتوضع من خلالها مقاربة لإعادة برمجة العقول وتوجيه الإرادة إلى البناء بدل الهدم، والإيجاد بدل العدم، ومقارعة الحجة بالحجة.وكان منتدى تعزيز السلم بالمجتمعات المسلمة كان قد أعلن أن 2016 سيكون عام مكافحة الإرهاب وذلك على هامش الاجتماع التأسيسي لمجلس أمنائه الذي عقد في أبوظبي الأسبوع الفائت.
اتلانتيك ميديا