تعتبر مقاطعة كرو التابعة لولاية لعصابة.. من المقاطعات الوطنية المهمة ذات الكثافة السكانية المعتبرة حيث يصل تعدادها السكاني حسب الاحصاء الوطني للسكان والمساكن الأخيرإلى أربعين الف نسمة وتتمتع بتمثيل برلماني يصل لنائبين إلى جانب العمدة المسير لشؤونها ... كما تتبع لها عدة بلديات نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر كل من : كامور , والغايرة , و أويد اجريد ... إلخ أما من ناحية حركة الشغيلة والعمل فتمتاز المقاطعة المذكورة أعلاه بهجرة خارجية مشهودة , تحديدا إلى وسط افريقيا وغربها , فقد باتت هجرة سواعد أبنائها وعقول المستقبل فيها شيئا مألوفا وسنة أحياها السابقون واقتدى بها اللاحقون بحيث لم يعد لمن بلغ الفطام سوى التفكير في أن يولي وجهه شطر انكولا أو الكونكوا ...... يوما لعله ينال المراد أويموت غريبا ضاربا بالوطن عرض الحائط ... من الناحية الإدارية فإن المقاطعة غارقة هياكلها في الجهوية والمعرفة والولاءات الضيقة الأمر الذي جعل استشراء فساد النظم والقوانين من أبرز خصوصيات المدينة التي اشتهرت قاطنتها بالعلم الأخروي (حفظ القرآن وعلومه وتحفيظهما ) من لدن السلف ذات يوم , في حين غدت السياسة فيها حياة بلا ماء وحيث أن الولاء للقبيلة فبالضرورة أن تكون السياسة لها بل إن البعض من المنتخبين زاد على ذلك بالاستعانة بعفاريت الجن في حسم الانتصار أو هكذا يدعي (العمدة الحالي) عندما ذكر بوعد قطعه على نفسه أيام حاجته للأصوات فكان رده استهتارا واستخفافا بعقول العامة ممن منحوه قيادة البلدية ... إنها أمور ميتافيزيقة يدعيها البعض ليس توغلا في فهم طبيعة الأشياء إنما جهلها والوقوع في متناقضات التقليد , والتجاهل أحيانا يكون أسوأ من الجهل نفسه .... في المشهد السياسي غاب التمرس والمهنية وحلت محله القرابة والاحتكار والقبلية في أبها حللها وأقدمها وأكثرها تخلفا ممــــا غيب منظمات المجتمع المدني وغاب الدور المنوط بها في خدمة الفرد والمجتمع, إذ عدى الأحزاب المهيمنة قبليا لا وجود لمنظمات غيرها وإن دل الأمر على شيء فإنما يدل على أن مقاطعتنا لا تستجيب ولا تتماشى مع العصر من هذا المنظار ... وإن كان التعليم أساس كل تنمية وتقدم لأي مجتمع إلا أن كرو لم تنل منه حظوتها . فقد تراجع الأصلى ووجود العصري بالكاد يوجد لعوامل أهمها بالنسبة للأخير غياب الكوادر التعليمية أحيانا ونقصها الحاد أحايين أخرى والتسرب بسب الهجرة يبقى السبب الأهم في التراجع .... كما ونقص البنى التحتية ... إنه وبالرغم من انتعاش الدخل لدى بعض الطبقات وارتفاع الاقتصاد المحلي بسبب أموال الهجرة جزئيا إلا أن السلبيات لها تعد الأكثر و التي من بينها: _ تراجع أهمية التعليم بصنفيه الأصلي والعصري وبالتالي التسرب الذي أصبح ظاهرة مزمنة بالنسبة للطبقة الشابة وهوما سيكبد ساكنة المقاطعة في المستقبل المنظور ما قد تندم عليه ... _غياب مفهوم الوطن والوطنية والولاء للجيب... مما أدى بدوره إلى انتشار النزاعات على القطع الأرضية بالعنف واستخدام الأسلحة المنتشرة بسبب تلك الثقافة المستوردة من تلك الهجرة ... والأمر الأبرز وربما الأغرب على الإطلاق أن تلك الهجرة لم يسلم منها حتى المنتخبون المحليون الذين في الواقع لا نرى سببا لانتخابهم كما لا نرى سببا لترشحهم للإنتخاب ... ما داموا قد اكتفوا بالخارج وتناسوا تمثيل من انتخبهم في الهيئات العليا وفي المحافل الوطنية وعرض همومهم ومحاولة البحث لها عن حلول وفي الأخير يمكن القول بأن ما يحدث في المقاطعة مرفوض على آخره ويرفضه كل تقدمي يحمل هم الوطن ولا يجري لصالح أيا كان , فمؤسسات الدولة هناك تعمل لصالح من لهم ولاء للحزب الحاكم أو له ارتباط بقبيلة المنتخب أو الإداري والمساعدات والإسعافات كلها لمصلحة من كان له حظوة أو لثمن ما... ولا يمكن أن ننسى ثقافة المحميات الجديدة هناك التي أجفت الماء وأعدمت الخضراء وراحت ضحيتها أموال الضعفاء , فمن لا يملك محمية لا حمى له وبالتالي غياب حق الوجود ........... بقلم الشيخ الراجل عاليون