الاحساس بعدالة القضية يولد حالة إستثنائية من الصمود والاستبسال وقضية "تفيريت "عدالتها كقرص الشمس وضوحا في كبد السماء، ساكنة تلك القرية الواقعة علي طريق الامل
هم مجموعة من الاسر غالبيتهم أطفال وشيوخ، إتخذوا من ذلك المنكب مكانا آمنا للإبتعاد عن ضجيج العاصمة وصخبها وفضائها الملوث .
لم يدر في خلدهم أن الحكومة الحضرية ستحول الصحراء الواقعة علي مشارف القرية إلي مكب لنفايات العاصمة، بل وتحول سمائهم إلي فسحة لدخان المواد القاتلة المنبعثة من حرائق النفايات، بعد أن ضاقت الارض علي إحتضانها في ما أطلق عليه بيان الحكومة الحضرية "بالطمر ".
تعاظم الأمر وتحولت الأرض إلي بقعة خصبة للأوبئة والامراض، وفضاءا تلوكه السموم المنبعثة من مكب "الاحتقار "ذلك، بعث ساكنة المنطقة برسائل إلي الجهات الحكومية بغية الأخذ بزمام المبادرة والبحث عن مكب آخر لايشكل خطرا علي الانسان والبيئة لاكن الصمت الجاثم علي صدور المسؤولين يمنعهم من الحديث والكلام .
لم تحرك الجهات الحكومية ساكنا بإستثناء وحدات من الدرك جاءت إلي عين المكان لتأمين طريق الشاحنات القادمة من أنواكشوط، إلي المكب وسط حالة من الامتعاض والغضب من تجاهل الحكومة الحضرية لمطالب القرية بضرورة تحويل المكب بعيدا عن التجمعات السكانية .
بعد أن نفذت السبل في إيجاد حل للقضية تحرك شباب القرية لمنع الشاحنات من الوصول إلي المكب، بدأت بالتزامن مع ذلك الآلة القمعية للحكومة الحضرية في التنكيل بالممانعين أمام الشاحنات المحملة بالمواد النتنة والسامة من قمامات العاصمة.
وفي غياهب معتقل "واد الناكًه " زج بالممانعين لأول مرة، وكان عددهم 14 معتقلا أمضوا مايقارب الاسبوع، وسط إصرار منقطع النظير علي مواصلة النضال لحماية البيئة والانسان في القرية.
وعند تقاطع الطريق المؤدي إلي المكب رابطت وحدات من الدرك لتأمين الطريق في غسق الليل للشاحنات القادمة من العاصمة وسط تجاهل رسمي لمطالب ساكنة القرية.
دخلت المجموعة الحضرية علي الخط عبر رئيستها الحالية، لكن الحل تعذر مرة أخري وسط إصرار المجموعة علي رمي القمامة في نفس المكان، معللة ذلك بسؤال "لماذا لم يناهض ساكنة القرية رمي القمامة من قبل شركة بيزارنوا الاجنبية "؟.
وكان البيان الأخير للجنة الاعلامية للحكومة الحضرية عفوا للمجموعة الحضرية مضحكا، وهو توضيح تلاقفته مواقع إخبارية لم تتطرق في تاريخ عملها إلي الخطر البيئي الذي يشكله ذالك المكب علي الانسان والبيئة.
توضيح صبياني بإمتياز مضمونه "أن المجموعة تستخدم نفس المكب الذي إستخدمته بيزارنوا ونفس وسائل الطمر ونفس الاجراءات وهنا لن أفوت الفرصة لأضيف لبيانهم التوضيحي " ونفس أللامبالات ونفس الاهانات والمجموعة الحضرية هي أبيزارنوا نفسها ".
كان التوضيح الاعلامي كافيا لتصنيف اللجنة الاعلامية للمجموعة علي أنها أفشل لجنة إعلامية في تاريخ مؤسسات الدولة.
وفي الاخير أوقفوا هذه الاهانات للإنسان فبلاد الله واسعة، وتحويل منطقة مأهولة مثل تفيريت إلي مكب للنفايات أمر في غاية الاحتقار والاهانة.
أوقفوا الاهانات قبل أن يثور الغضب وتتلاشي فرص التسوية.
تسوية تضمن للإنسان حق العيش في بيئة سليمة.
الكاتب : صلاح الدين نافع