سعادة الوزير, أعضاء هيئة المحلفين الشرفاء, سيداتي سادتي,
نيابة عن جميع المدافعين عن حقوق الانسان في موريتانيا من جميع الشرائح والأعراق وباسم العبيد والعبيد السابقين, وبصفة خاصة السود الموريتانيين, أقدم اليكم جزيل الشكر ومنكم الى دولتكم كما اشكر ايضا أعضاء هيئة المحلفين لجائزة تيليب الحقوقية وفريق "هيفوس" على العمل الجبار الذي أنجزوه.
كموريتاني أنتمي لمكون لحراطين أقف أمامكم اليوم بكل فخر لأمثل مبادرة إنبعاث الحركة الإنعتاقية "ايرا موريتانيا" المناهضة للعبودية في موريتانيا, عاصمة الإستعباد.
كنت أتمنى أن يكون صديقي ورئيسي بيرام الداه اعبيد حاضرا معنا اليوم للإحتفال بهذه اللحظات السعيدة لكن ملاك العبيد وأعداء الحرية والمساواة في موريتانيا, الممثلين بنظام محمد ولد عبد العزيز, قررو الحكم على صديقي بالسجن سنتين نافذتين لا لجرم ارتكبه سوى انه يطالب بالقضاء على العبودية واحترام حقوق وكرامة مكون لحراطين.
انني اثمن عاليا دعمكم لنا المتمثل في اختياركم لحركة "ايرا" لنيل جائزة تيليب لحقوق الإنسان لأن هذه الحركة تمثل ابتكارا جديدا في موريتانيا للقضاء على العبودية . أتذكر لقاءاتي لأولى مع بيرام الداه اعبيد في "كولون", سنة 2009 حيث ناقشنا الطرق المؤثرة والأحسن للنجاح في القضاء على العبودية في موريتانيا وتوصلنا الى أن العبودية وبالرغم من تجريمها أكثر من 4أو 5 مرات فان القضاء عليها يطلب جهدا كبيرا.
ولذالك قررنا التركيز على أربعة مجالات:
السعي لجعل ايرا حركة جماهيرية تضم كما كبيرا من الشباب ومن جميع الأعراق والمكونات الإجتماعية وأن تقوم بالتمثيل والدفاع عن جميع الموريتانيين ؛ بيضا وسودا.
التركيز في معركتنا ضد العبودية علي ما قام بتأسيسه المناهضين للعبودية في موريتانيا (حركة الحر بقيادة مسعود بلخير ومنظمة نجدة العبيد بقيادة بوبكرمسعود) ولكن بمنهجية جديدة وطرق أسرع.
اخراج قضية العبودية من التعتيم الموريتاني وجعلها اهتماما للمجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية والصحافة والإعلام. جعل العالم الحر المحيط بموريتانيا اكثر اهتماما لمساعدة النظام في القضاء على هذه الظاهرة المشينة والجريمة ضد الانسانية.
تنظيم المظاهرات السلمية والقوافل التحسيسية (المعروفة عندنا بقوافل الحرية) , التي تجوب الوطن لتحسيس الشعب وخاصة العبيد وملاك العبيد حول خطورة العبوية و قضايا حقوق الإنسان.
صاحب السعادة, سيداتي سادتي,
إن جائزة "تيليب" لحقوق الإنسان تمثل لنا إعترافا عظيما وتأكيدا على أن معركتنا ضد العبودية هي الإختيار الصحيح والأفضل للمدافعين عن حقوق الإنسان في العالم وأن نضالنا ضد العبودية سلمي لكن لدينا عزيمة قوية ولا نقبل بأنصاف الحلول.
هذه الجائزة تعني لنا أيضا نداء لكل الموريتانيين للتوحد ونبذ التفرقة المقيتة ولإلتحاق بقادة حركة ايرا من اجل الحصول على الدعم الدولي للضغط على النظام من أجل:
التسريح الفوري لرئيس حركة "ايرا" بيرام الداه اعبيد الحاصل على جائزة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان ونائبه ابراهيم بلال رمظان
تطبيق القوانين والتشريعات المتعلقة بالعبوية بصفة فعالة للقضاء علي العبوية والعنصرية ضد مكونات السود في موريتانيا.
الاعترااف بحركة ايرا وجميع المنظمات المناهضة للعبودية من أجل تمكينهم من القيام بالعمل الضروري الذي عجزت السلطات عن القيام به بسبب نمط الحياة المؤسس على النظام الطبقي والعنصري.
تحريم كتب الإستعباد الى الأبد (التي ألفت في القرن الثاني عشر والثالث عشر لتضفي الشرعية على العبودية بتأويلات خاطئة للإسلام ) : كتب الشيخ خليل, و ابن عاشر, والدسوقي والاخضري ليست كتب اسلامية لأنها عنصرية بامتياز.
كما تعلمون أنه حوالي 20% من نسبة سكان موريتانيا يرزحون تحت نير العبودية التقليدية والتي يكون ضحاياها في الغالب من الأطفال والنساء بسبب الضعف البنيوي و عدم القدرة على الفرار بسهولة من اجل التخلص من هذه الظاهرة المشينة.
لكننا أيضا نعاني مما يعرف بالعبودية الحديثة ولذالك فقد قررنا أن نقدم لحضرتكم مثالا حيا يتمثل في شهادة ضحية حول صراعها مع الظاهرة. الضحية مناضلة في مبادرة انبعاث الحركة الإنعتاقية ايرا وأخت قيادية في الحركة ولم تكن تتوقع في يوم من الأيام انها سوف تقع في شراك العبودية حتى وصلت المملكة العربية السعودية. وحينها أخذ منها جواز سفرها وقيل لها : أنت عبدتنا الجديدة لقد قمنا بشرائك من موريتانيا من أجل الخدمة المنزلية والمتعة الجنسية أيضا.
ولذالك فإني أقدم لكم أختي قامو العاشور سالم لتتكلم لكم عن قصتها الآنفة الذكر.
شكرا
عابدين مرزك لاهاي 10 ديسمبر