تعاني مدينة انواكشوط عاصمة موريتانيا منذ اسابيع انقطاع شبه دائما للكهرباء عن معظم أحياء العاصمة وتحديدا منذ 19 من الشهر الجاري يستمر لساعات تلو الساعات و قد تصل في بعض الاحيان الى 24،في الوقت الذي تحدثت جيهات رسمية عن إمكانية تصدير موريتانيا للكهرباء للدولة المجاورة كالسنغال وقد تهكم بعد المواطنيين على هذا الكلام الرسمي الذي لا تدعمه مؤشرات على لارض الواقع مما يعني تصدير الكهرباء عفوا "مشاكل الكهرباء" وقد تزامن هذا الانقطاع الكهربائي مع ارتفاع شديد لدرجات الحرارة وموجة من الأتربة والغبار تغطى في الغالب أجواء المدينة لساعات في وسط النهار .
مندوب الشرق اليوم تجول في أحياء مختلفة العاصمة لرصد آثار انقطاع التيار الكهربائي في ظل ارتفاع درجات الحرارة على السكان وما خلفه ذلك من أضرار مادية ومعنوية على الحياة العامة والخاصة وتأثيراته السلبية على الحياة الاقتصادية وجه؟
محمدا صاحب حانوت في مقاطعة دار النعيم في أجابة على سؤال لنا قال إن الانقطاع المفاجئ للكهرباء تسبب في إتلاف محرك ثلاجته مما أدى إلى فساد بعض المواد التي تحتاج إلى الحفظ طوال الوقت مثل الألبان المحلية ومشتقاتها وغيرها ،محملا المسؤولية للشركة الوطنية للكهرباء التي اعتبر أنه كان يفترض فيها تنبيه زبنائها بأوقات انقطاع التيار الكهربائي وعدم قطع التيار بشكل مفاجئ لما له من أضرار مباشرة على السكان .
أما السيدة حجلابة منت محمد التاجرة بأحد أسواق تيارت المعروف ب " مرصت سيدي " فقد تحدثت بحسرة عن انقطاع التيار الكهربائي وما أضاعه عليها من فرص بيع الملابس خصوصا في الليل قبل عيد الأضحى المبارك الذي يعد فرصة نادرة لتسويق حاجيات العيد .
وبالنسبة للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة والمجمعات التجارية فقد توقف العمل فيها لساعات مما اضطر أصحابها إلى اقتناء بدائل "مولدات كهربائية صغيرة " وتحدث بعضهم عن أضرار وصفها بالطفيفة. .
بعدها دارة البوصلة بالتجاه المنازل لرصد معاناتهم وقد تحدثوا عن صعوبة الحياة أثناء انقطاع التيار الكهربائي وما يتركه ذلك من معانات معاشة تتمحور حول البقاء لساعات طويلة في الظلام الدامس والحرارة المرتفعة بعيد عن التكييف الذي هو ضرورة يفرضها واقع العاصمة في مثل هذه الأيام ،هذا إلى انقطاع الماء عن المنازل التي تصل إليها عن طريق الضخ بالكهرباء وخلو الهواتف من الطاقة ، بالإضافة إلى ضعف شبكة الاتصال أثناء انقطاع الكهرباء ، وإتلاف بعض الأجهزة المنزلية المرتبطة بالكهرباء وقت الانقطاع ، وانعدام المياه الباردة وتضاعف كميات الباعوض في المنازل أثناء الظلام .
وتحدثت السيدة فاطمة ربة منزل عن معانات أطفالها مع انقطاع الكهرباء وما سببه لهم من الخوف من الظلام والحرمان من النوم لساعات بسبب الحرارة المرتفعة جدا.
وفي الحقيقة تبقى المدينة أشبه بمدينة أشباح أثناء انقطاع الكهرباء نظرا لنعدام الحركة أثناء لظلام الذي يلف الشوارع في الغالب وخوف الناس من الحركة فيه.
وتعد الكهرباء عصب حياة المدينة وشرط التمدن الأول ،هي الضرورة الثانية بعد الماء بدونها لا يمكن بحال من الأحوال تصور الحياة في المدينة في القرن الواحد والعشرين ولو لساعات ، ناهيك عن انتشار الجريمة المنظمة حيث يشكوا العديد من المواطنين و خاصة الاحياء الشعبية.
تقرير/سيد امحمد خواه