فى الوقت الذى يستعد فيه المجتمع الموريتاني شعبا وحكومة بالإحتفالات المخلدة لعيد الإستقلال الوطني فى ذكراه الخامسة والخمسين وهي احتفالات نوعية لهذه السنة بماتمثله هذه المناسبة العظيمة من معنى فى نفوس الأمة الموريتانية يطل ولد حدمين فى خرجة نشازعلى توجه الدولة وخلفية المجتمع فى إعلان الحرب على المحاظر القرآنية فى الحوض الشرقي مستخدما فى ذلك كمامات وزارة التوجيه ومستغلا شغل الناس فى الإحتفالات لينغص على الأهل فرحتهم فماكان لهم أن يفرحوا وفيهم من يصد عن سبيل بن حدمين, ترى إلى أين يتجه الرجل بحكومته وهو فى شنقيط أرض المنارة والرباط وهو يصدر أوامره الإستفزازية الإنتقامية بإيقاف أنشطة ورش ومالك فى جكنى والنعمة فلعله مشمئز من رمزية الإمامين فالرجل تزعجه الرموز.
فكيف نفهم أن معاهد قرآنية، ومحاظر يمتد صداها وإشراقها على وهاد ونجاد الحوضين، تخامر شغاف القلوب وترتفع منها صداح الألسنة العطرة بالذكر الكريم، ستغلق قريبا أو أغلقت بسبب غضبة حمراء من غضبات الوزير الأول يحيى ولد حدمين
يحيى الأحمر، لا هم له سوى إيقاف صوت الذكر الحكيم، يريد للحوض الذي تدفق بالقرآن والسنة والفقه والمعارف الإسلامية التي حملها من كل خلف عدوله فأدوها أحسن أداء أن يتحول إلى حوض سباحة أو حوض حمام، أما حياض الذكر ورياض الصالحين فله عنها شغل أي شغل.
لم يكن عقوق يحيى للحوض والقرآن بجديد، لكن الأمر مستغرب فكيف لرجل حمل آباؤه مشعل القرآن أن يأخذ عن تلك الطريق ذات الشمال ويجعل من نفسه عدوا لورش بل عدوا لحفص والدوري وكل قراءة غير لينينة.
لا يعود عقوق الوزير الأول يحيى بن حدمين للحوض ثقافة ومجتمعا إلى اليوم بل هو قديم مسافر معه منذ يمم وجهه شطر الاتحاد السوفييتي فعاد محملا بصقيع من الرفض والكره للذكر الحكيم.
شاب يحيى ولا يزال ذلك الرفض شابا نزقا يرقص على وجنات شيخ أثقل الشيب والسنوات عارضيه ومع ذلك لا يزال يصر على مغالبة الخير ورفض الذكر والوقوف في وجه ورش وحفص وقالون.
بدأ العقوق، حين استعاض يحيى عن عواتك الحوض بسعلاء روسية.
فحبته الحب منها خالصا
وكذاك الشكل للشكل محب
شكل الشيئ المنجذب إليه، واصل مساره، فتنكر لتراث آبائه وأجداده وعلى تراث عشيرته وأهله الأقربين.
فلذلك لا تتعبوا أنفسكم يا وجهاء الحوض الغربي ويا مشايخه ويا علماءه لا تكثروا من الوساطات إلى يحيى فمامات من سوء الطوية والحرب على الإسلام يحيى لدى يحيى بن حدمين، لكن إن هي إلا ساعة من نهار وينقضي ابن حدمين ويعود أصغر مما كان لأسباب كثيرة أبرزها
أن خسائر عشاق الحرب على القرآن ماثلة في كل واد، ونهاياتهم معروفة في كل بلد ومنطقة، ولن يكون ولد حدمين إلا رقما تافها في سلسلة المحاربين للقرآن منذ الوليد بن يزيد إلى محرري شارل إبدو، فليتعظ الرجل الذي أخذ بخطام الستين دون عقل ولا روية.
أن الرئيس محمد ولد عبد العزيز الذي فتح إذاعة القرآن وقناة المحظرة والجامعة الإسلامية بالعيون ما كان لينساق وراء الحروب الوهمية لولد حدمين، وما كان ليشارك في إفك الحرب على القرآن تحقيقا لرغبة تافهة في نفس تافهة تسمى يحيى ولد حدمين.
لن يتحقق شيئ يا ولد حدمين، وعما قريب ستقال من منصبك وتعود " يحيى الأول" تصفق الرياح على جنبيك وتصفع خديك لعنات التاريخ، حينما يقذفك في المحل الذي لا تريد أن تغادره
غدا تعود إلى جكني لا لك ولا عليك، سترى في كل الوهاد وبين كل الأودية وجوه الأرض ودموع الغمام وتسابيح الزهور وأهازيج الأغصان تتأفف منك، تزور عنك، تطوي عنك الأرض بساط طهارتها، لأنك ساع بكل جهدك لأن توقف عنها شريان الحياة وأن تطمس بيديتك القصيرة نور القرآن ويأبى الله إلا أن يتم نوره وماذاك إلارقصة ديك مذبوح لم يسلم من مسفوحه حتى القرآن.
فلا تدخر جهدا يا يحيى في حربك، لكن تذكر أن للقرآن ربا سيحميه.