يعود الفضل في استقلال بلادنا الى وعي الجنرال ديغول بالتغييرات الكبرى التي حتمتها الحرب العالمية وبروز الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي كاقطاب كبيرة على حساب الامبراطوريات القديمة!
لقد وصف شعور المتشبثين بالاستعمار بانه حالة حنين تشبه نفسية المحبين للسفن الشراعية وعربات الخيول وقال ان فرنسا لا تملك وسائل كبيرة لتفتيت جهودها على رقعة شاسعة من المعمورة وان تحدياتها الجديدة تفرض عليها التركيز على نفسها وتحديث صناعتها ومراكزها العلمية.
بالنسبة لنا يمكن القول اننا نلنا الاستقلال على طبق من ذهب حيث تكفلت فرنسا بالدفاع عنا ومولت كليا بناء العاصمة ونفقات الدولة الوليدة.
هذا تاريخ قد يفضل الكثيرون تجاوزه بسبب الفروق الجسيمة بيننا وبين فرنسا الكافرة وموطن الفجور والرذيلة كما يحبذون وصفها... لكنه حقيقة تاريخية واذا امعنا النظر فليس ذا حالنا لوحدنا بل هو حال جل المستعمرات في العالم وقد يزيد المرء جرعة السخرية اذا قال ان رؤساء افارقة وعرب عارضوا الاستقلال ساعتها واعتبروا باريس ولندن خونة تركوا رعاياهم لانفسهم!