تعيش الساحة السياسية في ولاية إينشيري هذه الأيام حالةً من التشرذم والتدابر لم يألفها الشارع على مرّ تاريخه النضالي، أسهمت فيها شخصية قيادية تَوَسَّمَ الجميع أن يكون تربّعها على هرم الأمانة الاتحادية لحزب الاتحاد من أجل الجمهورية، عامل إجماع وجذب، وركنا منيعاً يأوي إليه جميع المناضلين على تفاوت مستوياتهم وتباين آرائهم .. لا تساوم في مبادئ الحزب ولا تقبل التطاول على هيئاته ولا الخروج على نصوصه، وتتجاوز ما دون ذلك حفاظا على التماسك ولمِّ الشمل ووحدة الهدف الذي يجمعنا كمناضلين.
وعلى النقيض من ذلك اختار السيد الأمين الاتحادي محمد ولد أمربيه نهجاً مغايرا لجميع تلك التوقعات من أول يوم في مسيرته الحزبية كمدخل، وبدأ في البحث عن بؤر الخلاف وخطوط التماس التي أصبحت من الماضي، وشكل من خلاياها جبهةً عهد إليها بعمل مكتب الاتحادية ومكَّنها من جميع الصلاحيات، وشَلَّ عمل المكتب الرسمي لا لشيء اقترفه أعضاؤه سوى أنهم سعوا ذات يوم للقيام بمهامهم وفقاً للنظام الداخلي للحزب، وليس لهوى الاتحادي!.
وليت تجاوزات الرجل وخروقاته بقيت داخل أسوار اتحاديته (كما دأب على تسميتها نظرا لملكيته للمبنى) بل تعدت على صلاحيات برلمانيي الولاية وعمدها، من هؤلاء مَنْ رضي وتنازل وسلّم، ومنهم مَنْ رفض وتمسك وأوقف المذكور عند حدّهِ، وهذا ما جعل الحرب على الفئة الأخيرة هدفاً مشروعاً، تشير كل الدلائل إلى وجود لاعبين خفيين من خارج المشهد السياسي للولاية (نتحفظ على ذكر الأسماء لمنحهم الفرصة هذه المرة لمراجعة مواقفهم) يشتركون مع ولد أمربيه في رسم خططها وتنفيذ جميع مراحلها خطوة بخطوة لم تكن أراجيف خمسة من مستشاري بلدية بنشاب ومغالطتهم لبعض وسائل الاعلام من خلال مدها بعلومات مغلوطة وتأليبهم ضد الإجماع الذي يسود عشرة من أصل خمسة عشر هي مجموع المجلس البلدي، إلا فصلا من فصول الأستهداف الممنهج الذي ما فتئ الرجل يحيكه ضد شخص العمدة ويقف خلفه باستمرار وفاءً لعهدٍ قطعه على نفسه بالقضاء نهائيا على المستقبل السياسي لولد عبد العزيز قبل إتمام مأموريته الحالية.
الوحدات القاعدية للحزب، طالتها هي الأخرى يد العبث وعاملها الاتحادي ورَبعُه على أساس الولاءات الضيقة والموقف الشخصي من رؤسائها، لتجد نسبة 80 إلى 90% نفسها وقد صُنِّفت ضمن دائرة الضد التي تُرك لها التخيير بين الثبات خلف مسؤوليها أو الخروج عليهم والالتحاق برَكْب محمد ولد أمربيه وَمَنْ رضيَّ وتنازل وسلّم واستسلم ورفع يديه عاليّاً بالأعلام البيضاء .
أحمد سالم ولد عثمان