المتحدث باسم الساموري يكتب:بعد فشل الأربعة المکلفون بتفکيک حزب المستقبل

اثنين, 2015-11-02 02:21

لازالت يد المخابرات العسکرية ممدودة بإتجاه الحلقة الأساسية و الجوهرة اللب - في إثبات التکتلات السياسية و الحقوقية المتناقضة في التوجه و الإهداف -حزب المستقبل - ففي الأسبوع المنصرم انتعشت مواقع جهوية ، محسوبة علی المخابرات العسکرية بأخبار زائفة الهدف منها هو تضليل مناضلي الحزب و الرأي العام الوطني بشائعات مغرضة و آفنة ، فماهي أسباب تلک الحملة المتواصلة من طرف المخبارات العسکرية مدعومة بمواقع إنتفاعية عسکرية ؟ و هل لها آذان صاغية لدی النخبة المحلية؟. قد لا يکون الکثيرون علی علم أن العناصر الناشطة في حزب المستقبل حاليا هي الشريان الرئيسي "لحزب العمل من أجل التغيير" سابقا ذلک الحزب الذي حاصرته سلطة الرئيس معاوية ولد الطائع بعد خوضه لأول إنتخابات تشريعية و حصوله علی نتائج مشجعة ،بعد أشهر قليلة من حصوله علی الترخيص ليتم حله علی الفور بإعتباره حزبا يشکل خطرا علی النظام و يغض مضجع الإقطاعيين ، خصوصا إذا ما حصل علی رصيد مادي قد يمکنه من توصيل خطابه الحقوقي لآدوابه في مناطق آفطوط کما جاء في تقارير خاصة آنذاک. و بعد حل "العمل من أجل التغيير" و اندماج المعاهدة مع الحزب الناصري وقتها بقيادة و تنسيق نفس الجماعة ، ظلت الإقطاعية في بحث دؤوب و متواصل عن العناصر التي تشکل خطرا علی مستقبل النظام الشمولي و قيادة العشائر ، ولم تجد عناءا کبيرا في رصد مکامن الخطورة ، فخططت لأزمة داخلية في حزب التحالف بين تلک العناصر و رئيس الحزب الحالي مسعود ولد بلخير و بسهولة تامة نجحت في مسعاها بعد إنسحاب الجماعة الراديکالية و التي تراها الإقطاعية خطرا علی مستقبلها ، فأسست "حزب المستقبل". و لم تکن بداية التأسيس سهلة و لا بعيدة عن مسلسل الإستهداف المکشوف فقد حاول نظام الجنرال ولد عبد العزيز القضاء علی أحلام تلک الجماعة في الحصول علی واجهة سياسية تمکنها من توصيل خطابها لمؤسسات کبری في البلد کالبرلمان ، فسارع الجنرال نفسه و في حديث متلفز إلی إعلان أن حزب المستقبل لا يمکن تشريعه لأنه حزب جماعة أو فئة متناسيا في الوقت ذاته أن الحزب الذي يعتمد هو عليه أنه حزب فئة و أن الأغلبية الداعمة له عبارة عن أحزاب أسر و من فئة واحدة کذلک ، لکن مناضلي المستقبل واصلوا نضالهم حتی تمکنوا من انتزاع الترخيص الشيئ الذي أغض مضجع الأقطاب الثلاثة ، فحاولوا ابتکار وسائل جديدة و أکثر تدنيسا للأشخاص و هي توريط بعضهم في مخصصات مالية کهبة له ثم الضغط عليه بعد ذلک ليقبل تنفيذ مخططات أجندا الإقطاعية السياسية. و قد خصصت لذات الغرض خلية مکونة و مؤطرة من طرف المخابرات العشائرية مؤلفة من أربعة عناصر هي: -مقرب لرجل الجنرال في لاية اترارزة ، و يدعی الطلبة ولد الدي، هو رجل أعمال کذلک و ينحدر من نفس الولاية، تم إنضامه للحزب بعد حصوله علی الترخيص ،و کان وقتها يريد أن يصب قادة الحزب و مناضلوه جام غضبهم علی حزب التحالف و رئيسه في وقت لم يعد للمستقبليين علاقة مع التحالف، و حاول هو أن يقود تلک الحملة بنفسه حتی أنه عرض علی شباب الحزب تمويل أنشطة تصب في مصلحة ما يصبوا إليه الشيئ الذي تساءل الکل في الحزب عن الفائدة المتوخاة منه ، و سرعان ما تلقی الرد بأن مطلبه لا يدخل في إطار التوجهات العامة للحزب. -الشخص الثاني من نفس الخلية هو إنقلابي من الذين شارکو مع ولد حننه في إنقلابه ضد نظام ولد الطايع ، و يدعی احمد سالم ولد کعباش إنضم هو الآخر للحزب قبيل الإنتخابات التشريعية الأخيرة التي أجراها الجنرال و بعض الأحزاب الدائرة في فلکه، علی أنه يقود حراک العرب المعارض للإقطاعية بشقيها. و ينحدر من ولاية الحوض الغربي. - عنصر آخر في مدينة أنواذيبوا و إطار في "اسنيم" و يدعی الناجي و هو من أخطر العناصر التي نشطت من أجل خلق أزمة حقيقية في الحزب و هذا العنصر هو من حضر للقاء ولد بربص الرئيس السابق للحزب بالمخابرات العسکرية في المملکة المغربية و سعی إلی خلق أزمة في المنسقية الجهوية للحزب علی مستوی مدينة أنواذيبو قبل أن يتم اکتشاف نواياه ليعلن إنسحابه و إنضمامه لحزب الإتحاد. -ورابع عناصر الخلية هو مفوض شرطة متقاعد و ينحدر من ولاية گورگل و يدعی دودو /ديکو و هو من حضر للقاء ولد بربص مع ولد عبد العزيز ، بعد أن أستشاره الأخير في رغبته في الحصول علی مبالغ مالية حسب ما أدلی به رغم أنه وقتها کان هو الآخر قد أعلن إنسحابه قبل ذلک من الحزب و إلتحاقه بمعسکر الموالاة. بعد أن فشلت الخليلة في المهمة التي أسندت إليها لمدة تزيد علی سنتين ، و بعد أن تم الضغط علی کل من ثبتت نواياها ليستقيل ، کان لا بد للمخابرات الثلاثية من البحث عن بديل للقيام بنفس المهمة السابقة للخلية ، فتوجوا إلی ولد بربص و بعد أن تم طرده من الحزب من طرف الهيئات الحزبية و في مؤتمر حضره 93/84 هي مجموع أعضائه و بعدما أصدرت المحاکم المحلية أحکامها تباعا لسلامة الإجراء و بشرعيته القانونية ، کان ذلک علی خلفية وقوعه في الشراک الذي نصبته له الخلية المذکورة ، و الطرف الثاني هي مواقع جهوية قبلية اختيرت لتدعيم نشاط ولد بربص بغية التشويش علی مناضلي الحزب. و لکن الصور التي نشرتها المواقع القبلية عندما تتبعناها وجدنا أنها صورة واحدة تتکرر في نفس الإجماعات مما يفسر أن ولد بربص عجز عن الحصول علی صورة واحدة يمکنه نشرها للمخابرات ، و هو ما يثبت توقع الجنرال فيه إبان لقائهما المبرمج من طرف أحد أعضاء الخلية المذکورة آنفا.‏ وأعتقد أن البيانات التي أصدرتها المنسقيات في الولايات المزورة کان يمکن الإستغناء عنها لأن الصور التي يرسلها ولد بربص کانت کافية عن تلک البيانات.‏‎