محمد الامين سيدي مولود يكتب: لا لبيع الدماء

أربعاء, 2015-10-14 17:05

الحرب في اليمن حرب أهلية بغض النظر عن أسبابها وأبرزهم الظلم والدكتاتورية ثم الصراع الطائفي، وبعده التدخل الاقليمي والتجاذبات بين القوى الاقليميةالرئيسة هناك خاصة السعودية وايران، ومن خلفهما القوى الدولية كأمريكا وروسيا. والتورط في هذه الحرب مغامرة مجنونة سيكون ثمنها غاليا من دماء جنودنا، ومن استقرارنا السياسي والامني، فتاريخ المؤسسة العسكرية عندنا معروف مع متلازمة الحروب والانقلابات.

المملكة العربية السعودية بلد شقيق وله يد 
طولى في مساعدة موريتانيا مشكورة، مثل بقية دول الخليج، لكن هنالك دول أخرى ساعدت موريتانيا بالمال والسلاح والبنية التحتية وغيرها مثل العراق ولم نردّ لهم الجزاء من دماء جنودنا، فالدم لا يباع ولا يشترى ولا يعوّض. ولنا من المشاكل الأمنية ومن الحاجة لجنودنا ما يمنعنا من ارسالهم إلى أي معركة خارجية مهما كانت الاتفاق بخصوصها، أحرى معركة بعيدة عنا ومحل خلاف.

اليمن الذي شاهدت بعيني، وسافرت فيه جوّا، وبرّا مئات الكيلومترات، ليس مكانا مناسبا للنزهة، انه بلد صعب الجغرافيا جدا بسبب سلاسله الجبلية المنتشرة، وشعب مسلح جميعا، ومجتمع قبلي حتى النخاع، فالسلاح والقبلية هزموا أمريكا، وهزموا صالح، وهزموا الثورة، يعني طبيعة الارض والمجتمع غلبت كل القوى. وحتى لو كان مناسبا فما الذي يدفعنا للمغامرة فيه؟ واهم من يظنّ أن معركة استعصت على خمس وعشرين مليون يمني، وعلى قوات الخليج سيتمّ حلها بمئات من جنودنا نحن.. انه السير نحو الجحيم، كما يرى مايكل شوير رئيس وحدّة مطاردة بن لادن في السي آي ايه ، في حرب بلاده المفتوحة ضد الارهاب!

يجب أن يقف الجميع ضد ارسال جنودنا إلى اليمن مهما كان الثمن، ومهما كانت الوعود والمليارات، لا نريد صناديق مغطاة بالعلم الوطني تحمل جثث فلذات أكبادنا بسبب معركة لا تعنينا، ولا نريد ثكالى وأرامل ينتحبن أمام الشاشات وفي غرف الاستقبال في المطارات، ولا نريد أيتاما يحرمون من دفء آبائهم لغير ضرورة.

لقد اختار كل جندي حياة الشجعان، وشرف الخدمة العسكرية، والاستعداد للموت يوم قرر الاكتتاب في الجيش، لكن لا يعني هذا انه وضع روحه في المزاد العلني. يجب على هذا البرلمان المرهق الموالي في أغلبه أن يسن قوانين تمنع ارسال جنودنا إلى الخارج في أي حرب، ويجب على صناع الرأي من كتّاب وسياسيين موالين أو معارضين، وعلى الحقوقيين، والطلاب والنقابيين، وكل القوى الحية أن ترفض ارسال جنودنا إلى جحيم اليمن.

‫#‏بلد_ينزف‬