تناقضات واقعيــــــة/بقلم:مولاي ولد مسعود

خميس, 2014-09-18 14:38

نتعلم في مدارسنا وجامعتنا طبقا لمناهجنا الخاصة التي قد تكون غير موضوعية بالتمام والكمال، إلا أننا عندما نتخرج نجد أنفسنا متعاكسين مع التيار تيار المجتمع وما درسنا، فيبقى الواحد منا جد محتار!

ماذا أفعل يا ترى؟ هل أبني نمط عيشي على ما درست؟، وأحترمه، أم أن هذا التيار جارف بقوة ومن يعاكسه سيدفع ثمن المقاومة ضد التيار؟.

علما أن كل ما درست هو من أجل تكوين فرد مدني منتظم في حياته يعرف ما له وما عليه ومؤمن بثقافة الدولة التي تحتل في قلبه مكانة (الأم)، فتوفر له الأمن والسلم وإحقاق الحق والعيش الكريم ومساواته مع مواطنيها الذين في درجة الإخوة  بالنسبة له فيحق عليه حينها الدفاع عنها بالغالي والنفيس، إلا أنه في الجانب الآخر الجانب الإجتماعي السائد بطبعه على العامة الذي خرجت أنت إليه حديثا لا تعرف عنه الكثير، له منهجه الخاص الذي فيه تختلف الحقائق والأحكام والنظريات عن التي بين يديك، فتجد مثلاً أن الدولة عبارة عن مجموعة قبائل تترأسها قبيلة كبيرة بإسم مصدر القرار الأول، القرار الذي يضمن للقبائل الأخرى لعب أدوار كبيرة في توطيد العنصرية القبلية ضد الوحدة الوطنية في كيان المجتمع، وأيضا القرار الذي يضمن لها شغل مناصب هامة تمكنها من الإستمرار في الأداء القبلي، فترى المجتمع ودون إرادته يسوده منهج القبليبة العنصري والجهوي في السياسة والعسكر والإقتصاد حيث يعرف هذا الثلاثي بثلاثي موازين القوة المعتبرة والمعول عليها في التغيير.

أحب هنا أن أشير إلى أن المجتمع القبلي في ظل الدولة هو عرض خصبة لمختلف الأمراض الإجتماعية الفتاكة التي تطاردنا، لأن القبيلة أساسا هي رابطة دموية تجمع بين أفرادها، والقبيلة والدولة ضدان متناقدان في الأساس والطرح والرؤية لا يمكنهما أن يشتركا في منصة وقوف واحدة حسب كل المعايير.

إذا هل يمكن الوصول إلى أن الإنسان الموريتاني من مراحل نشأته الاجتماعية انطلاقا من البيت إلى التدريس والتعلم إلى واقع المجتمع والتجربة فيه، يعيش في جو من التناقضات؟.