البيظان: بعيون وعقول حرطانية/ الجزء الاول
تعريف البيظان:
قال الله تعالى: " يابني أقم الصلاة وامر بالمعروف وانه عن المنكر واصبر على ما اصابك ان ذلك من عزم الآمور"-صدق الله العظيم.
قال النبي عليه الصلاة والسلام:"إِنَّ عِظَمَ الْجَزَاءِ مَعَ عِظَمِ الْبَلاءِ، وإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ إِذَا أَحَبَّ قَوْمًا ابْتَلاهُمْ، فمَنْ رَضِيَ فَلَهُ الرِّضَا، وَمَنْ سَخِطَ فَلَهُ السَّخَطُ".
وقال عليه الصلاة ةالسلام، ايضا:" مَا مِنْ مُصِيبَةٍ تُصِيبُ الْمُسْلِمَ إِلا كَفَّرَ اللَّهُ عَنْهُ بِهَا حَتَّى الشَّوْكَةِ يُشَاكُهَا".
وانا شخصيا، اعتقد ان البيظان ومعاني التبيظين، التي نحاول هنا تعريفها وتحديدها،هي أبتلاء عظيم اصاب جزء من امة محمد صلى عليه وسلم،( لحراطين).
اسال الله العظيم، ان يؤجرنا، وينسينا مرارة ما اذقناه من ظلم وحيف من البيظان.
⃰ في فقرة كتبتها على صفحتي في التواصل الانساني(الفيسبوك)، حول مفهموم البيظان كمعطل, وحاجب.. لكل القيم الايجابية: من ثقافة ووطنية, ووحدة...قد خلصت الى ان البيظان ليست ، جنس، أو اصلا، وانما، صفة وعادات وقيم اجتماعية تبنتها جماعة معينة تعيش اساسا في موريتنانيا. وكنت قد تعهدت, و وعدت بان نعطى تعريفا محددا لكلمة البيظان ودلالتها...
لكن قبل ان ندلج الى، تعريف البيظان, ودلالة التبيظين: معنى, ومفهوما, وقبل تحديد البيظان وصفاتهم, واعمالهم وسلوكهم..فانه من الاهمية بمكان، هنا ان نستهل ونوطأ لهذه النظرة لحرطانية، بالافصاح عن سبب أهتمامي بهذا الموضوع, ولماذا؟
اولا: سبب اهتمامي بهذا الموضوع:
1-فاقول: ان مشكلتنا، واشكاليتنا، كحراطين، وكبشر، من الناحية القانونية, والحقوقية, والموضوعية، مع البيظان، اساسا, وتحديدا, وأصلا.، تتلخص فيما يسمى البيظان-كـ "مفهوم, وصفة, وحالة معاشة, وكدلالة، ذات تأثير"، اثرت وانتجت وضعا انسانيا معينا، أي ان مفهوم البيظان وسلوكهم, وتفكيرهم, وتاريخهم معنا, وحكمهم, وسيطرتهم, وظلمهم, وتعنتهم كل ذلك، هو ما يشكل محور ومرتكز القضية. وهذا يعني انه، يجب ان لا نتجاوزه، دون ا ن نحدده.
فقد اثر عدم تحديد، معنى البيظان، تاثيرا سلبيا، على حركة التحرر الحرطانية، والتي فضلت ترك الموضوع او تجاهله، في اغلب الاحيان، الى نخب البيظان المؤدلجة، اذ اسشتعر" الضمير الجمعي" للبيظان, ووعيهم المبكر، لحقيقة تناقض التركيبة الاجتماعية في الدولة الموريتانية( دور التيارات الايديولوجية البيظانية، الكادحين, الناصرين, البعثين..بعد الاستقلال...) الى خطورة تنبه الحراطين الى ذلك، فاوكلوا مهمة ومسوؤلية تحديد معنى البيظان لانفسهم، كنوع من الاستباق... وقد لعبت هذه التيارات، على اوتار الجانب السيكولوجي للحراطين، ونخبهم الفكرية...كمولود جديد، لا يزال مثقل برواسب ثقافة المتغلب-البيظان، وما يعنيه ذلك من خوف نخب لحراطين، الظاهر والمخفي، من سطوة البيظان الروحية و الفكرية, وما تفرضه من "هيبة" وتقديس، لكل ما يبثه المتعلم البيظاني، من افكار ومصطلحات ، تعبر و تعكس، او على الاقل، هكذا زعم- حقيقة- عن (الحداثة, المدنية, التقدم, السياسة..)، فتحاشى الحراطين، القيام بدور التعريف، الا في حالات نادرة( وثيقة الحر، الكتاب الابيض-عن الحر، ميثاق الحر... واخيرا ميثاق الحراطين، اكتفت هذه الوثائق باشارات غير كافية..) الدخول في اي محاولة لاعطاء تعريف اوتحديد لمفهوم البيظان. لآن تجرأ لحرطاني على ذلك سيعرضه الى نقمة البيظان،عموما، فعمل كهذا، قد يوحي عند البيظان، بشر مستطير،( انظر مقال الكاتب، محمد الشيخ ولد سيد محمد، والمعنون، ويل لأحفاد الموريتانيين من شر قد اقترب؟)،
اقل، ما يجب ان يوصف به قائله انه عنصري( العنصرية اليوم في موريتانيا تسعمل مقلوبة، الممارسين لها يطلقونها على ضحاياهم، استنادا على اللون), لان..سماع قول الحق ممن لم يتعوده، يعد بدعة ومنكر..
2- ان في تناول موضوع: الرق, الحراطين, البيظان..، دون تبيان وحسم مسالة تعين المسوؤل والمقصود، مباشرة ، هو عمل وسلوك مخل بالقضية، فيلزم المامنا ومعرفتنا:تحديد، ماذا نقصد بالبيظان؟!..حتى نزيل اللابس، وونتجنب تعميم المفاهيم عندما نتناول قضية الرق، ..لان محاولة البيظان المستمية، وكذا بعض من جروه الى صفوفهم من (المؤلفة قلوبهم, المدجنة,عقولهم، الممسوخة معارفهم، من الحراطين-النخبة او الاطر، الذين يشعرون بعقدة، الدونية, وعقدة الحرطاني المتعلم، والتي لا تجد في نفسها، عزة او استقلالية الا اذا زكت او مدحت من بيظان، فهم دائما يحتاجون الى الاطراء والقبول او التزكية من لدن البيظان، حتى ان البعض منهم، يلجاؤن الى تبرير، ما اصاب لحراطين من ظلم، على انه مجرد "ظاهرة انسانية تاريخية، عرفتها البشرية جمعاء واجتاحت منطقة افريقيا، جنوب الصحراء...")، اقحام مفاهيم اخرى وبشكل مضلل، كالوحدة الوطنية, الحرب الاهلية, تفيت المجتمع, تمزيق اللحمة الوطنية...أي محاولة الباس الحق(الموضوع الحقيقي)، ، بالباطل، ليس فقط لخلط الاوراق، بل كذالك لتأخير نهوض لحراطين وتمزيق وحدة احساسهم بمعاناتهم وغبنهم. فالجؤ الى هذا النوع من الخلط، قد يفيد البيظان على المدى القصير، لكنه، حتما سيضرهم على المستوين المتوسط والبعيد، اذ ان الكذب، حبله قصير، والباطل، لا يدوم، ولا يؤسس لبنيان قوي، متين:"
أفمن أسس بنيانه على تقوى من الله ورضوان خير أم من أسس بنيانه على شفا جرف هار فانهار به في نار جهنم ، والله لا يهدي القوم الظالمين،
لا يزال بنيانهم الذي بنوا ريبة في قلوبهم إلا أن تقطع قلوبهم والله عليم حكيم".
ولان من شان ذالك الاسلوب تأجيج الصراع اكثر، ويزيد من فرص خلق عوامل اخرى لا ضرورة لاعطائها فرصة الظهور, وقد يفتح الباب واسعا، لدخول قوى قد تكون خارجية لتغذي الصراع. قوى قد لا تعوزها الحيلة والحجة لتقوم بتحوير الصراع عن مساره الصحيح..كما يشهد تاريخ الانسان، قديمه وحديثه..بذلك(انظروا صراع اليوم .. حركات التحرر..والدول).
3- انه بتحددينا لمعنى البيظان..نكون قد، عبرنا صراحة، واجزمنا يقينا، ان مشكلة لحراطين، ليست مع، الرجل الابيض اوالنصارى، ولا مع الصيني، او الاهسباني او الهندي, اوالكوري, ولا حتى مع العرب بالمفهوم العام. .
واذا ما انتهينا الى تحديد معنى البيظان، فان المشكلة، تكون قد تحددت عناصرها، بتسمية، .طرفيها ، البيظان، و لحراطين. وعناصرها: الظلم, الرق, الاستعباد، الحرية, انعدام العدالة،و المساواة.....
فانه يكون من الاهمية بمكان، ان ينصب اهتمامنا الاول على اسباب المشكلة وطبيعة الاشكالية، بحثا عن قواسم، فكرية، او حقوقية مشتركة...قد تؤدي الى الوصول الى ارضية انطلاق ، (عادلة وصادقة، ومنصفة وبندية، وبصفاء نفس وقناعة، اخوية، مستندة على كلام الله، ومهتدية بسيرة رسول الله، صلى الله عليه وسلم)، بين لحراطين وبيض موريتانيا، لايجاد حلول حقيقية، ثابتة ودائمة..لاننا نرى، في تاخير الوصول الى حل سلمي، تزايد تعقد العلاقة بين الطرفين. فالبحث عن ارضية تساعد على تعجيل الوصول الى حل، هو سلوك الحكماء, والمتبصرين، والصادقين، الذين يريدون تحجيم الاضرار الناجمة عن تفاقم الوضع...
4- ان الدافع الاجرائ و العملي, والاخلاقي، وراء هذه الخطوة(محاولة اعطاء تعريف للبيظان)، يعود في الاساس, وفي العمق، الى ان البيظان، كما نعرفهم، في الامس واليوم، يريدون، هم ونخبهم، السياسية, والفكرية.. التعامل مع مشكلة لحراطين( لحراطين والرق)، وطرحها وعرضها..كاشكالية وقضية، كما لوكانت اطرافها" مبهمة"، غير محددة، مستغفلين ومستغلين, ومضللين.. السواد الاعظم من لحراطين...فتبدو قضية لحراطين، وعلاقتها بالبيظان، وكأنها "تابو"...لايجوز تحديد اطرافه الا في غلاف من "القيم" الاجتماعية، ذات الصبغة الاجماعية، -التقديسية-كربطها باسلام الطرفين، الوطنية. واحيانا، الاجماع-النظري-على ما يمكن ان يشكل خطرا على"الكيان"، كالخيانة والتعامل مع "الاجنبي".
و من مفارغات العجب هنا، رمي الحراطين بالتعامل مع الاجنبي، في حين ان لحراطين"غانطون"، حقيقة من تعامل الاجنبي معهم،( هذا لمن ير غب منهم في ذلك) لان الاجنبي، لا يريد عن البيظان بديلا، لمنظور-سوسيو-استراتيجي- لانه لم يخدمه، حصريا عبر تاريخه الا البيظان, ومادام هناك بيظاني، راض بخدمته، فلا لحراطين او لكور مخولين لتلك "المنزلة"، ولانه، لن يخدمه لحراطين كخدمة البيظان، وطالما ان الاجنبي قد عرف من خلال معايشته للطرفين، مدى نقاهة سريرة الحرطاني وبعده عن اطماعه. والامثلة على ذلك كثيرة، نذكر منها، على سبيل المثال لا الحصر: تامر البيظان مع النصارى لقتل ولد امسيك, قتل حرطاني لكبولاني..دفن النفايات السامة والنووية, في الاراضى الموريتانية, التنقيب على البترول والغاز والذهب.. دونما مراعاة لشروط سلامة الانسان الموريتاني وسلامة بيأته, منح القواعد العسكرية, للاجنبي دونما وجود حاجة اوضرورة وطنية لذلك, الدخول في حروب اقليمية نيابة عن الاجنبي: ذهبت ضحيتها أنفس وطنية, بيع الشركات الوطينة وتسليمها لطبقة طفيلية من اللصوص والمرتزقة, الخضوع الاعماء لشروط صندوق النقد الدولي, تسليم مواطنين ابرياء للاجنبي، حبا، وتزلفا له, عشرات الموريتانين ذهبو ضحايا نهب شركات التعدين والسمك، للثروة الوطنية ...). فاباب التنافس على هذه المنزلة، قطعا، موصود(..الاستعمار الفرنسي، وعلاقات موريتانيا، القديمة والحديثة، بالدول الكبرى شاهد على ذلك....).
وكاذب على الله ، وخادع لنفسه، من توسوس له نفسه، الاعتقاد، بان كل تلك التصرفات، هي تصرفات نظام او انظمة، سياسية، بل انها تعود في المقام الاول الى العنصر البشري، الفاسد الخلقة، ذو النزعة، المادية، الخبيث السريرة, المشبع بثقافة، انعدام الضمير، وضعف الولاء الوطني, وفساد النشاة، والتنشيئة، التي لا يعرف صاحبها معنا للقيم الاسلامية السليمة.. فالوظيفة لا تعني قبول، اوامر الحاكم اذا كانت تمس من قيم المجتمع او فيها ضرر بالمواطن او الوطن .
5-ان العالم الخارجي، والذي يفرض الواقع الانساني اليوم التفاعل معه، وان بحذر وبمستويات عدة..وتفاعلنا معه...قد يصل احيانا الى حد التداخل او حتى التدخل، يجب ان نوكن امامه على مستوى معين من الحصانة الداخلية، وتلك لن تكون الا اذا كنا متفقين على حقيقة من نحن، ولماذا.
6- ان المنهج العلمي، والقانوني( المسوؤلية وما يترتب عليها)، والصحيح، هو ان نقوم بتحديد المشكلة، واطرافها ونبين عناصرها الاساسية..كخطوة اولى، عسى ان تقود الى نتيجة منطقية..توصل الى حل سلمي,وسلس، قد يجنب الطرفين، ويجنب العالم، أعباء انفجار بقعة ارضية جديدة، في صراع اثني او اجتماعي، من شانه تعميق الهوة اكثر,وتدمير ما يوجد الان من علائق انسانية واجتما عية..حتى وان كانت مشوهة وعلى اسس غير عادلة...
ثانيا:لمــاذا؟!
اما لماذا، نهتم بموضوع تعريف البيظان، فيعود الى اسباب، كيثرة, و...جوهرية واصلية، ويمكن تلخيصها، في النقاط التالية:-
اولا:- قد حان الوقت، للقيام بذلك. كنت ممن يرى ويرفض، من لحراطين، الانجرار الى مناقشة او الجدال في قضايا وامور معينة،دابت نخبة البيظان الى الانشغال بها دون غيرها، ومن هذه القضابا-مسالة "الهوية، الوحدة الوطنية، نقاش، ما اذا كان استرقاق لحراطين، يعود مصدره، وشرعيته الى الاسلام، أم لا؟! ولازلت، الى حد الان، اعارض الدخول باستفاضة في اغلب هذه المواضيع، ليقيني، ان الخوض فيها لايجب ان يكون من اولويات لحراطين، الحالية، هذا اولا، ولاني ادرك جيدأ ان ذهنية ومخيلة البيظان تعيش وتقتات، دائما على النقاشات النظرية، لقضايا ثقافية ..هم أصلا من وضع اطارها واسس، ومعايير تناولها، وحتى توقيت نقاشها، ودائما ما يقمون بذلك وهم في موقع قوة، مقارنة بلحراطين. ثم، اني كنت ارى ان دخول الحراطين في نقاش من هذا النوع من شانه، الهاءهم وسقوطهم في شرك النخبة المؤدلجة من البيظان والتي تسعى الى ايقاعنا في حفر من المستنقعات الاسنة، من ثقافة البداوة او بداوة الثقافة، الغير مجدية لقضيتنا، ونحن لازلنا بعد ضعفاء نتلمس طريقنا.. لكن هناك نقطة معينة، حرمت على نفسي الدخول في اي نقاش فيها مع اي موريتاني وخاصة مع بيظان، هذه النقطة هي ، العبودية في موريتانيا، هل تستند على الاسلام!
احرمها على نفسي،لاني ارى انه من عدم النضج و وعدم احترام الذات، ان ننا قش مع من استعبدني، او ان ننجر الى، "طرح شخصيتي، وابعادها، وانا، ا"انسان"، لا اشك في ذلك، وانا مسلم، واعتز بذلك، هل عبوديتي، تستند الى" امر الاهي"؟؟!.، وكنت ولازلت اتمنى من المتعلم لحراطاني، عدم الانجرارا الى نقاش استرقا ق لحراطين، من منظور اسلامي، وكنت دائما ولازلت اقول اما ان ناجل الموضوع حتى نتحرر من البيظان او نعمل على استعباد البيظان فنتساوى في الاسترقاق فيكون للناقاش، عندئذ، استنادا على" نصوص اسلامية"، مزعومة، له معنى، لان كلانا سيحس بالموضوع بشكل حقيقي.
اما لماذا انا، اليوم، نناقش مسالة الهوية ، فاقول ان الوقت شبه مناسب، كما ان بعض زملائي في النضال ارغموني , وافحموني، باعمال وتصرفات معينة، لم تترك لي الخيار، وانا الذي اومن بان: " كل مناضل شريف، يجب ان يكون....عند اللحظة، وهناك عامل اخر، و قوي جدا، الا وهو رؤيتي، ومنذ اكثر من سنة، وانا، ارى الجيل الجديد من شباب لحراطين، المغاوير، وهم يزحفون لنفض غبار الذل والهوان، مسطرين ملاحم بطولية من النضال، المستميت، امام مكينة ، اعلام ومفكري، ومنظري...منظومة الطواغيت، الظالمة، لذلك لم يعد هناك مجال للتاجيل، فـ" الساكت عن الحق شيطان اخرص"، ولان السكوت في مجال الايجاب قبول.
وانا فوق كل ذلك، مجرد جند في النضال، لا اريد ان اكون من" المخلفون"، في وقت العسرة، والتناطح.
وثانيا: لقد توصلت الى قناعة راسخة من خلال المعايشة والتتبع لشركائنا البيظان وتاريخهم... ان ولاء البيظاني الحقيقي هو لمعنى، ولمفهوم البيظان المستحوذ على كيانه والمشكل حقيقة لشخصيته الانسانية بكل ابعادها...فولاء البيظان للكلمة وما انتجته واستبطنته من قيم، هوحقيقة لا مراء فيها، وليس لله، و رسوله، ولا للوطن ولا للوحدة الوطنية، والتي يشطرونها كل يوم، بين داع للتوحد مع المغرب، و واخر, داعي للتوحد مع العراق وليبياُ, ثم اخرون داعين لوحدة الامة العربية المجيدة، او للاخوة الاسلامية، المستمين اليوم من اجل رفعها، وبكل الطرق الظالمة والساذجة احيانا.
ثالثا: لا حظت، ومن خلال بعض الكتابات، لحرطانية، القليلة، والمحتشمة، وبعض خطابات.. من يدعي انه قيادي او ناشط حقوقي ...ان اقصى ما يدعو او يسعى اليه هذه الطائفة، هو مطالبة البيظان" النموذج المقدس"، بفتح ذراعيهم ولو قليلا وقبول لحراطين بين ثقافتهم...من خلال تلين مواقفهم وتلطيف تعصبهم العرقي والقبلي..ومن ثم سيضمنون لهم ذوبان لحراطين بجلودهم، وعقولهم، واجيالهم الحالية والمستقبلية..بحجة، وبدليل ان الحراطين والبيظان( بياض العين وسوادها)، شعب عاش معا، ولهم عادات وتقاليد وتاريخ، مشترك...الى اخر الخزعبلات ، المقلوبة حقيقية، والتي لا يمكن ان تصمد امام مرارة الواقع, والفحص العلمي الموضوعي..اذ لا يمكن اولا، التسليم بان لحراطين بيظان، لا لشيء الا، لان حرطاني "مهزوم" في نفسه يريد ان يعبر بثقافة مستلبة عن سعيه لارضاء البيظان وتقديم لحراطين لهم على طبق من ذهب...في خضم موج من الوعي والهيجان والتناقض.. وثانيا: لان هذا الصنف من لحراطين، يتعهد باعطاء مالايملك، لمن لا يستحق، ودون معرفة علمية" بطبيعة البشر" ومسيرتهم التاريخية، فهم يركنون اكثرالى التمني والتنظير، وليس، على اسس صلبة، اذ ان مصير أي شعب، لا يحدده الا ذالك الشعب، من خلال وعيه اولا بذاته، والتعبير عن تلك، الذات من خلال حراك اجتماعي، صحيح(قد يكون سلمي او ثورة..), ثانيا، يفضى في النهاية الى تحديد وجهته. وثالثا، ولان ، الوقت جد مبكر على، هذا التعهد: فقبل ثلاثين سنة لم يكن في خلد البيظان ولا في تفكيرهم ان لحراطين سيقومون،ذات يوم، بمسيرة تطالب بالعدالة في الاراض الزراعية، ثم يدخل على اثرتلك المسيرة، السجن، قيادين من لحراطين ، ويقوم العالم بالتنديد، اعتراضا. فشعب بدأ للتو, ولايزال يلملم ، ويتحسس، حقيقة كيانه، يكون من السذاجة وبلادة الحس، ان يقوم السادة والمهزمون نفسيا واجتماعيا بمحاولة تسويقهم في "سوق"، مراقبة, و ملاى بالمناضلين الاشاوس، والمدركون حقيقة " لطبيعة"، الانسان، وقيمته، وقيمه، الثابتة، والراسخة في ضمير ابناء لحراطين، المخلصون، لوجودهم.
واذا كنا، نفترض"حق الاختلاف"، دون مصادرة لراي هولاء او على الاقل حسن نواياهم،..الا ان الموضوع في حد ذاته هو اكبر من االتمني والتنظير. ثم ان التاريخ المشترك للحراطين مع البيظان، حقيقة، هوتاريخ، يدين البيظان، ولا يشرف لحراطين، تاريخ، مدمر لا مصلح، بل انه هو الدليل الاول، و الذي سيستخدموه لحراطين، لمحاكمة البيظان وافعالهم، فعلى رسلكم ياقوم، انكم تتطفلون، حقاعلى الانسان، ومعنى الانسانية، فتاريخ لحراطين مع البيظان لم يكن تاريخا طبيعيا، ولم يكن عيشهم معهم نتيجة ارادة اختيارية، ولم تكن فيه منفعة مادية او معنوية افادت او تفيد لحراطين، ولم ينتج مصلحة انسانية، يمكن للحراطين الاستاناس بها..
رابعا:اكتب للقارئ او بالاصح أحاول المساهمة، بتنوير الراي العام الدولي والوطني، بحقيقة وطبيعة، قضيتنا، ضمن، توجه عام لحركة النضال لحرطتنية، منذ مايزيد على العقد ين..من خلال، عرض "الحقائق" كماهي والتعبير الصريح، عن ما اعتقد انه، هو مايختلج في نفس كل حرطاني ضحية لظلم البيظان، في موريتانيا، اساسا ...وهنا انبه الى انه اذا كان هناك من فاتته كتاباتي..او يشكك في، طبيعة و حقيقة، لمن نكتب، ولماذا اخترت هذا الاسلوب الصريح والمباشر ، فاقول انني اعتقد ايمانيا، انني اكتب لأرضي الله ورسوله، في قول الحق والدفاع عن الحق..وارضي نفسي وضميري، وفاء لآدميتي, وللمكسب، المكتسب المعرفي، على بساطته، الذي من الله به علينا... واسعى وابحث عن ارضاء الطرف الاخر المظلوم والمغبون, والذي، هو مني وانا منه، ومعاناته، وحقوقه، هي امانة، في عنقي، وفي عنق اي موريتاني، صادق ونزيه...اي انني ابدا، لم ولن اكتب لارضاء البيظان ولا لارضاء غيرهم اذا كان في ذلك ما يخالف الحق والعدل. فتلك هي عقيدتي, و فلسفتي, وعلى هذا النهج اتوكأ، ، واملي ورجائ ان يكون، هذا النهج، حافزا لشباب لحراطين، في ان يكونوا صادقين مع انفسهم، مخلصين لربهم، اولا, و لضمائرهم, وشعبهم.. وان يزيحوا عن صدورهم، مظنة الشك, وينقوا ثقافتهم من النفاق والمجاملات الكاذبة.
اذن، ومن عمق التجربة، ومن اصالة الدوافع, والاسباب، ومن ابجديات الواقع بطرفيه: التاريخي والحاضر هلمو بنا, و دعونا نتكلم ونعرف من هم البيظان وما هي الدلالة والمعنى ، ...
هذا ما سنتناوله في المقال المقبل....يتابع
المختار الطيب المختار/ عضو حركة الحر/ شمال امريكا
8 اغسطس2015