أتابع منذ أيام ، وبشفقة كبيرة، بعض ما يكتبه على صفحته الخاصة وعلى بورصة ((تقدمي)) صاحب تلك البورصة المدعو حنفي ولد دهاه، المعروف بــ((اسبيدرمان داكار)) .
ولم أكن أريد في البداية أن أرد علي تلك التفاهات الصادرة عنه، لعدة أسباب، لعل أهمها انشغالي خلال الايام الماضية، وتوارُدُ عشرات الطلبات إليَّ عبر الهاتف و على الخاص في الفيسبوك من أشخاص أعزاء و ذوي وجاهة عندي، فضلا عن إشفاقي الكبير علي ولد الدهاه ((لأن ما فيه يكفيه))، كما يقال.
و اخترت، منذ البداية، الكتابة في صفحتي الخاصة علي الفيسبوك عن قصد لأبعد موقع ((الطواري)) عن هذا الجدل، لأنني اعتبره مؤسسة مستقلة عن شخصي (( بالمناسبة- يا حنفي- : الطواري مؤسسة حقيقية ، لها عمال يتلقون رواتبهم بالإنتظام و قبل نهاية الشهر، و تتمتع بمصداقية معتبرة، و لها مقر غير ممول من طرف أي جهاز أمني، خلافا لبعض المواقع التي تتظاهر بالــــ((تقدمية)) .
و تحاشيت ، منذ البداية أيضا، أن أدخل القبائل و العائلات في جدل شخصي، لأنني أعترف لــ((سبيدرمان داكار)) بالمنبع الطيب، سواء من ناحية الأهل أو الاخوال الأكارم، مهما صحت فيه قصة ((بيضة الولي)) .
و للتاريخ وعلى مدى سنوات متتالية، اخترت دائما أن أاترك الأمور تسير أمامي و بالطريقة التي يرضاها كل شخص لذاته دون تعليق، مع امتلاكي – أحيانا- لأدق التفاصيل .
و اليوم، و بعد أن نزل ((حنفي)) إلى حضيض الكلام الركيك بدل مقارعة الأفكار، أريد فقط، و احتراما للجميع،أن أذكره ،دون أن أخدش الحياء العام، ببعض التاريخ الذي يقال إنه لا يرحم .
فهل تذكر يا ((حنفي)) المتظاهر بالوطنية اليوم أنك حاولت إقناعي ذات يوم، و بعد لقاء جمعك على فترتين مع مدير الأمن آنذك كانت آخرهما علي مائدة عشاء سيدة فاضلة أن أعمل معك لصالحهم؟ هل تذكر تلك النصائح التي وجهتها إلي؟ و هل تذكر ردي عليك؟.
أتحداك أن تنكر ذلك ، أما التفاصيل فأتركها احتراما لكل من اتصل بي طالبا أن لا أخوض معك فى هذا الوحل الآسن الذي تعودتَ السباحة فيه.
و لتنشيط ذاكرتك قليلا أذكرك بالنقاش الذي دار بيننا في مكتبك الممول من طرف رجل أعمال شاب والذي كان جزءا من ثمن صفقة التخابر لصالح النظام.
ولا بأس بالعودة قليلا للتاريخ، فقد كنت أريد - لولا احترامي لكل من ناشدوني- أن يتضح للجميع مصدر التسجيلات مع الرئيس سيد ولد الشيخ عبد الله في قصر المؤتمرات إبان اعتقاله، و كذلك التسجيلات مع (( نادية بنت أحمد يورة))، مسؤولة تشريفات السيدة الاولي آنذاك.
كنتأرغب فى أن تتحدث يا(( اسبيدرمان داكار)) عن مصدر تلك التسجيلات، و كم دُفع لك في أمريكا عن طريق تحويل بنكي من رجل أعمال معروف، لأنني أعرف تلك التفاصيل بدقة، و مع ذلك لم أتحدث، و سأتركها احتراما لكل من اتصلوا بي .
كنت أريد أن تشرح يا ((حنفي)) ، وأنت المكتوي بنتائج سوء اختياراتك هذه الايام، كم دُفع لك في الصفقة الثانية التي عُقدت معك ،و أنت في السجن بانواكشوط؟
أتحداك أن تعطينا مصدر تذكرتك الي الولايات المتحدة و المبلغ الذي ذهبت به، لأنني أعرف تفاصيل ذلك... و بكم بِعتَ تسجيلات ((غانا كيت)) لرجل أعمال معروف؟؟ و بكم بعتَ أغنية ((كيَّمْ)) قبل أن تخرج للعيان؟ أنا أعرف تفاصيل كل ذلك، و أعرف أنك من وقفت في وجه منح برنامج شبابي لفرقة ((أولاد لبلاد)) في إحدي القنوات الوطنية، و المضحك أنك تتظاهر الان بالدفاع عن هذه المجموعة.
إنني أعرف التفاصيل و التفاصيل الدقيقة جدا، فنحن في بلد تحصل فيه على الأخبار الدقيقة بسهولة، لكنني، و احتراما لكل من طلب مني الكف عن السجال، لن أذكرها الآن.
ولنفس السبب، سأحجم عن التطرق إلى تفاصيل الصفقة الثالثة و عن قيمتها، لكنني أذكرك بمطالبتك – فى إطار تلك الصفقة- بمنصب الإدارة العامة للتلفزة الموريتانية، على الرغم من حجم ما حصلتَ عليه من منافع لم أحسدك يوما عليها، لأنها ببساطة لا تناسبني، و منها مليون أوقية كراتب لم يُقطع عنك قطُّ رغم أن موظفي قناة ((الوطنية ))العاملين تحت إمرتك يقضون أشهرا بدون رواتب.
هل تريدني أن أنشط لك الذاكرة ببعض تلك التفاصيل؟ أنا مستعد لذلك و لدي من التفاصيل ما يغير الصورة الوردية التي تحاول رسمها لنفسك.
و كنت أريد ان أذكرك الخبر علي ((تقدمي)) و الذي يشرح وجهة نظر أحد الأطراف في قضية التسجيلات : هل تمتلك الشجاعة لتعترف للجميع بمصدره؟ و كيف قبلت أن تبيع رجلا احتضنك كثيرا و ساعدك كثيرا، فقررتَ بيعه في أول فرصة بسوق السياسة المقيتة في موريتانيا؟ عندي التفاصيل لو أردت يا حنفي أن أكتبها للجميع.
لقد رضيتَ أن يتم استغلالك من طرف البعض، بينما رفض آخرون و حافظوا علي احترامهم أمام الجميع، و لم يبحثوا يوما عن مقابل من أي طرف، و هذا ما يغيظك.
قل لي وللرأي العام- بالله عليك- : من كان يدفع تكاليف دراسة أطفالك؟ أتحداك أن تخرج وصلا واحدا من سنة 2012 إلى غاية نهاية 2014 ؟.
كنت أريدك ، وأنت الذي تصفني بالجاهل،أن تعرض للجميع شهادة واحدة تمتلكها ... أتحداك أن تعرض لنا فقط شهادة ختم الدروس الإعدادية .
الأكيد أن لديك معرفة باللغة العربية، التي تجيد منها فقط مرادفات السقوط والبذاءة و الحقد و الحسد، ولو كنت تعرف غير ذلك لأرشدك إلى جامعات أو معاهد أو حتى ثانويات.
كنت أريدك ، وأنت تتجرأ على تقديم بحث في ندوة إسلامية بداكار، أن تحدث الجميع بصراحة عن عهدك ب((عماد الدين)).... أتحداك أن تجيب بصدق، و ما أقل حديثك بالصدق .
لقد تحدثتَ ،أيها ال((....)) عن علاقاتي بأطراف أتحداك أن تجد أي مقابل أو منافع دفعتْها لي مقابل تلك العلاقات، لأنها – ببساطة- علاقات انسانية مبنية على الاحترام المتبادل و الود و الصراحة، و لأنني أعمل – ما استطعت إلى ذلك سبيلا – أن أجمع بين الناس لا أن أفرق بينهم.
هل تريدني أن أذكر أسماء من بعض من يدفعون لك مقابل أن لا تذكرهم بسوء في بورصة ((تقدمي))؟ أنا مستعد .
أريدك أن تتجاوز أغنيتك المشروخة بأنني جاسوس، و أنني تابع لأطراف، و أنني أنافق لأطراف أخرى... هذه كلها ترهات لم تعد تقنع أحدا.... تماما مثل قصة اعتداء أقارب ولد عبد العزيز و قصة حرق السيارة المضحكة.
كلماتك البذيئة بحقي، وأنت على بعد أكثر من 600 كيلومتر مني تذكرني بطلعة لرجل فاضل من أهل المذرذرة، هو المغفور له أحمد ولد الخراشي، أرسلها إلى ابن عمي و ابن خالتي، الأمير محمد فال ولد عمير، رحمه الله (حنفي انت فم)وهو يومها فى المغرب، ليبلغه أن هناك من يتحدث عنه بسوء فى انواكشوط، و هي طلعة تصور تماما شجاعتك على الحديث عني بسوء، وهي – لعمري- شجاعة من محدثات الأمور:
يَحَدْ كَفَـيْتْ كُولْ الْ ولْ عُميْرْ --- عَنْ ذَاكُ هُكْ و ذُو احْنَ الاَهْ
و النَّأسْ اتْكُولْ كِلْ شِى يَغَيْرْ ---- يَحْرَكْ بَيْ امْ اسْبَعْ فِكْفَـــاهْ
كولُّ عَــــنُّ مَا كَطْ خَـــانَّ ـ---- و كُولُّ عَنُّ زَيْنْ ادْيَـــــــــانَّ
و كُولُّ عَـــنُّ كَثَّرْ مَـــــانَّ ـ--- و كُولُّ عَنَّ مَا اظْحَكْنَ اورَاه
و كُولُّ عَنَّ ذَ الْ وَسَّــــــانَّ ـ--- مَاهُو امّــــَوْنَكْ حَامْدينْ لَلَّه
اعتذر مرة أخري لكل من طلب مني عدم الرد علي اسبيدرمان داكار لكن أعدهم مستقبلا بأن أخذ لنفسي الجزء الخاص بمرور القافلة من المقولة الشهيرة و اترك الجزء الثاني من تلك المقولة لمن هو أهل له
لكلام ما ينكال فر