سيدي الطيب و محمد عبدو شابان يتوقدان حماسا لأن يجعلا من الحانوت ( أو ربما المخبزة أو دكان آريفاج) الذي يسمى موريتانيا، وطناً.. و قد تم اختطافهما من طرف البوليس الموريتاني لأنهما ارتكبا جُرما فادحا حين أرادا إنصاف طفلة فقيرة، بائسة، اغتصبها وحش، "مسغاروي"، مقدود قلبه من صخر..
هي فعلا جريمة لا تغتفر أن يحلم شباب بتحقيق العدالة في غابة الجنرال الأرعن.. فلن تنتطح في شأنهم شاتان، و لن تقطّب جبينها في أمرهم "كملة كطيفة".
لقد مات في هذا البلد كل شيء له معنى.. الصحافة أصبحت سخافة و سربا من "قمل القطائف".. و الحقوقيون أصبحوا عقوقيين.. و المثقفون مسقفين بأردآ أنوع "السنك و مدري".. و الكتّاب كُسّابا..
لقد جفت على الشفاه لحون الانعتاق.. و ذبل ياسمين القلوب الخضراء.. و لم تعد الحمرة القانية لون الحرية و إنما لون مُدى و سكاكين الأنذال من داعش.
و هناك في القصر الرمادي، رجل جعل منه الكذب و الطيش و الجهل و خفة العقل و اليد رئيسا.. فأدمن تلك الصفات.. و خلفه قطيع من الحيوانات التي لا تفكر في غير أعلافها..
أصبحت الحكمة أن تكون منبطحا مثل ولد الشدو و منافقا مثل محمد الأمين ولد الداده و ثرثارا مثل ولد حرمة الله، و ذا وجهين بلون اللوحة السريالية كقملة "الطواري".. أما العار فإن تفكر في منسيي أحياء الإنتظار.
فإيها العار إن المجد لك..!