منذ ما يربو على سبعة أشهر من الحبس التحكمى لباني ومحرر عقول وأدمغة بني حواء , المؤمن بأن سلاح الحوار والثقافة وحدهما الكفلان لقبول الرأي والرأي الآخر لتلافى الصدام المادي (الفيزيائي) بين بني البشر ,والمتسلح بثقافة السلم الأهلي والمدني وهو ما تشيد به ثقافة الرجل منذ كان أبا لنا في الثانوية قبل أن يكون معلما ومدرسا ومرشدا لنا, فقد علمنا أن الحقوق لا توهب وإنما تؤخذ وتنتزع انتزاعا متوسلا بذلك ثقافة الشرعية و المشروعية التي يكفلها القانون الإلهي قبل القانون الوضعي ,يحدوه في ذلك أن البشر متساوون بالجبلة éternellement في الحقوق والواجبات.
إن دولة تعلن أن عام 2015 سنة للتعليم لا يمكن لها أن ترمي في غياهب السجون بناة العقول ومحرري البشرية من طغيان براثن التجهيل اللهم إلا إذا كانت دولة لا تقيم وزنا للمعرفة ولا لبناة وصاقلي أدمغة البشر ,لأن سجنهم يعنى وأد الثقافة وسيادة ثقافة التحكم والتجهيل والتعمية والتبعية فالأمم بمفكريها ومثقفيها إذ لا يمكن لأية أمة أن تنهض أو تقوم لها قائمة إلا إذا كانت تحترم بناة العقول الذين خدموا الدولة ردحا من الزمن فصنعوا لها وزراء وكونوا لها سفراء وشيدوا لها جيوشا نبلاء وما جزاء الإحسان إلا الإحسان,أهذا هو جزاء المثقف مع إعلان 2015 سنة للتعليم؟
وانطلاقا مما سبق جرده فإننا نحن أساتذة التعليم الثانوي لنندد بهذا السجن التعسفي الفاقد للشرعية والمشروعية لزميلنا ورفيق دربنا السيد إبراهيم ولد بلال ولد أعبيد ,ونطالب الحكومة الموريتانية مراجعة أخطائها وتصحيحها وذلك بإطلاق سراح زميلنا الأستاذ إبراهيم ولد أعبيد,وفى حالة عدم إطلاق سراحه فان الأسرة التربوية في التعليم الثانوي ستتخذ إجراءات تصعيدية حتى يتم تحرير زميلنا الذي يقبع بسجن ألاك لا لشيء إلا أنه مارس حقه الطبيعي طلبا للمساواة بين بني البشر.
وإيمانا منا بالتعاضد والتكافل نحن معشر أساتذة الفلسفة وزملاءنا في الشعب الأخرى وفي الوقت الذي نعكف فيه على تصحيح الباكالوريا ,فلا نكاد ننسى أو نتناسى زمكانيا اللحظة التي كان معنا الأستاذ السجين إبراهيم , وان كان الزمان يختلف إلى حد ما فالمكان هو هذه القاعات التي إن أنطقها الله وسينطقها يوم القيامة قائلة أنه لن يكف يوما عن قول الحق لايخاف في الله لومة لائم ,وحيث كنا جميعا نتبادل معه أطراف الحديث وأحايين أخرى يداعب أحدنا فيبتسم ابتسامة الواثق بالله ونفسه المؤمن بقضاء الله وقدره من أن المثقف وباني العقول أحيانا سجان نفسه مستلهما مقولة المتنبي : ذو العقل يشقى في النعيم بعقله وأخو الجهالة في الشقاء ينعم.
وعليه فان العبرة بالخواتم وياله من تناقض ,لكنه تناقض منطقي وعقلاني فكيف يكون العقل شقوة والجهل نعمة؟ الواقع أن طريق العاقل والباحث عن العدالة دوما محفوف بالأشواك والمخاطر , لأن صاحبه يود كشف المستور والمسكوت عنه بل وإماطة اللثام عن المحجوب بغية فضح ألغازه للآخر هذا الآخر ( l’autrui ) الذي لما يتدارك بعد لغز هذا المسكوت عنه نظرا لجهله أو تجاهله أو عدم تحريره من ربقة الجهل فكان إبراهيم حمال هموم وأثقال من قيدتهم وصفدتهم أغلال الجهل أول ضحايا ودافعي ضريبة هذا الكفاح والنضال " الأتيكي" الرفيع .
زملاءنا الأساتذة نناشدكم بالله أن تتحركوا بصفة قوية من أجل تحرير زميلكم وذلك عن طريق وقفة احتجاجية أمام وزارة التهذيب ثم وزارة العدل للتنديد بسجن زميلنا الذي لازال يقبع بسجن ألاك وفى حالة عدم إطلاق سراحه سنلجأ للطرق القانونية وإلي منظمة اليونسكو بصورة خاصة .
واليكم لائحة الأساتذة المطالبين بإطلاق سراح الأستاذ إبراهيم ولد بلال ولد أعبيد :
1-محمد الشيخ ولد عبد الله ولد موري
2-محمد ولد ناصح
3-محمد الامين ولدمحمد
4-الداه ولد عبدو
5-سيد احمد ولد عبدى
6-السيد ولد صمب انجاي
7-مولاي ولد محمد
8-احمد طالب ولد سيدنا عالى
9-النعمة ولد محمد اسليمان
10-السالك ولد احمدناه
11-محمد محفوظ ولد عيسى
12-مجمد عبد الله ولد سيديا
13-محمد يحي ولد محمد سالم
14-لكهيل ولد محمد
15-ابياه ولد يسلم
16-سيداتى ولد اصنيبه
17-محمدو ولد احمدسالم
18-الحاج ولد صالح
19-اب عمــار ولد محمد محمود
20-محمد ولد الطالب محمود
21-محمد ولد محمد فال
22-محمد محمود ولد ادليل
23-المختار ولد جدو
24-مامادو الحاج صادا
25-امنة منت اميليد
26-يحي ولد السالك
27-الهادى ولد الويلو
28-محمد الامين ولد المان
29-محمد فال ولدا محمد اظعل
30-محمد عبدالله ولد الداه
31-ماركو ولد اميدى
32-سعيد ولد عبد الودود
33-اسماعيل ولد محمد الهادى
34-شيخنا ولد اب ممون
35- احمد سالم ولد اطفيل
36-سيد محمد ولد محمد
37-عليون امدو جاه
38-عبد الله الحسن
39-حمود دومس
40-عبدول جيبى
41-حمزة كي
42-محمد محمود ولد العالم
43-محمد عبدو ولد بكه
44-الطاهرة منت دداه
45-زينب منت محمد السالك
46-الطالب ولد سيدنا
47-اعمر ولد اسليمان
48-المصطفى ولد عبد القادر
49-محمد ولد الفالى
50- محمد ولد رازكه
واللائحة تتزايد يوما بعد يوم من لدن رفاقي الأستاذ السجين إبراهيم ولد بلال ولد أعبيد وتلامذته ومحبيه وعلى الله قصد السبيل.
قال تعالى: (وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون) صدق الله العظيم
نواكشوط : بتاريخ 07-07-2015
