اعتادت وسائل الإعلام الموريتانية اللعب على وتيرة إثارة الفتنة و عرضها على طبق من قذارة للرأي العام الوطني و الدولي على حد سواء , في ظل فسق و كفر بمبادديء الحقل الصحفي الذي يفترض أن يكون هو السلطة الرابعة , تارة تغطي مبادرات شرائحية , و تارة اجتماعات قبيلة و تارات أخرى وصف المؤمنين بالله و بسماحة و عدل و إنسانية الإسلام الذي ينص على المساواة و العدالة بما لا يجوز من سوء خلق و خدش في الكرامة و الأخلاق .
إن الإعلام الموريتاني الذي شهد في الآونة الأخيرة طفرة و فوضى أجبرت الحكومة على التعامل مع وسائل الإعلام بشدة , كان انتشاره بمثابة انفجار بركان ناشط , لتبدأ بعض المواقع الألكترونية بدأ بنفث سمومها المبنية على خلفية رجعية , و عدم وعي بالمخاطر التي تنجم عن الأخبار التي تنشر عبر الوسائل التي ينبغي أن يكون دورها الأول و الرئيسي هو تحرير المجتمع و إنارة الرأي العام بما يخدم السلم و الإستقرار الأهلي .
طالعنا يوم أمس أحد وجوه الفتنة مـــــــــــــــــــوقع ألكتروني يسميه صاحبه ـ النشرة المغاربية ـ بخبر كاذب مفاده أن المناضلة في إنبعاث الحركة الأنعتاقية ( إيـــــــــــــرا) السيدة الشريفة و السنية أبا عن جد , و المحافظة على دينها الإسلامي و مذهبها السني السيدة مريم بنت الشيخ هي المسماة (أمينمنين ) التي تدوالت وسائل التواصل الإجتماعي تسجيلها صوتيا تحدثت فيه عن تشيعها مبدية فسوقا و حقارة في الأسلوب .
الموقع المذكةر نشر صورة السيدة مريم بنت الشيخ دينك و عنون الخبـــــــــــــــر ب ( صـــــــــورة السيدة التي أعلنت إعتناقها مذهب التشيع) , و جاء في الخبر ـ هذه الصورة سيدة تدعى أمينمنين أساءت للتشيع و لنفسها بسبها للصحابة رضوان الله عليهم ـ و هي لعمري أكذوبة حقيرة , و لعبة مكشوفة لعبها صاحب الموقع لحاجة في نفسه .
في حق الرد هذا بإسمي الشخصي و بإسم كل أخ و صديق و رفيق و صديق للسيدة مريم بنت الشيح ما قام به هذا الموقع من أكاذيب و محاولة لتشويه و تدنيس صورة الأخت الكريمة السنية المذهب مريم بنت الشيخ دينك , و نتسائل ما هي الدوافع الحقيقية وراء كتابة هذا الخبر و إلصاقه بالسيدة مريم بنت الشيخ دينك بالذات ؟ ما هي إنعكاسات هذا الخبر على حياة السيدة مريم بنت الشيخ دينك صاحبة الصورة و محيطها الأسري ؟ أليس هذا الخبر هو حقا الوجه الآخر للفتنة ؟ مالذي يضر السيدة مريم بنت الشيخ جراء هذه الأكذوبة فهي ذائعة الصيت إثر نضالها ضد العبودية ؟
إن موقع النشرة المغاربية آنف الذكر بنشره هذا الخبر يحضر على قتل السيدة مريم بنت الشيخ دينك جهارا نهارا و بشكل مباشر , خاصة في ظل التهديدات التي أطلقتها الجماعات الإرهابية التي توعدت بشن هجوم على موريتانيا , و خاصة في ظل التخوف من وجود خلايا داعشية نائمة . خبر ـ النشرة المغاربية ـ يبيح للمستبيحين لأرواح البشر أن يلحقوا الأذى بالسيدة مريم و كل من يبت لها بصلة و هو شيء مدان يجب على القضاء و على السلطة العليا للصحافة و السمعيات البصرية النظر فيه و التعامل معه بشكل جدي.
إن صاحبة هذه الصورة السيدة مريم بنت الشيخ دينك لا غرابة في أن تحاك ضدها هذه المؤامرة الدنيئة فهي مناضلة فذة في مجال الدعوة إلى الحقوق المدنية و المساواة و دولة القانون , فهي مناضلة في إنبعاث الحركة الإنعتاقية ( إيرا ) التي يقبع قادتها السادة بيرام ولد الداه ولد أعبيد و إبراهيم ولد بلال في سجن ألاك إثر المشاركة في القافلة السلمية التي جابت ولايتي لبراكنة و ترارزة من أجل التحسيس على خطورة إستمرار العبودية العقارية و الحث على محاربة العبودية و غرس قيم حقوق الإنسان في المجتمع الموريتاني .
السيدة مريم بنت الشيخ دينك هي أول سيدة من فئة لحراطين أو العبيد و العبيد السابقين كما يطلق عليهم الكثير من دعاة الحقوق , يتم سجنها على نضالها ضد العبودية و الغبن و التهميش , بالإضافة إلى إحتمال تعرضها لهجوم المتطرفين من القوم فهناك أيضا إنعكاسات معنوية أبرزها تشويه صورة هذه السيدة التي وصلت شهرتها لأقصى الشرق و الغرب إذ تشارك هذه الأيام في مؤتمرات و ندوات دولية حول حقوق الإنسان كانت آخرها في كل من ألمانيا , إيطاليا ثم فرنســــــــــــــــــــــا .
في الأخير ندرك جميعا أن جميعا أن حرية الشخص تنتهي عندما تبدأ حرية الآخرين و أن التحريض على الفتنة جريمة و هذا الخبر لا يمكن وصفه بأقل من أنه وجه من أوجه الفتنة النائمة و التي لعن الله من أيقظها أو كما ورد عن رسولنا الكريم صلى الله عليه و سلم, بالإضافة إلى أن القضاء يجب أن يكون رادعا لمسببات الجريمة و ذالك بالتصدي لها و تطبيق العدالة في من يخل بها .
بقلم : عبد القادر ولد محمد