{مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللهَ عَلَيْهِ فَمِنهُمْ مَن قَضَى نَحبَهُ وَمِنهُمْ مَن يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً} سورة الأحزاب الآية 23 قال بعض العلماء في تفسيرهم: {مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللهَ عَلَيْهِ} فلم يكن عهدهم كلمةً في اللسان، يمكن أن تنطلق من هنا لتتبخر في الهواء، فلا تثبت في موقع المعاناة، بل كان عهدهم التزاماً في العقل والعاطفة والسلوك مما يتطابق فيه القول والفعل، بهذا النص القرآني الدقيق كان فتيان من الحراطين مجسدينه في أول معركة لهم مع عصابة الإرهاب الأبيض التي كان يقودها المدعو محمد ولد عب العزيز التي شهدتها عاصمة ولاية لبراكنة ألاك بحر الأسبوع المنصرم حيث لوحقت الهزيمة قبل ذلك بسبعين سنة من الآن بالجيوش الفرنسية والمتحالفين معهم من طرف جد الفتية المجاهد محمد ولد إمسيكه لكن هذه المعركة كانت من نوع خاص من النوع الذي لم يكن الجنرال يعتقد أن هناك من أبناء الحراطين الذين يستطعون أن يلقنوه درسا من النضال الواقعي ليذوقوه طعم الهزيمة ما إن وطأت أقدام الجنرال المزعوم ادمي ميدان المعركة صاحبا معه مليشياته من الطابور الخامس من الحراطين مرددين له مقولة الشاعر الفاطمي ابن هاني الأندلسي مــــا شئــــت أنت لا مــــا شاءت الأقــــــدار فــــاحكم فأنت الواحد القـــــــــــهار وكأنما أنــــــت انبـــــــــــــــــي محمـــــــــــد وكــــأنما أنصارك هـــــم الأنصـــار في الجولة الخامسة من حربه على الشعب وانتصاره في كل الجولات التي قادته الى كل من الحوضين ولعصابة وكوركل وتيسر لكن على أرض ولد إمسيكه كانت العركة لصالح الأبطال لصالح الصف الأول من قادة الميدان صمب جكانا والشيخ ولد فال ومحمد ولد علوش والعشرات من جنود النضال الميداني لا النضال الكلامي ملقنين عزيز والمثمنين والمرجفين درسا لن ولن ينسوها ممزقين أنوفهم في التراب طالقين عليهم أسلحتهم النارية مرددين عبارات على الثوار أن لا يناموا كي لا ينتــــــعل الجبـــــــابرة أكباد المستضـــــــعفين وقد قيل. إن الحياة مع الخطر أشرف, من الحياة مع الذل والمهانة فالحياة مع الأول جسورة ومع الثانية حقارة إن هذا الانتصار الذي حققوه الأشبال في هذه العركة التي نطلق عليها معركة العد العكسي ليست إلى بداية لتدشين حقبة جديدة من النضال غير تقليدي نــــــــــــعم لــــــلحياة لا لـــــلعيش محمد فال ولد نوح