ان طبيعة،الصراع بين الحق والباطل، هي صراع، دائما، ما يكون طاحنا من منظور الباطل، وعقلانيا وسلميا، منظور الحق.فالباطل، يطبعه الحنق، والضلال، لان شريانه، "الظلم"، وصاحبه، متحفز، متسرع، واحيانا عاطفي، وغبي، وقد يسقط في فخ ما حفر وشبك, حتى وان ملك قوة مادية. اما الحق، فعماده، نصوص، تحمل قيم راسخة، وموغلة في القدم، وهي قيم تتصف بالمحدودية والانضباط. يتسم صاحب الحق بالتاني والحنكة، لانه يتوكأ على "قيم" ثابتة، ومتأصلة، كما انه واثق من طبيعته وانتصاره مهما طال الزمن وامتد او تشعب الصراع..
وفي هذا "الديالكتيك"، المنحدم، بين البيظان والحراطين، يلاحظ، كل من يتابع فضاء الانترنت في السنوات الاخيرة، تزايد نغمة، تشاكي نشطاء الفيسبوك، من الطرفين، من الظلم والغبن، والانحياز..الذي تمارسه المؤسسات الاعلامية، الموريتانية المستقلة، خصوصا، والتي تغذي الصراع بخلفية ايدولوجية، وتراثية، تدفع تناقضاتها، بالنشاطاء، الى ... الهجوم والسب، واحيانا القدح في مصداقية الاعلام الموريتاني، بكل اطيافه: بدأ بالاذاعات، والتلفزات، والفضائيات ، ومرورا بالاعلام الورقي واخيرا الالكتروني.
والجامع بين كل هذه الاصناف، حسب"المنتقدين/ هو عدم المصداقية المهنية والاخلاقية، لهذه الوسائل الاعلامية، بل ان البعض يرى ان اعلام موريتانيا، الناشيء، رغم شكله، المهني(متخصصون اعلاميا، طابع التنظيم الاعلامي، التسجيل في السجلات الرسمية، والتعهد باتباع مواثيق الاعلام المهنية والدولية...الخ)، ليس الا صورة حقيقية عاكسة لطبيعة "صراع"، بادء بين مكونات مجتمع ظل الى حد امس القريب، قادر على ردم،مكامن، تناقضاته، العميقة، المؤدية، لا محالة الى بزوغ"صراع حتمي"، صراع، لابد حتما من ان يظهر ويطفو على سطح العلاقات غير" الانسانية" التي تربط بين شعب الحراطين وشعب البيظان ...
ورغم اني، لن ندخل بعمق، في تحليل، وتفصيل هذه الظاهرة، الان( سنعود الى الموضوع بشيء من التفصيل في وقت اخر)، الا ان فكرة"المسـارالحانوتي"، والتي كتب عنها، السياسي، والكاتب،الدكتور الشيخ المختار ولد حرمة، رئيس حزب تمام،( الذي اتمه قبل يومين)، وتبنيه، لها....في تفسيره لسيكولوجية ولد عبد العزيز، ومحدودية تفكيره في التملك وتسيير"الشأن العام"، .. ليست سلوكا محصورا على ولد عبد العزيز، وحده، بل اني ارى ان.. ثقافة المجتمع الموريتاني، وخاصة البيظاني منها ماهي الا ثقافة حانوتية، صرفة، بمافي ذلك سلوك ولد حرمة نفسه( انظروا، الى تاريخه نقلباته، وكيف استقال قبل يومين، دونما استشارة، او اشعار لهيئات حزبه، ودون ان يتحدث عن مستقبل حزبه).
الاعلام الموريتاني، يعبر ويلخص هذه الفكرة باعلى تجلياتها. الوسيلة الاعلامية، الموريتانية، هي "حانوت" مملوك، لشخص او جماعة ايديولوجية، في الغالب. هذه الوسيلة، هي احد افرزات تيارات ايد يولوجية.. وتحمل مشروع أفرادها، وتريد فرضه، با ي حيلة.. والشخص الذي بذل مجهودا لاستخراج فاتورة الاذن لعملها، أوالممول، فهو مالك الحانوت الاعلامي، والذين يعملون معه، ان لم يكنوا يشاطرونه الراي، فهم مملوكون ايضا له.
هذه الخلفية، الايديولوجية-الحانوتية-القت بعمقها:العنصري, والطائفي, الفيأوي، عل طبيعة،صراع البيظان مع المكونات الاخرى، خاصة الحراطين ولكور، واثرت سلبا على التعاطي والتعامل مع الشان العام، بموضوعية، يمكن ان تبقي..الحد الادني من المصادقية المهنية....
فاذا، فتح اعلام، موريتانيا( اعلام البيظان)، ذراعيه، مؤقتا، لغير البيظان، فانه يفعل ذلك وفي جعبته ومخططه:اما استمالة الطرف الاخر او الايقاع به، ليس هناك، موقف وسط، وليس، هناك التزام اخلاقي بطبيعة الرسالة الاعلامية.. ولا وفاءا للنصوص، الحرفية المنشورة على واجهة صفحة الوسيلة الاعلامية نفسها...
في السنوات الماضية، ربطتني علاقات بعض الوقت مع مجموعة من هذه الوسائل، او بالاحرى تعاملت معها، واحيانا مع اصحابها، ولان لدي فكرة وتجربة في التعامل مع الاعلام العالمي، وخاصة الغربي، فاني كنت، منتبه ومراقب، للكيفة، التي سيتعامل، اعلامي الموريتاني، النشاة مع رسالته. خاب ظني، وتعلمت من انعراجاته، ومطباته ، ما يخولني اليوم، ان نقول بعد ما يقارب من العقدين، ان التعويل او الرهان على هذا الاعلام، للتقريب بين الحراطين والبيظان، خطأ فادح، وان النظر الى الاعلامي الموريتاني بمهينة، هو ظلم له وظلم لنا. فالمسيطر اليوم، على الاعلام الموريتاني، كما هو شان كل ميكانيزمات الدولة الموريتانية الاخرى، هم البيظان، بتبيظينهم، وهم لايريدون استبدال التبيظين بالمهنية، او المشاركة او المساكنة، او الوطنية..، كل تلك الصفات هي، فقط للاستهلاك لبعض الوقت.
للايضاح، فانا لست اعلامي، ولم اتخصص في الاعلام وليس من هوايتي، ولا رغبتي،انما الظروف وطبيعة القيضة التي احملها، جعلتني التجأ الى الاعلام، والصحيح ان مؤسسات الاعلام والاعلامين في الغرب هي التي بادرتني، لكني تعلمت منها كيف نتعامل مع الاعلام، وكيف نتستفيد منه، خدمة لا رغبة. في اثناء لجوئء للدوائر الاعلامية، كان يحدث توافق بعض الوقت، ويتم غير ذلك في كثير من الاحيان. و مع الغربين، خاصة، يتقبلوا الامر برحابة صدر. اما في تعا ملي مع اعلام موريتانيا، الامر صعب، فاما ان تكون فيما يروا والا، لا. بعض من انتقدتهم، او بالاحرى احتجيت، باسلوب حضاري واداري على بعض تصرفاتهم، حول منشوراتي، رد علي فورا،(تصرفا وسلوكا)، بان هذه المجلة او الشبكة، هي مجلته وشبكته، اي انها "حانوته: ان شاء فتحه وان شاء اغلقه. لكن قلما تلصصت وسيلة اعلام علي الا واحدة: "شبكة اراء حرة." بعثت لها قبل يومين، مسودة المقال الذي على صفحتي في الفيس بوك،( علماء موريتانيا والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر- ما حدث لي مع.. الشيخ عبد الله ولد بيه-نموذجا...)
فقطعت، اراء حرة، نصفه الاهم، وعندما نبهتم برسالة بالموضوع تجاهلوني( نوع من الكزرة جديد)، قلت في نفسي، لماذا يفعلوا ذلك وهم يعلمون ان المقال منشور ومنتشر بطرق كثيرة وفي وسائل اعلام كثيرة، ومن اريد ان يصله ويطلع عليه فانه وصله( اذعادة ما امضي يومين الى ثلاثة في جلسة واحدة مستمرة، لاوزع منتوجي الى الاف الناس، ولماءات الاصدقاء في العالم)، ثم ان الذي يقرء ما نشرته، اراء حرة، سيثر في عقله وذهنه ان هناك كلاما محذوف، هو صلب الموضوع، خاصة اني نوهت به في البداية ومع نهاية ما نشرت اراء حرة. هذه عينة من طبيعة، ونمطية اعلام البيظان.
عدت مرة اخر الى خانة شبكة اراء حرة، كعادتي لنتاكد اني لااخالف مساطرهم وشروطهم في النشر، فوجدت النص التالي تحت عنوان، من نحن :
اراء حرة هو فضاء مفتوح لكل الاراء والأفكار، يسعى الى تقديم جديد الساحة الأعلامية والسياسية والثقافية، ضمن حوار مجتمعي تفاعلي معمق, يطمح الى استقراء القضايا الوطنية. واستشرافها بكل موضوعية وحياد.
لمشاركتنا الرأي، كاتبونا على العنوان التالي:
(arahora.net@gmail.com
وهذا ما فعلت، فعلا! واليكم روابطهم:
- http://www.arahora.net/s453454358743554.html
المختار الطيب المختار/ عضو حركة الحر
شمال امريكا
http://www.arahora.net/2334345345345/8937-2015-05-31-06-42-34.html
وفي المقابل، ..رغم ان الحراطين، في الاعلام،كما في غيره لايزالون مهمشين، الا ان من وجد منهم في هذا الحقل، فان التزامهم باخلاق مهنة الصحافة، بادي للعيان، اذ لايميزون بين مكونات المجتمع واختلاف الاراء، ولا يشترطون على المخالف ان يكون في صفهم.
عندما يقول احد، ورأسه( حدجه)، وعقله، يعتقد انه، يزن الجبال، ومعرفته متواضعة، ولكن ليست غبية، ولا( قردية): نحن الحراطين وانتم البيظان، تخرج الصراصير، والجرذان..، والبغال، تنعق وتصهل.. ويبدأ المتنطحون والمتفلسفون.. بجر لغوا الكلام، بمفردات وكلام" خاو" من اي دلالة، كالوحدة الوطنية، بيظان العين وسوادها، يوحدنا الاسلام...على من ينطل او ينخدع بمثل هذا اللغو، الممجوج.