ظلموه فهم لا يعرفونه أرادوا منه شاعرا من شعراء البلاط و مداحي الدرهم الإماراتي فرفض، ظلموه لأنه بقي متماسكا محافظا علي هويته يرتدي فضفاضة تقليدية تنم عن ارتباط الشاعر العميق بوطنه بهويته بمجتمعه، ظلموه لأنه ترحم علي شعراء شنقيط و آزر الصحفي إسحاق وحمل صوت المظلومين لشاطئ الراحة، خدعوه وخادعوه وحكموا عليه حكما مسبقا لما أختتم حلقته بمديحية نبوية، فقالوا له وبكل وقاحة أنه لن يصل لمصاف الشعراء الكبار الذين مدحوا النبي عليه صلوات الله قالوا له وبرمزية لا يفهمها إلا من نور الله قلبه أنه من بلد داس علي المقدسات و أساء لنبي و حتى عظمة الجلالة، ظلموه لأنه كان عفويا بسيطا ذكيا يدرك كيف تتعامل لجنة الجحيم و الظلم مع نصوص الشعراء، يدرك كيف كانت تصحح النصوص خلف الكواليس و تبعث عبر وسائط الأتصال و كيف كانت العنصرية منتشرة حتى في التعامل مع المدارس الشعرية، أدركوا و للوهلة الأولي أنه الشاعر الذي يأتي بأكبر الأصوات و أضخم المصوتين خارجيا وداخليا فهو سفير الإنسانية ويحمل جواز سفر موريتاني مكنه من ربط علاقات و صداقات هي التي زودت البرامج بملايين الرسائل النصية التي غذت البرنامج و تغذي أمعاء لجنة التحكيم المتصارعة فيما بينها، أدركنا و للوهلة الأولي ومن خلال فلمهم المعروض و المفضوح واللقاءات مع المشاهدين أن هناك مؤامرة أحيكت بالليل من أجل شيئا ما، فولد إدوم لن يكون بأفضل حال من الشاعر محمد ولد الطالب فقد ظلموه وظلموا معه الكثيرين، فقدرات الشعراء الموريتانيين المشاركين في مؤامرة الشعر لم تجد من يحتضنها ولا من يعترف بها، كان ولا زال هو ذالك الشاب الطموح الذي لم يعرف في حياته سوي أجرة الباص و التاكسي ومطعم الجامعة وفي حالات كثيرة يقسم ما عنده ويبقي دون أي رصيد، ظنوه يريد الترفع و البرجوازية من أموال جمعوها من نجوميته و إبداعاته ولما حصلوا علي غنيمتهم وجهوها و اختاروا الريال و الدولار وبرك النفط المتعفنة، سوف يبقي ولد إدوم كما هو فقد كان أميرا ملكا رئيسا ومديرا قبلكم و سوف يبقي بعدكم فلن تعميه العمارات الشاهقة و السيارات و الغرف المكيفة عن مبادئه عن إيمانه بوطنه عن أخلاقه التي كانت حصنا منيعا في تحقيق أحلامه فهو إنسان قبل أن يكون شاعرا وفنانا مبدعا قبل أن ترمي به الأقدار فوق شاطئ الراحة الذي شكل منعرجا مهما في مساره الفني لكنه أستخلص منه دروس و عبر قد تكون خير زاد يتزود به خلال تجربته المهنية، فلتعلموا أنه أمير في بلده و أنه لن يمدح الأمراء ولن يعطي صورة فاضحة عن ما يجب أن يكون عليه الشاعر، ففي موريتانيا المؤسسات و الأشخاص و حتى أعلي سلطة في البلد قدمت الدعم لكنه بقي متماسكا في ما يجب أن يكون عليه، أنتم يا إخوتي أعضاء اللجنة أفشلتم البرنامج و تعاملتم معه بنوع من التمييز و التحيز عفي الله و عفي عنكم و مبروك للأمير الجديد الذي حصل علي الرتبة الأولي بدرجة مستحقة حسب التحكيم كما يقال يوم الامتحان يكرم الإنسان أو يهان فأنتم أهنتم جميع الموريتانيين لأنكم ظلمتم قصيدة الشاعر.