"لعويجه"جنوب اركيز لا تزال تلك القرية النائية ذات الطرق الوعرة و المسالك الرملية المتعبة تعاني من العديد من المشاكل الاقتصادية و الاجتماعية و الثقافية و الصحية بحكم موقعها الجغرافي المنسي وتركبتها السكانية التي فقدت الأمل في كل شيء وهاجرة معلنتا القطيعة مع قرية أنجبت أجيال كانت و للأمس الغريب تنظر من حولها لبحيرتها التي تتعانق في فضاء فسيح مع أراضي صالحة لزراعة لتوفر بذالك اكتفاء ذاتيا لنفسها وتستطيع من خلاله دعم بنيتها التربوية و الصحية و الثقافية وحل العديد من المشاكل المرتبطة بهجرة الرجال عن أسرهم في اتجاه المدن الكبرى بحثا عن العمل و العيش و الكريم، "لعويجه"جنوب اركيز تمثل تعانق بديع بين ثقافات وحضارات مختلفة وتشكل رافد من روافد الاقتصاد الوطني خصوصا في ميدان الزراعة المروية فلا مكان ولا موقع من هذه القرية الصغيرة إلا وقادرا علي أن يوفر اكتفاء ذاتيا في ميدان الزراعة، فسكان "لعويجه"جنوب اركيز معروفون بتفانيهم بعملهم وبإيمانهم بأرضهم فالرجل و المرأة في هذه القرية سواسية في الإنتاجية وسواسية في البذل و العطاء، ويعيد سكان هذه القرية أسباب تخلفهم وتأخرهم عن ركب المدن المتقدمة أو تلك التي تحظي بعناية إلي عوامل عدة كل يفسرها بطريقته الخاصة ولغته الخاصة فمنهم من يوجه اللوم للسلطات المتعاقبة علي البلد و منهم من يقول أن تهميش طبقات معينة من المجتمع يعتبر أحد العوامل التي تطفي بظلالها علي القرية و البعض الآخر يري أن الدولة و السياسيين خجلون لأنهم يستخدمون مواطنين هذه القرية في المواسم السياسية كسلم يصلون من خلاله للمناصب و الرتب وبعد ذالك يرمون ملف القرية في سلة المهملات، لا يخلوا أي مجتمع من التفاؤل في وجهاء القرية ممن تحدثنا معهم أكدوا أنهم استبشروا خيرا لما أعلن الرئيس محمد ولد عبد العزيز حربا لا هوادة فيها علي الفساد و المفسدين مبررين ذالك بأن لعويج وبحيرتها وكل المخططات التنموية المبرمجة لها في إطار السياسة العامة للدولة عانت من الفساد و المفسدين و أن التعليم و الصحة و الزراعة الثلاثي الذي يجب أن يوضع في الحسبان فنسبة التعليم منخفضة و الصحة متدهورة و الزراعة معدومة رغم قدرة البحيرة علي توفير اكتفاء في ميدان المياه وتثبيت المواطنين في مواقعهم الأصلية لتشمير عن سواعد الجد و العطاء، إلا أن السياسيات و البرامج التنموية ومخططات التنمية المحلية وتدخلات المنظمات و الأطر الإستراتيجية لمكافحة الفقر و المخططات الإستعجالية و برامج محو الأمية و التكوين المهني و خلق مبادرات للشباب و بناء منشآت عمومية كلها أمور تم استثناء هذه القرية منها بحكم سياسة اليد الطويلة التي تستخدمها ميلشيات مغربة من صناع القرار من أجل تجويع وقتل مجتمع آمن بأرضه ولا يتخذ عنها بديلا في وقت تشيد فيه منتجعات سياحية وطرق معبدة ومستشفيات صحية زوارها حيوانات وقطع حمير سائبة علي نفق الدولة الموريتانية التي أتعب المفسدون كاهلها وقتلوا إرادة شعب آن له الأوان أن يعانق أهداف الألفية، اليوم الرئيس محمد ولد عبد العزيز خرج من صمته و قرر زيارة ولاية أترارزة زيارة يثمنها سكان القرية ويعلقون عليها آمال جسيمة و ينهون بمجهود وزير الزراعة الذي قام بعمل جبار من أجل انتشال القرية وبحيرتها ومن غياهب النسيان و علي وزير البيئة أن يحذو حذو الزراعة لأن البحيرة بحاجة لحماية لأن وسطها البيئي خصب ويشكل رافد من روافد البيئة المستديمة.
يبلغ عدد سكان بلدية اركيز عاصمة المقاطعة حسب الإحصاء الأخير 20.688 نسمة موزعين على 36 حيا سكنيا وتتبع لها 4 بلديات هي برينه وانتيكان وبوطلحاية ولكصيبة2 وتتمحور أنشطة سكان المقاطعة حول التنمية الحيوانية والتجارة والزراعة حيث يبلغ إنتاجها من الأرز سنويا 50 بالمائة من الإنتاج الوطني وتقع عاصمة المقاطعة اركيز بمحاذاة بحيرة اركيز ذات الأرض الزراعية الخصبة والتي تبلغ مساحتها الإجمالية 3400هكتار منها 853هكتارا مستصلحة ومروية بالانسياب السطحي فيما لا يزال الجزء الأوفر منها والذي تبلغ مساحته 2547 هكتارا معطلا عن الإنتاج في انتظار وعود قديمة باستصلاحه.
وتضم المقاطعة 90 مدرسة ابتدائية بلغ عدد المسجلين فيها بالأرقام 13526 تلميذ 6917 ذكور 6609 إناث كما تضم المقاطعة 8 إعداديات و2 ثانوية .
أما على المستوى الصحي فإن المقاطعة تضم مستوصف في اركيز والعديد من المراكز الصحي في كل من لكصيبة وانتيكان ومعط مولان وبرينة ودوز دوز أما على المستوى الإداري فإن المقاطعة تضم مقاطعة يوجد على رأسها حاكم إضافة إلي العديد من المصالح من بينها مفتشية الزراعة والتعليم الأساسي والحالة المدنية والشؤون الإسلامية…الخ.
كما تنشط بها 100 تعاونية زراعية وحرفية تزاول نشاطها بوسائل ذاتية وأساليب بدائية من اجل توفير متطلبات العيش لما يربوا على ألف أسرة فقيرة تعيلها هذه التعاونيات.
السلة الفارغة.. ومشاكل لا حصر لها
رغم أن المقاطعة زراعية بالدرجة الأولى وبمقدورها حسب الدراسات أن تشكل السلة الغذائية لهذا البلد فإنها تعجز عن توفير الغذاء لسكانها بسبب المشاكل التي تعانى منها وفي مقدمتها انقطاعها عن العالم الخارجي حيث يصل سعر النقل مابين اركيز وتكنت للفرد إلي 3000 أوقية – حوالي 100كلم- بسبب وعورة الطريق مما يصعب النقل من والي المقاطعة ويضاعف أسعار المواد الزراعية أضف إلى ذلك أن المنطقة تعانى من نزاعات عقارية على الأراضي لا حصر لها ليس فقط بين المجموعات القبلية والعرقية بل بين داخل نفس المجموعة الواحدة كما أن الشح في الأمطار الذي تعاني منه المقاطعة منذ سنوات بدأ يتضاعف حيث لم تتجاوز التساقطات المطرية خلال هذه السنة حاجز 100مم مما ينذر بموسم جفاف مبكر سيشكل خطرا كبيرا على الثروة الحيوانية التي تعتبر بعد الزراعة ثاني مورد اقتصادي يعتمد عليه سكان بلدية أركيز.
كل هذه العوامل أدت إلي ارتفاع كبير في الأسعار وكأن هذا لا يكفى لتعيش المقاطعة ظلاما دامسا منذ شهر بسبب تعطل في المولدات الكهربائية التي تمتلكها مؤسسة خصوصية.
هذه الوضعية تستدعى من السلطات بذل مجهود أكبر في مجال الدعم الغذائي يتناسب مع الحجم الحقيقي لواقع السكان وإلى إدراج البلدية ضمن الأولويات الاستفادة سكانها من البرنامج الإستعجالي الذي أقرته الحكومة لتخفيف من وطأة غلاء .
تقرير:أمعيبس