زار الرئيس و لايتي كوركل ، و لعصابة ، زيارة أقل ما يقال عنها ، أنها تاريخية تحمل في طياتها الكثير من الاعتبار ، و التقدير المتبادل بين الشعب ، و قائده الهمام .
و من هنا ، كان لزاما علينا ، و باعتبارنا من ساكنة الولايتين ، ان نكتب هذه الكلمات التي ارى انها تتحرك في و جدان كل شخص من ابناء هاتين الولايتين ، فمن جهة كانت الزيارة ضرورية جدا ، وملحة و في توقيتها المناسب ، و تستهدف الاضطلاع اولا على احوال المواطن البسيط على حد الخصوص ، وكانت بعيدة كل البعدعن السياسة ، و الكرنافالات النفعية التي اعتدناها ايام الانظمة الرجعية البائدة ، فجاءت في محلها، و امتازت بشكل واضح بجملة من التدشينات شملت عدة طرق ، ومحطات كهربائية ، ومشاريع عملاقة تصب جميعها في مصلحة المواطن.
هذا ، و من جهة أخرى ، وقف رئيس الجمهورية على الواقع بتجلياته ، و بشكل ميداني يكشف حقيقة الصورة المعاشة المغايرة لما ينقله الساسة عن مناطقهم تزلفا يخفي فساد تدبيرهم ، و عدم رضى من يتكلمون قسرا بالنيابة عنهم ، فكان لا بد من كشفها للمرحلة الراهنة ، و التي ننتهزها من خلال هذه السطور لنوضح مانراه مناسبا في حقنا المتجاوز من خلال تمثيلنا القصري من خارج نخبنا العارفة بمشاكلنا الحقيقية .
فمن واكب الزيارة من اهل الولايتين يلاحظ تظاهر بعض الأطر ، والمنتخبين في الزيارة بامتلاك قاعدة شعبية لا أساس لها من الصحة، محاولين تغطية مكانة الناس ، و الشخصيات الاعتبارية الوازنة بمظاهر مادية خادعة لصناعة انفسهم بسيارات فارهة من أجل مغالطة الرأي العام ، و حتى النظام بإظهار الشخصيات الوهمية ، و التي لا ترتبط بالعمق الاجتماعي الحقيقي المستهدف بالزيارة بأي صلة . كما سخر هؤلاء المخادعين بعض السلطات لأرساء سلطتهم الواهية .
أما الحقيقة المرة ، فهي ان هاتين الولايتين المتميزتين بتنوعهما العرقي الذي يختزل موريتانيا في لوحة فنية رائعة الحبك ، و التناغم تعكس المفهوم السامق للتعايش السلمي و اللحمة الوطنية في ابهى تجلياتها هذه اللوحة التى اشرف التاريخ الزاخر بعبق العلم و الموروث الثقافي المتنوع على رسم معالمها فوق ارضية جغرافية شمسها دافئة و مائها زلال و أديمها الزاهي يسع حتى غير ساكنتها ، و لكننا ، و نحن المكون العربي بوجهيه و الاغلب في هاتين الولايتين ، و الاكثر فقرا و الاقل تمثيلا نرى من باب لفت الانتباه الى الجانب الآخر من الصورة ، و للمطالبة بما نراه حقا تستلزم إعطائنا إياه اقل درجات الإنصاف ، و في ظل تمثيل بعض الولايات في الحكومة الحالية بأكثر من خمسة وزراء ، و تارة ثلاثة نجد هذ المكون الممثل للأكثرية في هاتين الولايتين مهمش الى درجة ان يمثله من لا نعرفه ، و لا يعرفنا .
فبالرغم من الجهود الجبارة التي بذلها فخامة الرئيس محمد ولد عبد العزيز في تعزيز فك العزلة عن القرى ، و الأرياف و أدوابه ، من خلال المشاريع البنيوية العملاقة ، ظل اغلب الساكنة الموزعين على القرى و الارياف و آدوابة ، و هم الاقل تعليما ، و الاكثر هشاشة ، و فقرا ، و الهدف الأول لسياسة الدولة في إطار التنمية المستدامة ، مغيبين تماما عن التمثيل (ابوكبر صديق ولد منان الدكتورة ترب بنت عمار وسعد ابه ولالة بنت اشريف ) الذين أزاحهم من سقطوا على واقعنا سقوطا حرا فسرقوا الحلم و تكلموا نيابتا عنا ، و نحن المكون العربي بشقيه نرى بعد تأدية واجبنا في استقبال فخامة الرئيس أن هذا الخلط للأوراق السياسية يضر بمصالح البلد بصفة عامة ، و لا يلبي رغبة المكون الاجتماعي الممثل للأغلبية في هذا الحيز الجغرافي من بلدنا الحبيب ، و نرجوا من فخامة الرئيس ، و كلنا ثقة في عدله ، و بعد نظره ، أن يعيدنا إلى المشهد السياسي ، و ذلك بتعيين من يراه مناسبا من اطر و نخب هذه الأغلبية المغيبة ، حتى نرى أنفسنا على الأقل في الحكومة التي ساهمنا في بنائها و تثبيت أركانها من خلال انتخابنا لفخامته
يعقوب مكين بلال الجكني
الهاتف : 46806413