يعتبر الحنين إلى الديار شيء طبعي وأصيل لكل إنسان لكن ما هوا غير طبعي أن تشتاق إلى ارض أو تتغنى عليها لست من أبنائها ولم تعريفها إلا وأنت قد تناولت من عمريك ستة عشرة عاما وهنا أتحدث عن عاصمة الثقافة والفن روصو أو لكوارب عروس الضفة هذه المدينة التي ولدت من رحم أساطير تاريخ المنطقة الضارب في القدم المدينة لتي كتبة عنها وتغنى بها كتاب ومثقفين وأعلام مروا من هنا من هذه المدينة عابرين نهرها ذهابا وإيابا صحيح أنني من مواليد باركيول النعيم وهناك ولدت وهناك ولد أبي وأمي وهناك دفن جدي وجدتي لكن في أرض الزايرات تعلمت الكثير ما لم تسمحلي الظروف أن ألتعلمه في مسقط رأسي ففي لكواريب درست الإعدادية في مدرسة دار العلوم الحرة وفي لكواريب شققت طريقي نحوا مفهوم الحيات والإنسانية وتعايش المشترك مع أصدقائي ونظرائي وكبار السن ومختلف من التقي بهم كل يوم سوأنا أعرفهم أم لم أكن اعرفهم وفي لكواريب كنت أتجول في شوارع المدينة والتنقل بين مناطقها المختلفة من أنجربل وفيلاج ومصران الزايد واسكال وفي حي دمل ديك مقامي وحي الهلال والمرصة لكبيرة ومنطقة( السطارة سنك5) ) وسطارة اليشخ مولاي وفي مرصة مدينة كنت أعمل في احد الدكاكين لبيع المواد الغذائية وفي ارض الخير والحسنوات كنت اذهب إلى الملاهي ألليلية والمناسبات الاجتماعية والحفلات الموسيقية وفي أرض أسبينيات كنت العب جميع العاب الشبابية وخاصة كرة القدم كنا نلعبها في أ ستاد رمظان الذي يرجع تاريخ تشييده ل1958 وفي هذه المدينة التي أنجبت لموريتانيا العديد من المثقفين والمتعلمين الذين شاركوا في تأسيس الدولة كما أنجبت للدولة بعد انفصالها عن دولة كبولاني فرقتي إزايرات و إسبينيات أقدم فرقة للموسيقى الشعبية لتشارك بهما في احتفالات عيد الاستقلال 28 نوفمبر عام 1960 وفي أرض الأعصار شققت طريقي أيضا نحوا العلاقات العاطفية و وعقت في شراك فتاة كانت بنسبة لي حلما بعيد المنال وما زالت كذلك حتى يومنا هذا بعد تحقيق الحلم الجسدي إلا أن عقلي مازال رافضا أنها وقعت بين يداي إنها ( ملاذي وحجرتي وحنجرتي) يا ساده يا مجتمعي انهوا عالم الحب والوفاء دعوا شفتاي تنفتح ويتحرك لساني ويبوح و ينطق بما هوا كامن في قلبي من ما رأت عيناي ولمست يداي ومشيت من أجله قدماي وارتاحت له روحي عندما ألقاه إنه العالم الروحي ألمشاعري العالم الخفي لا يراه إلا من تسكع على الشوارع من أجله وتخفى بين الأزقة في الظلام الدامس لنيله انه العالم العاطفي وفي بوابة الجنوب كان لي عدة أصدقاء من بينهم صديقا لا يعادله صديق إنه الأستاذ محمد يحي ولد سليمان لي معه قصة تضاهي قصة ( بتلينغ سيكي) أحمد أمبارك فال بطل العالم للملاكمة في منتصف القرن العشرين وأول من قام بعملية التبول على تمثال الحرية بالوليات المتحدة الأمريكية بعد أن صعد على أعلى التمثال الشاب السود المنحدر من الولاية التي لكوارب عاصمتها للمدينة لكوارب تسع مميزات تميزها عن باقي المدن الأخرى لكوارب المدينة الوحيدة في موريتا التي تشعر حين تدخلها أنك تعرفها منذ زمن بعيد حتى لو كنت أول مرة تزورها الكوارب كانت شاهدة على بداية تاريخ، هذه المنطقة منذ عهد الإمارات والقبائل حتى الإرهاصات الأولى للحصول على صك الاستقلال مرورا بعهد المستعمر الفرنسي لكوارب سكانها وجوههم متنورة وقلوبهم نقية، ومشاعرهم ذكية، شرابهم الشاي وقهوة طوبا يعملون في المزارع الأرز والقمح وحقول الخضروات والتبادلات التجارية لكوارب المدينة التي كانت شاهدة على أول محاكمة لقادة الحركات المدافعة عن تحرير المعبدين وترقية الحراطين مطلع الثمانينات ومازالت محتفظة بذلك اللقب حتى بعد مرور خمس وثلاثين سنة علا تلك المحاكمة بالمحاكمة الأخيرة لأبطال القرن والقارة بيرام ورفاقه والتي كان للفيف المحاميين الوطنيين والدوليين بقيادة المحامي الدولي السينغالي الأستاذ لمين غي شرف زيارة لؤلؤة الضفة لكوارب تعد رقما صعبا لسياسيين وخاصة الأحزاب الموالية للأنظمة التي تعاقبت على الحكم لكوارب ألف أوقية تكفي لإطعام أسرة مكونة من خمسة أشخاص يوما كاملا إنها حقا ارض الخير وأرض الفتاة السمراء الفتيات الجميلات الجمال والفتوة والكلام الين الرومانسي والطبيعة الهادئة لكوارب المدينة التي تخرجت منها كل الساسة الذين حكموا الدولة بعد الاستقلال أو درسوا فيها المدنيين منهم و العسكريين سوى الذين كانوا في الأنظمة أو معارضيهم أو قادة الحراك التحرري لكوارب المدينة التي تدار منها شؤون الولاية التي تقع العاصمة الموريتانية نواكشوط على أراضيها يقول احد الشعراء عن المدينة ألا ليت شعري هل بني همرصـــــمبا وهــــل حيهم قد جاوروا "لتـــــكشكمبا" وهل صمبــــــــا الفلان تغدو نساؤهم ســـــراعا إلـى "الصطاره"حاملة "تمبا" الـســـــــــــــــــــــــــــــــــطاره حـــــــي من أحــــــــــــــــــــيا الـــــــــــــــــــــــــــــــــمدينة الزائر لأرض الخير سيشاهد الكثير من الأشياء الجميلة سوءا داخل المدينة أو على تخومها وسيلتقي الإنسان لكواربي النظيف الجميل سواء كان التقى مع امرأة أو رجلا و الكثير من الأشياء أللافتة للانتباه من انسجام بين السكان وثقافة التسامح المنتشرة بين الحراطين والبظان وهال بولار وولوف هذه الأعراق الأربعة هم القلب النابض للمنطقة والقصص الشعبية الضاربة في الروعة أو في ضواحيها من مزارع الأرز والقمح والحدائق لمختلف الثمار والمناظر الخلابة وعندما يقف على ضفة النهر سنغال عند البوابة عبارة روصو أو ( الباك) سيشاهد الكم الهائل من السنغاليين ولأفارقة راكبين العبارة متجهين صوب ارض الخير من اجل شراء حاجياتهم اليومية وإذا تجولت في دول الإقليم ستجد كل عشرة أشخاص بينهم أربعة كل واحد من هم جواز سفره مكتوب عليه الدرك الوطني بولاية الترارزة قد جمعتني الأيام مع مواطن من غينيا كناكري في قرية سكرى الواقعة على الحدود المالية الغينية كنت في زيارة لتلك المنطقة وكنا نتحدث عن إفريقيا وفرص العمل فيها وقال لي هذا الغيني أنه جاب الكثير من دول إفريقيا لكنه لم يشاهد مثل ما شاهده في المجتمع الموريتاني من طيب الأخلاق وعزة النفس وخاصة سكان مدينة روصو من الروح العالية ورفض الظلم واستعمار يا ساده إنها قصة إفريقية مع الأدغال إنها قصتي مع شمامة و والو وعاصمة فوتا تورو إذا كانت أوروبا تفتخر بباريس في القرن التاسع عشر وتلقبها بمدينة الأنوار ومنطقة القرن الإفريقي تفتخر بالنيل الأزرق وجبال النوبة يجب علينا نحن الموريتانيين وشعوب دول الإقليم أن نفتخر بلؤلؤة الضفة روصو لكوارب أرض الخير والحسناوات لسان الضعيف لكن لن نقبل... من أجل الحياة لا للعيش محمد فال ولد نوح