أتصلبنا حرطاني من انتيكان مستنجدا لأن حاب انتزع أرضهم
هاتفنا حرطاني من لعويس شاكيا لأن بظاني بقوة الدولة أنتزع سدهم
أرسلت إلينا قرية الربيع في دار البركة مستغيثة لأن عمدة لكصي 2 يريد إجلاءهم
أخبرنا رئيس مكتبنا في تيرالزمور أنهم أكتشفوا حالة عبودية لكن السلطات كعادتها تجاهلت
أعلمنا رئيس مكتبنا في الحوض الشرقي بحالتي عبودية ضحيتيها طفلتان اكبرهما أقتصبت و تحمل في أحشائها جنينا لكن السلطات كدأبها تجاهلت
شاهدت الرئيس يسخر من لحراطين و يسأل عن من هم
قرأت فتوي رابطة العلماء التي تؤكد أن للبظان حق التعويض علي لحراطين
جلتُ بذاكرتي بين المحاكم والإدارات و الثكنات و المخافر مستعرضا عشرات الصور من الظلم و الأقصاء والتهميش و الإذلال لتي يتعرض لها لحراطين
احسست برأسي تكاد تنفجر كنت قضبانا محبطا أشعر بالعجز و أحس بالضعف ٬ وضعت رأسي علي وسادتا كانت في جانبي أخذتني سنةُ نوم
رأيت كأن باب الغرفة يفتح ببطئ و يدلف منه طيف رجل مسن سد الباب خلفه و سلم بصوت منخفض رددت بصوت يماثله ، هممت أن اسأله هش واضعا أصبعه علي شفتيه آمرني أن اسكت ثم قال أنا جد أبيك قد رأيت ما أنت فيه من الهم والغم ٬ فجئت لأقدم لك بعض النصائح قلت لا أريد نصائحك يا جد أبي فأنت من أورثني هذا الذل و الهوان و الغبن الحرمان إني أراك يا جد أبي قوي البنية مفتول العضلات لماذا أورثتني ما أنا فيه اسكت يا جد أبي عد إلي من حيث أتيت
قال سمحني يا ابن حفيدي فأنا و أجداد كل أبا العبيد نادمون علي ما أوثناكم و قد انتدبوني لأقدم لك هذه النصائح و التي نريدك أن تقدمها لكل أبناء عمومتك من ابناء أحفاد العبيد
ناضلوا ثوروا قاوموا لا تستكينوا انتزعوا حقوقكم لا تتطلبوها لا تخافوا السجون و لا الوت و الجوع لا تكرروا فعلتنا فقد ضعنا و ضيعناكم لا تورثوا أحفدكم الذل كما ورثناكم لا يخيفكم تشداق الإستعباديين و نباحهم لا تأبهوا بأتهاماتهم لكم بالعنصورية أو العمالة أو التفرقة فتلك دلائل علي أنكم في الأتجاه السليم لا تنشقلوا بنقيق علمائهم و لا صراخ مثقفيهم
أنقلوا النضال إلي آدواب و القري و الأحياء و ادخلوه كل عريش و مخبئ اجعلوا الرعات يحدون به لإبل و الفلاحون يرددونه أغان في مواسم حصادهم و الحمّالون يدندنون به والخنشات تتعاقب علي رؤوسهم اجعلوا الجنود يهمسون به خلستا ثم انطلق
صحوت و أنا مرتاح و عقدت العزم ان أقدم التلك النصائح لكل ابناء احفاد العبيد.