وجدتني مرة مدفوعا إلي اللعب و الطرب ،تتوقهما نفسي ، وتلح في طلبهما
نظرت إلي ساعتي فكان الوقت مناسبا للعب كرة القدم التي كنت أحبها ، ارتديت ملابسي الرياضية بسرعة ، و انتعلت أحذيتي ، أخذت هاتفي و سمّاعة أذني أو صلتها به و وضعت طرفها الآخر في أذني ، و ماهي إلا لحظات حتي انطلقت مسيقة عذبة تشنف سمعي .
خرجت من منزلي هرولت في أتجاه الملعب ، رأيتها مقبلتا حرطانية اربعينية تحمل علي رأسها سلةً كبيرة وعلي ظهرها طفلا في أواخر سنته الاولي ، احسست بمرارة تشتاحني وبحسرة تنتابني و نشوة المسيقي وحلاوة الرياضة تقادرني .
و ماهي إلا ثوان حتي مرت بي سيارة من نوع V8 تقودها إمرة بظانية في نفس عمر صاحبة السلة و الطفل، وعلي أحد مقاعدها الخلفية مقعد صغير عليه طفل في نفس عمر طفل صاحبة السلة و الطفل ، نزعت السماعة من أذني و توقفت عن الهرولة و رأيتني أعود أدراجي و قد تقافزت إلي ذاكرتي كل الثنائيات المعهودة في وطني .
البظاني رجل الأعمال و الحرطاني منفذ الأعمال
البظاني المُنتخب عمدة و برلمانِ و الحرطاني ناخب للعمدة والبرلمانِ
البظاني صاحب المصانع و الشرائك و الحرطاني حارس المصانع والشرائك
البظاني الساكن الفلل و القصور و الحرطاني الخادم في الفلل و القصور
البظاني القاض مُصدر الأحكام و الحرطاني المسجون المدان
البظاني السفير و الوزير الحرطاني البواب و الخفير
ألبظاني الوالي و الحاكم و الحرطاني السائق و الخادم
البظاني المستحوذ علي كل شيئ و الحرطاني المحروم من كل شيئ.