قيادي بحركة"الحر" يكتب:التحول والحراك الاجتماعي

اثنين, 2015-05-18 17:39

شبه أحد قادة الرأي ما يحدث في بلدنا اليوم من  تجاذبات سياسية واجتماعية وما يشهده   المجتمع من تأثيرات العولمة علي المستويات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية بإمرأة حابل بصدد المخاض فإن وجدت قابلة متمرسة جرت عملية المخاض دون أن تتعرض الأم للخطر والعكس صحيح و يضيف آخر بأن البلد يحتاج إلي تجديد في طبقته السياسية ،هل هذا يوحي بأننا بصدد تحول ما ؟ أم أن الأمر لا يعدو كونه تغييرا شكليا كما يحدث أحيانا في مظاهر ديمقراطيتنا    ؟

مهما اختلف منظرو النخبة السياسية وقادة الفكر في تشخيص ما يحدث في البلد من تحول فإنه قد بات من المؤكد أنه يشهد تجاذبات اجتماعية يغذيها ما تشعر به بعض الفئات من تهميش وغبن رغم ما يتوفر عليه البلد من مقدرات اقتصادية فيما يري المناوءون لهؤلاء

بأن هؤلاء تحركهم مصالح ضيقة لقادة الرأي منهم أو أنهم تحركهم قوي أجنبية لا تريد لبلدنا الاستقرار مما يمكن أن نفسره بصراع إرادات بدا بين القوي التقليدية المسيطرة ثقافيا واقتصاديا واجتماعيا وبين الفئات المسحوقة التي تريد إعادة توزيع الثروات والسلطة  بشكل أكثر عدالة بين كل المواطنين ويزداد التجاذب السياسي بين الأغلبية السياسية الداعمة للنظام والمساندة له وبين المعارضة السياسية بشقيها في المنتدى والمعاهدة اللذين من بينهما من يعارض المعارضة كما يعارض النظام ونتيجة لتجارب المعارضة الراديكالية كما يحلو للبعض أن يسميها مع النظام فقدت الثقة فيه مما أصبح يشكل عقبة أمام أي تقارب بين الطرفين اللذين يعتبران محورا النظام الديمقراطي وبالرغم مما يشهده محيطنا الإقليمي والدولي من صراعات واضطرابات أتت علي دول وتوشك أن تجهز علي أخري في ظل التنامي السريع للإرهاب العابر للقارات لكن نخبتنا السياسية لم تستوعب الدرس و لم يعرف النظام متى يشد ويرخي شعرة معاوية ابن أبي سفيان (ض)ولم تدر المعارضة بأنها لأتعارض النظام لذاته بل لما يمكنه أن ينفع الناس في هذا البلد ويمكث في الأرض   

بقلم:باب ولد محمد                                               

إن هذه الوضعية التي يعيش بلدنا تتطلب ما يمكنه أن يدفع إلي تجاوزها مما يحتم تغييرا في

نمط التفكير وفي الأداء والفعل السياسي والاجتماعي حتى نؤسس لتصور مشترك غايته الحفاظ علي بلدنا  موريتانيا والعمل علي تنميته وتقويته  إذ’انه يمكننا ان نختلف علي كيفية بنائه وتنميته وتوزيع منافعه لكن لا بد أن نتفق علي ما يسمي أسس ومقومات الجمهورية حتى نبعده  عن الانزلاق ولتحقيق هذا الغرض لا نحتاج إلي التحول الشكلي بقد رما نحتاج إلي تحول جوهري يمكنه أن يؤدي إلي تغيير في العقول إن جاز التعبير بحيث نبعد الأهواء ونعتمد المعقول وبالعلم ننصرف إلي العمل ومن التنظير نتجاوز إلي حسن التفكير والتدبير وبالتعليم النافع نصهر مجتمعنا الذي يكون عامل وحدته الدين الإسلامي  وقوته تنوعه الثقافي ونهب هبة رجل واحد لإنصاف المظلومين و المهمشين بحيث يكون ما يهمهم يهمنا وتكون قضيتهم قضية كل قوي أو عزيز فينا ولنا في رسول الله صلي عليه وسلم أسوة

   حسنة في مؤاخاته للمهاجرين والأنصار قولا وعملا وفي حرص أبي بكر الصديق رضي الله عنه علي مساعدة وإنقاذ المضطهدين من أمثال بلال الحبشي رضي الله وغيره من المسحوقين وفعلها آخرون في التاريخ القديم والحديث  فإن فعلنا نكون بالعمل قد بيننا بلدنا وبممارسات القيم الديمقراطية الفعلية نكون ديمقراطيين في أنفسنا قبل أن نمارسها في  مبيننا ساعتها ستكون مؤسساتنا الحزبية تمارس وترسخ الديمقراطية وتشيع فينا ثقافة احترام الآخر واحترام الرأي والرأي الآخر و لاشك

أن هذا إن حدث سيقرب بعضنا من البعض مما يسهل علينا التحاور و التبادل مما يزيد معرفة كل منا بالآخر ويقوي عري الانسجام الاجتماعي والأواصر الأمر الذي يعد بالغ الأهمية في قيام دولة مدنية قوية  حيث يخفت خطاب القبيلة والجهة والفئات والقومية والأثينيات حيث لا استغلال ولا غبن ولا تهميش