أجرت الشرق اليوم مقابلة مثيرة مع الفقيه الشاب إبراهيم ولد جدوا حول أسباب وظروف اعتقاله،وقال الفقيه أنه سجن بسبب دفاع عن العبودية ومازال مستعد لدخول السجن حتى ينال الارقاء حقوقهم مؤكدا أن الاسلام الصحيح خالي من الاسترقاق عكس ما يروج فقهاء البيظان لغير عاملين وأضاف أن تجربته في السجن كانت قاسية لكنه استفادة منها حيث استطاع توعية الكثير من أبناء العبيد خاصة في سجن دار النعيم الذي يقول الفقيه أنه خاص بالعبيد ولحراطين وفيما يلي نص المقابلة:
ما هي ملابسات الاعتقال ، كيف اطلعت على واقع السجون واستخلاصات تجربة السجن في إطار مناهضة العبودية :
الفقيه ولد جدو : الملابسات تم اعتقالي بعد محاضرة عن العبودية في جامع السعودية ، بين الأذان وخطبة الجمعة كدأبي في جميع المساجد ، تحدثت عن العبودية وخطورتها وشناعة التمييز العنصري ، وتقبل المصلين ما تحدثنا عنه وأكدوا أنه حق ، وارتاحوا به ، بعد انتهاء الخطبة حضر الإمام على منصة الخطبة ، ومن عادي أن أجلس بعد نهاية الخطبة للاستماع للخطبة ، وصليت الجمعة مع الإمام واستمعت لخطبته ، وكان الإمام عنده أوامر لحارس المسجد بضرورة أخذ الهاتف وإسماع صوتي للامام قبل حضوره في الهاتف ، لكي يتمكن من الاستماع لفحوى المحاضرة التي ألتقيتها ، وحينما قدم ليخطب خطبة الجمعة ، رد على المحاضرة بلهجة قاسية ، مما يعطي دليل واضح لما أسلفت ، وهاجم الحراطين وهاجمني بالتكفير والتملق والاندفاع وراء الغرب وتجنيد أوروبا وأمريكا واسرائيل لمحاربة الدين في موريتانيا ، بعد نهاية الصلاة ، ذهبت للمنزل ، وصليت العصر قرب مسجد بجوار المنزل وذهبت لزيارة صديق لي في المستشفى ، ثم صليت المغرب في مسجد بين المنزل والمستشفى ثم صليت العشاء في مسجد قريب من المنزل وألقيت محاضرة حول العبودية وخطورتها ، وتلقيت اتصال من الشرطة في زي مدني برقم صديقي علي صو حوالي العاشرة والنصف مساء الجمعة ، وذهبت إليهم والتقينا في كرفور الحي الساكن وأخذوني إلى مفوضية تفرغ زينه ، بعد قدومي للمفوضية تم حجزي في مخفر لمدة ساعات وتلقيت عض الباعوض فضلا عن الرائحة الكريهة ، مع مجموعة من المجرمين المحتجزين وتلقيت السب والشتم بعبارات غير لائقة ، في التحقيق طلبوا مني الصمت وترك الكلام بالمساجد حول العبودية مقابل إطلاق سراحي ، وأكدت للمفوضين أنهم ليقطعوا لساني ورجلي أو ليضربوني بمسدس لكي أموت ، غير الموت لا يمنعني من الكلام عن العبودية وحرمة أعراض المسلمين وإباحة أعراضهم ، ما دامت هذه الوضعية قائمة ، والمجتمع العنصري مجتمع ملاك العبيد وفكره فكر الاستعباد قائم فإننا سنظل نتحدث عن العبودية في المساجد ، أسردت في التقرير كل الآيات التي تدعم منهجي الداعي لكرامة الإنسان ، قال لي الشرطي المحقق أنه لا يعرف القرآن ، لليس لديه الوقت للمحاضرات ، بعد ست محاضر طلب مني سؤال وجواب ، قال لي المفوض أنه لديه أوامر عليا من أصحاب النفوذ وأن مدير الأمن أمر باعتقالي وهم لا حاجة لهم فينا ،بعد يومين في المفوضية تمت إحالتي لوكيل الجمهورية واستجوبني حول القضية ، أكدت له أننا تحدثنا عن خطورة أعراض المسلمين ، وكون دور الفقهاء التوعية حول هذه المواضيع ، وأحالني للديوان السادس ومنعني من الكلام ، وأخبرني القاضي أنه أمره وكيل الجمهورية بإحالتي لسجن دارالنعيم .
بعد دخولي للسجن وجدت أوضاع مزرية في السجن ، فيه 999 سجين ، ويتجاوز العدد أحيانا 1200 سجين ، ظروف المساجين بالغة الصعوبة ، غداءهم الأزر الوسخ حتى أنه توجد فيه الأحجار ، حتى الحيوانات لا يمكن أن تأكله فما بالك بالبشر ، العشاء النشى وأحيانا "كوسي لمحمصه " والفطور : نصف أمبوراي وكار من النشى " ، وبعد يوم من دخولي السجن ضربنا عن الطعام رفقة رفقائي الشجعان من سجناء إيرا الصبار ولد الحسين ويعقوب إنل ، بابا أترواورى ، من منطلق مسؤوليتنا عن أنفسنا " لنفسك عليك حقا " ، داخل السجن قمت بمحاضرات دينية لتهذيب الأخلاق واستفاد منها العديد من السجناء حتى أصبح المسجد في السجن يكتظ بالمصلين الذي وصل عددهم قرابة 700 سجين ، بعد المحاضرات كانتيتهمني حرس السجن بأنني أحرض السجناء من خلال توعيتهم ، وتم استدعائي من طرف أمن السجن والإدارة رفقة زملائي لضرورة ترك التوعية حول العبودية ، وترك المحاضرات حول الدين وأنه يجب أن يقتصر الدور على بالصلاة فقط، ورفضت ذلك باعتبار أنني دخلت السجن بسبب العبودية ولن أنتهي ، وهددني حرس السجن " بسلور " زنزانة مخصصة لتعذيب السجناء بالتعذيب في السجن ، وأكدنا أن التعذيب لن يردنا عن نضالنا حتى يتحقق الحق من الباطل .
ما زادني السجن إلا قوة وشجاعة وقلبي مرتاح لدخوله بسبب العبودية ومستعد لدخول السجن مرات على سبيل الدفاع عن العبودية ، أسفي أنني لم أمت بعد دفاعا عن العبودية ، لاقيمة للحياة في ظل الظلم ، داخل السجن وخارجه لا قيمة له بدون النضال في العبودية .
بعد ذلك نقلوني رفقة زملائي إلى السجن المركزي كان يوجد فيه البيضان فقط ، بينما نزلاء سجن دار النعيم أغلبهم من الحراطين ولكور ، لكي يبعدوني عن التوعية في سجن دارالنعيم ودليل ذلك أنهم لما أوصلوني أكدوا لي أنه لدي كل الحرية للقيام بالدعوة والخطب التي كنت أنظم ، من خلال تحويلي إلى السجن المدني اكتشفت أنه هنالك تمييز عنصري والاستفادة حصرها على البيضان ، السجناء في دارالنعيم موفر لهم المخدرات ، في خطة ممنهجة ومبرمجة لإفساد هؤلاء الشباب لأبناء هذه الشريحة ، لا تكوين ، ولا رعاية أو وسائل للترفيه في سجن دارالنعيم ممنوعين من أي حقوق هو سجن لتكوين المجرمين بدل إعداد الأفراد .
ما نظرتكم العامة حول العبودية وآفاقها المستقبلية
الفقيه ولد جدو : أشير في البداية إلى أن الغرب اقتبس مبادئ حقوق الانسان من الإسلام ، فقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم كلية في الأخلاق والإنسانية والعدل وكل القيم ، فقد قال صلى الله عليه وسلم ( حرمة المسلم أعظم من الكعبة المشرفة ) ( المسلم أخو المسلم وغيرها من الشمائل الداعية للمساواة ف لا فضل لعربي على عجمي ولا لأبيض على أسود ، ، و الفوارق الاجتماعية القائمة حاليا بموريتانيا لا تجسد المساواة ولا المؤاخاة في الإسلام فلا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه ، المؤمن أخو المؤمن لا يظلمه ولا يخذله ولا يحقره ، فقد أشار إلى ذلك العلامة آبه أخطور : منتقص لغيره نماسي منتهكا لعرضه قنعاسي
وأشير إلى أن العبودية حرام والعبودية التي حدثت في موريتانيا باطلة وحرام وإهانة للإنسانية فلا تحتاج لفتاوي فقد أفتى الله في ذلك لقوله تعالى ( ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطبيات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا )) وقال صلى الله عليه وسلم في حرمة المسلم ( كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه ) صيانة لحقوق اإنسان وأعراض البشر .
والكتب الصفراء التي قام بحرقها الزعيم التاريخي والرجل الشامخ بيرام ولد الداه ولد أعبيدي انتهكت جميع ما حرم الله من أعراض ، مبرزا مثالا واضحا قولها في الأمة فيما يسمى اليوم عندنا بالحرطانية هو قولها "
وعورة من رجل وأمتي ما بين صرة وركبة
وقولهم كذلك
وكرهو التزويج بالفناني لأنه ليس عظيم الشاني
وقولهم
لا خير في الحداد لو كان عالما لأنه في النار حتما مخلدا
وكرهو إمامة العبد لنا تزويجه لحرة في شرعنا
وكرهو إمامة الزناقتا لأنهم بنو سرقتا
شهادة القين ترد أبدا والمقتدي به يعيد سرمدا
فهذه أمثلة من كثير من فقه النخاسة الذي لا يزال يدرس في مدار الصحراء بما يسمونها بالمحاظر ، وما زال يكون عليها الأئمة والقضاة والشرطة القضائية
وأوضح أن خليل في الجمعة قال "لزمت في المكلف الحر بلا عذري " هذا يخالف النص الصريح قوله تعالى (( ياأيها الذين آمنوا إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله وذروا البيع ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون ( 9 )
بين أن آمنوا في الآية بمفهوم الصفة عند الأصوليين بغض النظر عن دولتهم فالتعالي ليس صفة إسلامية مستشهدا بقوله صلى الله عليه وسلم كما في الحديث إن الله عز وجل قد أذهب عنكم عبية الجاهلية وفخرها بالآباء والأنساب إنما الناس مؤمن تقي أوفاجر شقي أنتم بنو آدم وآدم من تراب ليدعن رجال فخرهم بأقوام أو ليكونن أهون على الله من الجعلان التي تدهده الخرى بأنفها .
باختصار قضية الحراطين لا يقدمها غير دخول السجن ، والموت في السجون دفاعا عن قضية العبودية هذا هو الكفاح الإيماني والصادق والصراط المستقيم إلى الجنة ، لأن المبدء هو قناعتنا كشباب الحراطين ، اقتداء بهدي النبي صلى الله عليه وسلم وتعليمه الحنيف أصدق جهاد ضد ملك جائر ، اليقين والصدق وتمني الأجر ،
أي دور منتظر للفقهاء ؟؟؟
الفقيه ولد جدو : دور الفقهاء الصراحة مع الله ، حول قضية العبودية ، وضرورة أن يعرفوا أنهم بكتمان الحق يفتحون باب ظلم ، وخصومهم ليوم الدين الحراطين لمعلمين وكل المهمشين بموريتانيا ، " عند ربكم تختصمون "
السيد الفقيه ما هي الكلمة التي توجهونها للمناضلين ؟
الفقيه ولد جدو :أحث المناضلين المبادرة الانعتاقية إيرا المخلصين العابدين الزاهدين فتية الإيمان فرسان الجنة بالكفاح حتى إطلاق سراح الزعيم الروحي وولي الله والرحمة المهداة للموريتانيين بيرام ولد الداه ولد أعبيد فارس الحرية نفديك بالروح والدم يا زعيم ورفقائه إبراهيم ولدأعبيد ديبي صو والصبار ولد الحسين ، وتحيتي لكل نزلاء سجن دار النعيم المطحونين من أبناء الحراطين والزنوج والبمبره والبيضان المهمشين ، أطالب من المنظمات والهيئات المجتمعية والناصحين والأئمة والعلماء الوقوف مع السجناء لتحسين أوضاعهم التي يرثى لها من تعذيب والعقوبات القاسية لأسباب تافهة ، فالغريب أن أحد أبناء الحراطين حينما يسرق هاتف يدان ب 20 سجن أو 10 سنوات ، بينما أبناء البيضان الضالعين بقتل الأنفس والمخدرات يدانوا بستة أشهر أو سبعة ، وإذا ما تم إدانتهم ب 5 سنوات يستأنف ب 2 سنة ثم يطلق سراحه ، بينما الآخرين لا يتم إنصافهم ، والدليل أنه تم سجن ابن أخت وزير العدل الذي قتل الشرطي الذي كان يزاول عمله في تفرغ زينه قضى أسبوع في السجن ثم أطلق سراحه ، إذن العدالة لا وجود لها ، نحتاج لعدالة وإنصاف واستقلالية القضاء عدم التدخل من طرف أصحاب النفوذ ، فالقضاء مال وجاه وقبلية وجهة وعرقي ....
أجرى الحوار مندوب الشرق اليوم في مدينة انواذيب