مهندس يكتب:عن بعض مراحل بيرام النضالية(تدوينة)

ثلاثاء, 2015-05-05 21:39

بيرام ولد إعبيدي هو ناشط حقوقي موريتاني من الوزن الثقيل و هو مشهور عالميا بوقوفه الي المظلومين و دفاعه المستميت عنهم فهو حائز علي عدة جوائر دولية من اهمهما جائزة الامم المتحدة للحقوق الانسان، أسس ويترأس الجمعية غير الحكومية الغير معترف بها من قبل السلطات الموريتانية العنصرية الاستعبادية، "مباردة انبعاث الحركة الانعتاقية"، منذ سنة 2008، وهو وجه معروف بتدخلاته الجريئة في الإعلام المحلي والدولي ولا يتردد عند تناول قضايا العبودية والتمييز العرقي وانتهاك حقوق الانسان في بلده. مافتئ الزعيم بيرام ولد اعبيدي يضع اليد على الجرح النازف لموريتانيا في كل المحافل التي أُتيحت له فرصة التواجد بها، ولا يفوت فرصة إلا وتحدث فيها عن معاناة فئة كبيرة تصل نسبتها الي 53 % من الشعب الموريتاني من جور الدولة والمجتمع. ولد اعبيدي معروف في موريتانيا لا كرئيس للجمعية السالفة الذكر فحسب ولكن أيضا بانخراطه في العمل السياسي في صفوف المعارضة وعمله على تفعيل المشاركة المدنية في الحياة السياسية في أفق تأسيس بلد ديمقراطي يسع جميع مواطنيه ويمتعهم بحقوق المواطنة الكاملة؛ فمطالبه واضحة إذ ينتظر "من السلطات العمومية أن تطلب العفو باسم الدولة من كل ضحايا الابتزاز والعبودية، وأن تعاقب كل الجناة، وأن تعطى تعليمات للإدارة الترابية والسلطات القضائية ووكلائهم لملاحقة كل ممارسي الرق وتطبيق القانون، وأن تعترف ... للحراطين بحقوقهم، وأن تتوقف عن حماية المجرمين". فالنظام السياسي في موريتانيا نظام قائم على التمييز بين الحراطين (أغلبية السكان حسب كل الدراسات الاجتماعية) وبين الطبقة العربية-الأمازيغية الماسكة بزمام السلطة في البلد. بل هو الذي أطلق على حكومة الرئيس ولد عبد العزير اسم " حكم البيظان".
بيرام يحارب في كل الجبهات السياسية والحقوقية بل ولم تسلم المؤسسة الدينية النخاسية الاستعبادية من نقذه اللاذع في بلد معروف بتدينه وبكثرة أهل العلوم الشرعية فيه. فهو لم يخف أبداً اتهامه للعلماء والفقهاء، باعتبارهم طرفاً مساهماً في استمرار العبودية، وتحمل حتى النهاية مسؤولية مواجهة رجال الدين المرتشين الجديرين بالعيش في عصر آخر. كذلك أئمة وعلماء الجيوب والبطون. إنهم رجال يرعوْن الغموض ويرفضون شجب العبودية بشكل لا لبس فيه، ويدفنون رؤوسهم وراء اللعب بالكلمات والحيّل بغية إطالة أمد ممارسات غير مبررة وغير قابلة للتبرير...
لقد نجح بيرام ولد اعبيدي في جلب الاهتمام الإعلامي إلى مأساة الكثير من مواطنيه الذين يعيشون إما في العبودية بكل ما تحمله الكلمة من معنى أو في مرتبة اجتماعية دنيا في مجتمع مازال يميز بين البيض والسود وفق تراتبية قبلية هرمية تميز بين الحسانيين والمرابطين والزناكة والحراطين والعبيد. فالحل الراديكالي الذي لجأت إليه مبادرة انبعاث الحركة الانعتاقية يجد تفسيره في كونه خطوة ذكية و مدروسة لا تسعي ابدا إلى انتهاك حرمة الدين الاسلامي بل هي استغاثة ذكية تمس المعتقد الديني للمؤمنين في الصميم وتدعوهم إلى التفكر أكثر في وجود هذه الممارسة السمجة في المجتمع. فالدين لا يمكن أن يسمح باسترقاق الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحراراُ. فحرص الناس على احترام تعالم الدين يجب أن يحول بينهم وبين امتلاك أو السكوت على امتلاك العبيد. بمعنى أن إحراق الكتب ليس غاية في نفسه بل هو وسيلة لاستفزاز أولئك الذين يستكينون إلى التعاليم التي تتضمنها، رغم أنها اجتهادات وآراء تمت بلورتها في زمن غير زمننا هذا، لرفع الحرج عن ضمائرهم على الرغم من علمهم أن تعاليمها انتهت بانتهاء الزمن الذي كتبت فيه. فالاجتهادات التي تتضمنها ويستند عليها البعض لتبرير امتلاك العبيد هي آراء أناس يخطئون ويصيبون ولكن اجتهاداتهم لا يجب أن تلزم الناس في الوقت الراهن. 
كشف هذا الحرق عن نفاق العلماء و الفقهاء و الائمة و المجتمع على حد سواء. فالظاهر أنه ليس هناك تمييز بين أولوية حرية الانسان وحقه في الحياة الكريمة التي كرسها تطور الانسانية نحو المدنية والتقدم وبين نصوص قابلة للعدل والتجريح ليؤخذ منها ما هو صالح ويترك ما ليس كذلك. فعوضاً عن انصباب فكر "المؤمنين" على تجريم العبودية واحتقار مالكي العبيد والدعوة إلى محاكمتهم، اعتقلوا الرسول ولم يقرأوا الرسالة. فالرسالة واضحة وجلية وهي وجود فئة من الناس استلبت إرادتها و كرامتها وحرمت من حقها في تقرير مصيرها وتعيش في القرن الواحد و العشرين محرومة من آدميتها و انسانيتها. الإسلام نفسه بريئ من هذا الخبث و المنكر و لا يزكي مثل هذا السلوك المشين و القذر إذ أن المساواة بين الناس من أعز المبادئ إليه.اطلقوا سراح الزعيم الانعتاقي التحرري بيرام ولد الداه ولد وعبيد و نائبه ابراهيم ولد بلال ول رمظان و المناضل جبي صو دون قيد او شرط و قدموا لهم اعتذارا رسميا